طرابيشي: شعورنا بالسعادة لا يقل عن شعور أهل الأطفال … وتستمر المسيرة… محطة جديدة في البرنامج الوطني للتدخل والكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة
| محمود الصالح
محطة جديدة من الأمل في مسيرة البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، الذي دخل عامه الثاني برعاية ومتابعة من السيدة الأولى أسماء الأسد.
صفق أمس الجميع بفرح كبير عندما استجابت آيلينا ووديع لصوت والدتيهما عند تركيب جهاز السمع الخارجي بعد إجراء عملية زراعة الحلزون جراحياً.
مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة رزان طرابيشي قالت لـ«الوطن»: هي خلاصة العمل الذي قمنا به منذ فترة ومازال مستمراً بالنسبة للأطفال الآخرين، وفي لحظة سماع الطفلين للصوت وردة فعلهما لأول مرة على ذلك شعرنا بالسعادة الكبيرة كفريق عمل ولا يقل هذا الشعور عن شعور أهل الأطفال، لأننا ندرك أهمية عودة هؤلاء الأطفال إلى حياتهم الطبيعية ليعيشوا مع أقرانهم في الحياة التي يستحقونها.
وطلبت طرابيشي من جميع الأهالي المبادرة والالتزام بإجراء المسح للأطفال حديثي الولادة من عمر شهر، والاطمئنان على حالة السمع لدى أطفالهم، مؤكدة أنه بعد مرور العام الأول على إطلاق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة تم إجراء المسح لأكثر من 23 ألف طفل، كما تم تحويل 25 طفلاً ممن أجري لهم المسح للتدخل من أجل تركيب سماعات ومنهم لم يستجب لهذه السماعات فتمت إحالتهم لزراعة الحلزون وفق بروتوكول محدد ودراسة كل حالة على حدة لمعرفة مدى إمكانية الزراعة، مضيفة: وبعد أن أجريت العمليات الجراحية لزراعة الحلزون ومرور 25 يوماً يتم الآن تركيب الجهاز الخارجي للأطفال، ومن ثم سيتم تحويل هؤلاء الأطفال إلى برنامج المتابعة والتأهيل اللغوي ضمن جلسات يشرف عليها مختصون في اللغة لتعويض ما فقده الأطفال خلال العمر الزمني الذي مضى من حياتهم دون سمع.
مديرة قسم السمعيات في منظمة آمال فرح جبري بينّت أنه تم أمس تركيب الجهاز الخارجي للطفلين آيلينا موسى ووديع شحادة بعد أن تمت متابعتهم في إطار البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، ابتداء من عمليات تخطيط السمع ومن ثم تقييم السماعات ودراسة زراعة الحلزون وتمت عملية الجراحة.
وأضافت: نحن الآن سعداء جداً أن نكون شركاء في هذا المشروع مع عدد من الجهات العامة في الدولة وعلى رأسها وزارة الصحة، مشيرة إلى أن منظمة آمال هي شريك أساسي في عملية التدخل وتوفر للأطفال بعد التشخيص متابعة الاختبارات ويتم تقييم الأطفال في جلسات اللغة وتقرير فيما إذا كان من الممكن زراعة الحلزون.
وأفادت أن هدف آمال النهائي أن تجري اختبارات مسح السمع لجميع أطفال سورية من المواليد الجدد، والقيام بالتدخل في حال الحاجة لذلك، ونوّهت بالمعاناة الأساسية، وهي عدم اطلاع المجتمع على أهمية وضرورة إجراء المسح من خلال البرنامج، ما يؤدي إلى وصول الأطفال إلى البرنامج في سن كبيرة لا يمكن أن يقدم لهم الخدمة المطلوبة منها.
وذكرت جبري إلى أن هناك اليوم 69 مركزاً لإجراء المسح منتشرة في جميع المحافظات السورية، أما بالنسبة لمراكز التشخيص بعد المسح فعددها 12 مركزاً فقط وهي بحاجة إلى توسيع وزيادة لأن بعض الأطفال من المحافظات التي لا توجد فيها مراكز تدخل يضطرون للسفر إلى المحافظات الأخرى.
اختصاصي السمعيات في منظمة آمال وسام ناجي ذكر أن المنظمة تضم عدداً من الأقسام والتخصصات ومنها قسم الاستقصاءات السمعية الذي يضم العيادة الأذنية وغرفة تخطيط السمع للأطفال وتخطيط جذع الدماغ واختبار ASSR ويتم استقبال المرضى والفحص في العيادة الأذنية والبحث فيما إذا كانت هناك مشكلة في السمع والتي يمكن أن تكون قابلة للعلاج الدوائي أو الجراحي، وفي حال تأكيد وجود المشكلة ننتقل إلى الاختبارات السمعية الأخرى وبناء عليه نقرر فيما إذا كانت هناك حاجة للتدخل، مؤكداً أن جميع الخدمات التي تقدمها منظمة آمال مجانية تماماً.
والدة الطفلة آيلينا موسى قالت: شعوري في لحظة سماع آيلينا لصوتي لأول مرة شعور لا يوصف وأتمنى من جميع الأهالي ألاّ يتأخروا في إجراء المسح السمعي لأطفالهم عند الولادة، لأن وجود أي مشكلة في السمع ستعطيهم فرصة في إمكانية العلاج وعدم خسارة أطفالهم، وعملية المسح بسيطة وآمنة جداً، والخطوات التالية حتى الوصول إلى هذه اللحظة كانت ميسرة وهناك اهتمام كبير من البرنامج بأدق التفاصيل التي تقدم للطفل.
والد ووالدة الطفل وديع شحادة قالا في تصريح لــ«الوطن»: فرحة كبيرة جداً أن يسمع وديع صوتنا، وهذا يدفعنا لتقديم الشكر الجزيل لكل من يقوم على هذا البرنامج الوطني وعلى رأسهم السيدة الأولى.
وأضافت الأم: إنه من هذه اللحظة تغيّرت حياتها كلياً بعد أن عاشت لأشهر محرومة من سماع طفلها لصوتها، وقد كان هذا حلماً وتحقق، متمنية لجميع الأطفال من فاقدي السمع وأهاليهم أن يعيشوا هذه اللحظة.