موسكو: الظروف غير ملائمة للمفاوضات وأوكرانيا.. وسياسات واشنطن فاقمت التوتر في الشرق الأوسط … بوتين لعلييف: مستعدون لمواصلة مساعينا لتطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لمواصلة مساعيها لتطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا، في حين أعلنت موسكو أنه في الوقت الحالي لا تتوافر الظروف للمفاوضات بشأن أوكرانيا، وأكدت من جانب آخر أن زيادة حدة توتر الوضع في الشرق الأوسط ناجمة عن سياسات الولايات المتحدة ورغبتها في الحفاظ على نفوذها وهيمنتها على المنطقة.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، أبدى بوتين خلال اتصال مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف ارتياحه لنتائج زيارته إلى أذربيجان مؤخراً، وأكد استعداد موسكو لمواصلة مساعيها لتطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا، وجرت الإشارة خلال الاتصال، إلى أن التنفيذ المطرد للاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال المباحثات بين الرئيسين، سيسهم في زيادة تعميق علاقات التحالف والشراكة الروسية- الأذربيجانية.
كذلك واصل الجانبان مناقشة جوانب مختلفة للوضع الراهن في منطقة ما وراء القوقاز، بما في ذلك إعداد معاهدة السلام الأذربيجانية- الأرمينية، وتحديد الحدود وترسيمها بين أذربيجان وأرمينيا، وفتح اتصالات النقل بين هاتين الدولتين، وفي هذا الصدد، أكد الجانب الروسي مجدداً استعداده لمواصلة تقديم كل المساعدة الممكنة إلى باكو ويريفان في مجال تطوير الحلول المناسبة المقبولة للطرفين، وفي الختام، اتفق الرئيسان على مواصلة الاتصالات الشخصية بينهما لاحقاً.
وفي 18 آب الجاري، قام بوتين بزيارة إلى باكو استمرت يومين بحث خلالها مع الرئيس الأذربيجاني قضايا الساعة الدولية والإقليمية.
من جانب آخر أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أنه في الوقت الحالي لا تتوافر الظروف للمفاوضات بشأن أوكرانيا، وحسب وكالة «تاس» قال بيسكوف: «في الوقت الحالي من الواضح أنه لا ظروف مواتية لمثل هذه المفاوضات»، وأشار إلى أن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يطرح خطته لمبادرة السلام حول أوكرانيا.
كما أكد أن «الجانب الهندي يتخذ باستمرار موقفاً مؤيداً للسلام والتسوية السلمية بالطرق السياسية والدبلوماسية»، مشيراً إلى أن موقف الهند السلمي يتطابق مع الموقف الروسي، وأعلن المكتب الصحفي للكرملين أول من أمس الثلاثاء أن مودي أبلغ بوتين في اتصال هاتفي عن رغبته في المساهمة في حل الأزمة الأوكرانية، ويذكر أن مودي قام بزيارة إلى أوكرانيا في 23 الشهر الجاري.
في غضون ذلك أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن زيادة حدة توتر الوضع في الشرق الأوسط ناجمة عن سياسات الولايات المتحدة ورغبتها في الحفاظ على نفوذها وهيمنتها على المنطقة.
وأوضحت زاخاروفا في تصريحات لوكالة «نوفوستي» أن رغبة واشنطن في تعزيز مصالحها مع تجاهل القضايا الأساسية بالمنطقة هي السبب فيما نشهده حالياً من تصعيد خطير في الشرق الأوسط، وأشارت زاخاروفا إلى أن الأسباب الجذرية للتصعيد الحالي ترتبط بالقضية الفلسطينية، التي لم يتم حلها، إضافة إلى عجز المجتمع الدولي عن وقف إراقة دماء الفلسطينيين في قطاع غزة، محذرة من أن التصعيد الخطير في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى حرب كبرى.
من جانب آخر، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، أن روسيا تريد تعبيراً أكثر موضوعية ووضوحاً عن موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالت زاخاروفا لإذاعة «سبوتنيك»: نرى تقييمات وعمل هذا الكيان (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، ولكن في كل مرة نريد تعبيراً أكثر موضوعية ووضوحاً عن موقف هذا الكيان، وليس لمصلحة بلدنا، وليس لمصلحة تأكيد موقف موسكو، ولكن لمصلحة المعلومات الواقعية بهدف واحد محدد وهو ضمان الأمن ومنع السيناريو من التطور على طول المسار الكارثي، الذي يدفع نظام كييف، الجميع إليه».
وأضافت: «روسيا ووزارة الخارجية و«روساتوم» تحافظ على اتصالات دائمة مع المنظمات الدولية ذات الصلة، والتي هي جزء من منظومة الأمم المتحدة. ويسمى هذا الكيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية. نقدم بشكل منتظم جميع الوثائق اللازمة التي توضح كل الفروق الدقيقة التي تحدث في محيط محطات الطاقة النووية والمرافق النووية الروسية، ويتم ذلك في المقام الأول في هذه المرحلة لمنع التطورات الكارثية المتعلقة بالأنشطة الإرهابية لنظام كييف».
وقام وفد برئاسة المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، بزيارة محطة كورسك الروسية للطاقة النووية، أول من أمس الثلاثاء، وقال غروسي بعد زيارته للمحطة: إن «الوضع فيما يتعلق بمحطة كورسك للطاقة النووية خطير»، وأشار خلال زيارته لمحطة كورسك، إلى أن «الهجوم على أي محطة للطاقة النووية أمر غير مقبول، بغض النظر عن موقعها».
وأضاف غروسي: إن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستواصل تعزيز السلامة النووية في كل مكان»، مشيراً إلى أن «هناك خطراً لوقوع حادث نووي في مقاطعة كورسك الروسية».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها المسلحة تمكنت خلال الساعات الـ24 الماضية من تحرير بلدة كاميشيفكا في دونيتسك وتعزيز مواقعها وإحباط هجمات قوات نظام كييف وتدمير معدات عسكرية وإسقاط 49 مسيّرة أوكرانية على مختلف محاور القتال.
وأفادت الوزارة في تقريرها اليومي أمس حول سير العملية العسكرية الخاصة بأن وحدات من مجموعة قوات «الوسط» الروسية حررت قرية كاميشيفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية وتواصل التقدم في عمق الدفاعات الأوكرانية، كما ضربت تشكيلات من 6 ألوية لنظام كييف وصدت 7 هجمات مضادة أسفرت عن مقتل 475 جندياً في صفوف القوات المهاجمة.
وحسب الوزارة كبدت وحدات من مجموعة قوات «الشمال» الروسية التشكيلات الأوكرانية على محوري فولشانسك وليبتسي في خاركوف خسائر تبلغ نحو 165 جندياً، بينما حسنت وحدات من مجموعة قوات «الغرب» وضعها التكتيكي واستهدفت قوات ومعدات عسكرية لنظام كييف في أراضي خاركوف ودونيتسك ولوغانسك، وصدت 5 هجمات مضادة أسفرت عن مقتل نحو 490 جندياً أوكرانياً.