رياضة

احترام الشارع الرياضي

| محمود قرقورا 

عندما خسرت إيطاليا أمام كوريا الديمقراطية وخرجت من الدور الأول لمونديال 1966 استقبلت بعثة المنتخب الإيطالي في روما بوجوه عابسة وبرد فعل سلبي تمثل برميها بالطماطم والبيض الفاسد، فعقد البرلمان الإيطالي جلسة استثنائية لبحث الآثار السلبية التي خلفتها الخسارة على الشعب الإيطالي برمته، والفحوى أن مشاعر الشارع الرياضي تبقى محط احترام وتقدير الحكومة قبل قيادة الرياضة.
خلال الأشهر القليلة الماضية تعرضت كرتنا لخيبات كثيرة منها ما هو طبيعي حيث لم يكن منتظراً التحليق كمنتخب الناشئين المونديالي، ومنها ما هو غير طبيعي كخروج منتخبنا الشاب من التصفيات الآسيوية وكذلك منتخب الناشئين المحدث، ومنها ما هو بين المنزلتين كمنتخبنا الأولمبي، فإذا سلمنا جدلاً أننا لم نكن مرشحين للفوز باللقب إلا أن عبور دور المجموعات والمنافسة على إحدى بطاقات أولمبياد البرازيل حد أدنى لطموحات أي رياضي في سورية.
الغريب في الأمر أن قيادة البعثة لم تعتذر للشارع الرياضي ولم تقدم نفسها كبش فداء لما جرى، بل جابهت القيادة الأعلى بشيء من اللامبالاة والتهرب من المسؤولية بالقول: ماذا حصل إذا خرجنا من الأول؟
الرجال عند الشدائد مقولة لطالما عزفنا على وترها وكثيراً ما تكون طوق نجاة لمن يعرف معناها وينهل من معينها.
فعندما خرج منتخب الناشئين تحت قيادة عساف خليفة جابه الجميع متحملاً المسؤولية مقدماً استقالته وترك الجمل بما حمل فانتهى الأمر.. وعندما اعتذر مهند الفقير عن خروج الأولمبي المبكر محملاً نفسه المسؤولية مقدماً استقالته شاكراً الجميع على الوقفة الوطنية كسب تعاطف الأقلام والشارع الرياضي وسامحه الجميع لأننا بطبعنا سمحاء طيبون.
عندما أخطأ اتحاد السرية بقضية جورج مراد خرج السرية مكرهاً من الباب الضيق وتلك كانت حكمة بليغة منبعها الاحترام للشارع الرياضي.
ومع اتحاد صلاح رمضان خسرت سورية أمام المالديف في آب 2012 وتلك النتيجة تهز الوجدان الكروي السوري أكثر ما هزمته الخسارة أمام اليمن في الدورة العربية 1976 ومع ذلك تجاوزنا الخسارة التي تعد الأسوأ بتاريخ سورية لأن الاتحاد حينها كان في البدايات ولابد من أخذ وقته ليرينا فتوحاته، فكانت الثمرة لقب غرب آسيا في العام ذاته كناية على أن الأزمة لم تؤثر في كرة القدم السورية كما يروج البعض.
نعلم أن أي اتحاد قادم لن يقودنا للفوز بأمم آسيا والتأهل للمونديال، لكن لابد من قرارات مسؤولة تنم عن احترام الشارع الرياضي، فهل يحدث ذلك ونبدأ صفحة جديدة أم سيعمل الاتحاد الرياضي جاهداً لحماية اتحاد كرة القدم في وصمة عار غير مسبوقة وعندها لن نجد تفسيراً إلا بكونهما شريكين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن