إعلام العدو: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعارض أي حكم عسكري في غزة لأن عواقبه ستكون وخيمة
| وكالات
كشف موقع قناة «مكان» الإسرائيلي معارضة أجهزة الأمن الإسرائيلية فكرة «فرض الحكم العسكري في قطاع غزة لما قد يجلبه من عواقب وخيمة جداً على إسرائيل»، في حين شن المحلل العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد، هجوماً على رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو وحكومته، منتقداً اكتفاء الجمهور الإسرائيلي بدور المتفرّج على الكارثة التي تسير إسرائيل إليها.
وحسب محللة موقع «كان» للشؤون العسكرية كارميلا مناشه، فقد «قدّرت مصادر أن تكلفة تفعيل مثل هذه الإدارة تبلغ 20 مليار شيكل سنوياً، (ما يقرب من الـ6 مليارت دولار)، إضافة إلى 400 وظيفة جديدة في الجيش الإسرائيلي، بينما ستعمل 5 فرق بشكل مستمر في أراضي قطاع غزة، غير أن تقديرات تكلفة الميزانية هي في الأساس تقديرات لإدارة القطاع فقط، من دون إنشاء البنية التحتية للحكم العسكري مع إقامة قواعد داخل القطاع».
ومن الناحية العسكرية، أوضحت أن هذه الإدارة «ستؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالدفاع، مع تقليص كبير إلى حد إلغاء تدريب المقاتلين، وزيادة نطاق خدمة الاحتياط»، أمّا على الصعيد الدولي فإن «فرض الحكم العسكري سيضرّ بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ويؤدّي إلى إدانات وردود أفعال قاسية من الدول الصديقة ودول الجوار مثل مصر والأردن، ودول اتفاقات إبراهام، إلى حد قطع العلاقات مع إسرائيل»، حسب المحللة الإسرائيلية.
وأشارت في الختام، إلى أن المؤسسة الأمنية والعسكرية «عارضت إقامة حكم عسكري، لكن إذا طلب المستوى السياسي ذلك، فستعمل على تشكيله».
وحسبما أكدت «القناة الـ11» الإسرائيلية ارتفع صوت أجهزة الأمن الإسرائيلية الرافضة لفكرة فرض «الحكم العسكري» الإسرائيلي في قطاع غزة، محذّرةً من عواقب وخيمة جداً، وأعباء إضافية على «إسرائيل».
وقبل يومين، دار شجار حاد بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت بشأن احتلال «محور فيلادلفيا»، حيث «تبادلا الصراخ والصياح»، وذلك لأن الأخير يُعارض هذه الخطوة حالياً، بينما يُصرّ نتنياهو عليها، ما يُظهر «الخلاف العميق بين نتنياهو والأغلبية العظمى من قادة المؤسسة العسكرية ومجتمع الاستخبارات، بشأن الإستراتيجية التي يجب أن تتبناها إسرائيل في قطاع غزة»، بعد مرور نحو 11 شهراً على اندلاع الحرب، وفق موقع «أكسيوس» الأميركي.
وفي وقتٍ سابق، كشفت وثيقة قدّمها 4 باحثين إسرائيليين إلى مجلس «الأمن القومي» و«الكابنيت»، عن «مخطط إسرائيلي لحكم عسكري إسرائيلي في غزة»، وفي أيار الماضي صرح غالانت، بأنّه سيُعارض «أي حكم عسكري إسرائيلي لقطاع غزة»، لأنه «سيكون دموياً ومكلفاً، وسيستمر أعواماً».
وفي السياق، شدّدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، سابقاً، على وجوب «القضاء على هذه الفكرة المهووسة وهي في مهدها، وعدم نسيان أن وراء كل نقاش أمني في إسرائيل تستتر خطة خلاصية للاعبين سياسيين إيديولوجيين، يستخدمون الظروف الأمنية لتحقيق تطلعات إقليمية: إلغاء فك الارتباط والعودة إلى غزة وإقامة مستوطنات يهودية هناك مرة أخرى».
وفي السياق رأى المحلّل العسكري في القناة «الـ13» الإسرائيلية ألون بن دافيد، أن الإسرائيليين الذين أدمنوا مشاهدة أفلام الكوارث الرائجة في السبعينيات والثمانينيات، «أصبحوا ممثّلين في فيلم حقيقي من أفلام الكارثة، لكنهم لم يدركوا ذلك بعد، ويواصلون التصرّف كمشاهدين».
وفي مقالٍ نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أول من أمس، رأى بن دافيد أن الجمهور في «إسرائيل» يستمع إلى التقرير اليومي عن المزيد من الجنود الذين سقطوا في حرب لن تنتهي أبداً، ويواصل حياته الطبيعية، ويشاهد إسرائيل وهي تندفع نحو الهاوية، ثم يتصرّف كما لو كان خارج سيارة على وشك الاصطدام، موضحاً «من الجدير بهؤلاء المشاهدين، الذين كانوا مشغولين بالهاتف طوال هذا الأسبوع، أن يرفعوا أعينهم ويفهموا أننا قد اخترنا الانعطاف بالفعل، وليس بالاتجاه الصحيح».
أما الأميركيون، حسب بن دافيد، فيؤدون دور المضيفات، ويواصلون طمأنة الركاب وإخبارهم أنها مجرد جيوب هوائية، وأنّ كل شيء سيكون على ما يرام قريباً، لكن قبطاننا نتنياهو كان قد اتخذ القرار بالفعل وحوّل الطائرة إلى الجبل.
ورأى المحلل العسكري الإسرائيلي أن تعنّت نتنياهو وإصراره على البقاء إلى الأبد في محورَي «فيلادلفيا» و«نتساريم»، يمنع أي فرصة لصفقة تبادل الأسرى، ويؤدي إلى مناوشات إقليمية واسعة وإلى حرب لا تنتهي في غزة.