الانقسامات تعصف بحكومة الاحتلال.. غالانت: لن أستقيل وإذا أراد نتنياهو ذلك فليفعل … إضراب شامل في الكيان للضغط على نتنياهو وإبرام صفقة تبادل
| وكالات
عم الإضراب الشامل، أمس الإثنين، كل مناحي الحياة في الكيان الإسرائيلي، بدعوة من اتحاد نقابة العمال «الهستدروت»، للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل إبرام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، وذلك في أعقاب تظاهرات ضخمة الليلة قبل الماضية شارك فيها عشرات آلاف المستوطنين.
وحسب وكالة «وفا»، شمل الإضراب المرافق التجارية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمواصلات العامة والوزارات الحكومية ومطار بن غوريون، في أعقاب تظاهرات ضخمة شارك فيها نحو 300 ألف من المستوطنين الإسرائيليين في «تل أبيب»، الليلة قبل الماضية، للمطالبة بإبرام الصفقة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن الإضراب العام شمل المرافق الاقتصادية وبعض السلطات المحلية والمؤسسات الحكومية والقطار الخفيف في منطقة «تل أبيب الكبرى»، والمصارف ومصالح تجارية أخرى، وأضافت: «في مطار بن غوريون توقفت الرحلات القادمة والمغادرة لمدة ساعتين على الأقل في ساعات صباح (أمس)، وبعدها يحتمل حدوث تشويشات.
وأشارت الهيئة إلى أن المستشفيات عملت بطواقم مقلصة، في حين أغلقت مدارس رياض الأطفال أبوابها، في حين أعلنت لجنة رؤساء الجامعات انضمامها للإضراب، كما انضم إلى الإضراب العديد من الشركات الكبرى وشبكات التسوق؛ في وقت لجأت فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى المحكمة من أجل إلغائه، إذ طلب وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش من المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، تقديم طلب عاجل إلى محكمة العمل للحصول على أمر قضائي بمنع الإضراب، وقال سموتريتش: إن الإضراب من شأنه أن يضر بالاقتصاد، وإنه لا أساس قانوني له، لأن هدفه الأساسي هو التأثير في قرارات مهمة للحكومة.
وعمّت الإضرابات الشاملة، منذ صباح أمس الإثنين، الكيان الإسرائيلي رفضاً لعرقلة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، وجاءت الإضرابات بدعوةٍ من اتحاد نقابة العمال «الهستدروت»، سعياً لدفع حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو إلى إبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال العثور على جثث ستة أسرى منهم.
وقالت «القناة 13» الإسرائيلية: إن «مطار بن غوريون مُغلق أمام الرحلات المغادرة، ويتوقع استئناف العمل بعد ساعات، وستتأثر الرحلات بنحو درامي خلال الأيام المقبلة»، وبدورها ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن أحزمة نقل الأمتعة توقفت في المطار نفسه، في حين كشفت منصّة إعلامية إسرائيلية أن «الادعاء العام قدّم طلباً للمحكمة العليا لإلغاء الإضراب في إسرائيل»، وأضافت المنصّة نقلاً عن مصدر في «الهستدروت»: إن هناك دراسة لمواصلة الإضراب اليوم الثلاثاء أيضاً، مشيرةً إلى أن المتظاهرين أغلقوا مفترق «رعنانا» تماماً أمام حركة السيارات.
وقبل ذلك، قال رئيس «الهستدروت»، أرنون بار ديفيد: «علينا أن نوقف هذا التخلي عن الأسرى، توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يُمكن أن يُحرّك أولئك الذين يحتاجون لذلك، وعليه عمّ الإضراب منذ صباح أمس الإثنين الاقتصاد الإسرائيلي بكامله»، وأضاف ديفيد: «ستتوقف كل عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون اعتباراً من الثامنة صباحاً».
بدوره، دعا زعيم المعارضة يائير لابيد الإسرائيليين إلى مشاركة عائلات الأسرى في غزة في الإضراب الشامل، وطلب لابيد من نقابات العمال وأرباب العمل والسلطات المحلية في إسرائيل تعطيل الاقتصاد، وتقدّم من رئيس «الكنيست» بالتماس عقد اجتماع عاجل للهيئة العامة «لبحث موضوع التوصل إلى اتفاق بشأن غزة».
وقال لابيد: إن «نتنياهو ومجلس الموت قرّرا عدم إنقاذ الأسرى الستة الذين كانوا على قيد الحياة في غزة، وفيما إذا كان هناك أسرى أحياء في القطاع، فلا يزال بالإمكان التوصّل إلى اتفاق، لكن نتنياهو يحجم عن ذلك لأسباب سياسية».
وفي محاولةٍ لمنع الإضراب، حذّر وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أول من أمس الأحد، من المشاركة في الإضراب وهدد بإلغاء الأجور، وقال: الإضراب «غير قانوني وسنعاقب من يشارك فيه»، وحثّ سموتريتش العمال على تجاهل قرار نقابة العمال الإسرائيلية «الهستدروت» بالدخول في إضراب عام، واتهم رئيس «الهستدروت»، «بتحقيق حلم يحيى السنوار، بدلاً من تمثيل العمال الإسرائيليين يقرر تمثيل مصالح حماس».
وأول من أمس الأحد، عمّت التظاهرات إسرائيل وقدّر المراقبون عدد المتظاهرين في «تل أبيب» بـ280 ألف شخص، على الرغم من محاولات شرطة الاحتلال العديدة فضّ التجمعات، التي ما كانت تتفرق حتى تلتئم من جديد بشكلٍ أكبر، بينما أفادت «القناة 12» الإسرائيلية باعتقال عدد من المتظاهرين، الذين يطالبون حكومة الاحتلال بالتراجع عن قرارها القاضي بالبقاء في «محور فيلادلفيا» و«ممر نتساريم»، للتمكن من العودة من جديد إلى طاولة المفاوضات التي تمنحهم الأمل بعودة أبنائهم أحياء من قطاع غزة، بعدما ثبت أن العملية العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال تسببت بمقتل العديد منهم.
في السياق، وفي ظل حالة الفوضى والخلافات والانقسام التي تعصف بالكيان الإسرائيلي، أكد وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس الإثنين، أنه لن يستقيل من منصبه العسكري، وذلك على خلفية تداول أنباء عن تقديمه استقالته لخلافه الدائم مع رئيس نتنياهو.
ونقلت صحيفة «يسرائيل هايوم» الإسرائيلية، أمس الإثنين، عن غالانت في محادثة مغلقة لأعضاء من البرلمان الإسرائيلي «الكنيست»، عدم اعتزامه الاستقالة من منصبه كوزير للدفاع في حكومة نتنياهو، وأوضح خلال تلك المحادثة المغلقة أنه إذا أراد بنيامين نتنياهو إقالته فليفعل.
يأتي ذلك فيما لا تزال الخلافات تضرب حكومة نتنياهو، بعدما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أول من أمس الأحد، تسريبات جديدة عن جلسة حكومة الاحتلال حول قضية الأسرى في قطاع غزة، ووفقاً للتسريبات، قال غالانت: إن «إسرائيل هي من وضعت أهداف الحرب»، مؤكداً أن حياة الأسرى هي الأهم، وأضاف غالانت، موجهاً كلامه إلى نتنياهو: «إذا أردنا الرهائن على قيد الحياة فلا يوجد وقت أطول»، مؤكداً أن قرار مجلس الوزراء بشأن الوجود في محور فيلادلفيا غير ضروري.
من جهته، رد نتنياهو على غالانت بالقول: إن ترك السيطرة على محور فيلادلفيا «مكافأة» لما سماه «الإرهاب»، وأضاف: «هناك مرونة في المفاوضات ولكن ليس على مبدأ ممر فيلادلفيا الذي يشكّل شريان الحياة لحماس»