موسكو أكدت أنها لن تنخرط بأي مخططات غربية لا تراعي مصالحها … وصل منغوليا.. بوتين: كييف فشلت بوقف تقدم القوات الروسية
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل وصوله إلى منغوليا في زيارة رسمية، أن الاستفزاز الذي نفذه نظام كييف في مقاطعة كورسك مجرد محاولة لوقف تقدم القوات المسلحة الروسية في دونباس، لكنه أخفق في تحقيق ذلك، وأشار من جانب آخر إلى أن تصرفات الغرب ضد الصحفيين الروس تتعارض مع المبادئ الديمقراطية لحرية التعبير، في حين رأى وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس أن الغرب حاول منذ القدم تدمير روسيا بسبب قوتها «الزائدة» لكنه اليوم يحتضر.
وبدأ بوتين زيارة رسمية إلى منغوليا مساء أمس الإثنين بدعوة من الرئيس المنغولي أوخناغين هورالسوخ، وقال المكتب الصحفي للكرملين: «الزعيمان سيجريان محادثات ضيقة وموسعة، وسيتبادلان وجهات النظر حول قضايا الساعة الدولية والإقليمية.. كما سيناقشان آفاق مواصلة تطوير العلاقات الروسية المنغولية ذات الشراكة الإستراتيجية الشاملة».
ووفقاً للكرملين من المقرر توقيع وثائق ثنائية عقب المحادثات، كما سيشارك الزعيم الروسي، في احتفالات الذكرى الخامسة والثمانين لنصر الجيش السوفييتي على اليابان وتحرير منغوليا إبان الحرب العالمية الثانية، ومن المقرر أن يلتقي بوتين أيضاً رئيسي البرلمان والوزراء المنغوليين.
وعشية زيارته لمنغوليا أكد الرئيس الروسي في مقابلة مع صحيفة «أونودور» المنغولية نشر نصها في موقع الكرملين على الإنترنت، أن منغوليا قد تحصل على جزء من الغاز الروسي الذي سيمر بأراضيها إلى الصين عبر خط «قوة سيبيريا-2»، مشيراً إلى أن روسيا تجري مفاوضات مع منغوليا حول تزويدها بموارد طاقة روسية بأسعار تفضيلية.
وأوضح بوتين أن دول الغرب تضع عقبات مختلفة أمام الصحفيين الروس الذين يعملون على أراضيها، فضلاً عن فرضها الرقابة على وسائل الإعلام الروسية، بشكل يتعارض مع المبادئ الديمقراطية لحرية التعبير، وقال: «في جميع الدول الغربية تقريباً، حيث يعمل صحفيونا يتم وضع عقبات مختلفة أمامهم، ويتم حظر القنوات التلفزيونية الروسية، ويتم فرض رقابة مباشرة على وسائل الإعلام لدينا وموارد المعلومات على الإنترنت».
وحسب وكالة «نوفوستي»، أكد الرئيس الروسي أن الاستفزاز الذي نفذه نظام كييف في مقاطعة كورسك هو مجرد محاولة لوقف تقدم القوات المسلحة الروسية في دونباس، لكنه أخفق في تحقيق ذلك، وقال خلال زيارته للمدرسة الثانوية رقم 20، التي تحمل اسم «أبطال الوطن» في مدينة كيزيل: إن «دعم مقاتلي العملية العسكرية الخاصة هو مفتاح الانتصارات المستقبلية»، مشدداً على أن الجيش يبذل كل ما بوسعه لضمان استعادة المواطنين الروس حياتهم الطبيعية.
وأشار بوتين إلى أن روسيا تحمي سكان دونباس ومستقبلها، ولا تسمح بإنشاء هياكل معادية لروسيا الاتحادية بالقرب منها في أوكرانيا، وقال: «لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بإنشاء هياكل معادية إلى جانبنا تضم خططاً عدوانية ضد بلدنا وتحاول باستمرار زعزعة استقرار روسيا الاتحادية».
وبيّن بوتين أن روسيا «ستتعامل مع قطاع الطرق الأوكرانيين في مقاطعة كورسك الذين سعوا إلى زعزعة استقرار الوضع في المناطق الحدودية»، وقال: «كانت حساباتهم هي وقف أعمالنا الهجومية في القطاعات الرئيسة في دونباس… والنتيجة معروفة»، وأضاف: «يجب علينا بالطبع التعامل مع هؤلاء اللصوص الأوكرانيين الذين دخلوا أراضي روسيا الاتحادية»، لافتاً إلى أن «الناس يمرون بتجارب صعبة، وخاصة في مقاطعة كورسك، لكن المهمة الرئيسة التي حددها العدو لنفسه كانت وقف هجماتنا، الهجوم في دونباس، ولم يحققوا ذلك».
وأوضح بوتين: إنه لا توجد دول معادية لروسيا، بل هناك نخب معادية تريد إضعافها وتقسيمها، وقال: «ليس لدينا لغات معادية، وليس لدينا حتى دول معادية، لدينا نخب معادية، في بعض البلدان، تُحارب روسيا منذ قرون، وليس الآن فقط، من أجل إضعاف البلاد لأنهم يعتقدون أنها كذلك»، لافتاً إلى أن الكثير من الناس في الغرب، رغم تصرفات السياسيين المحليين، يدعمون روسيا والقيم التقليدية، «وهم يقاتلون أيضاً في بلدانهم من أجل هذه القيم التقليدية، من أجل الأسرة، ومن أجل العلاقات الصحية بين تقاليدنا».
وأشار بوتين إلى أن روسيا لا تفقد اتصالاتها مع الدول الغربية، رغم محاولات النخب في الدول غير الصديقة عزل موسكو، وأن السلطات الأوكرانية الحالية غير مهتمة بإنهاء الأعمال العدائية لأنها غير مستعدة لإجراء انتخابات رئاسية، وأشار إلى أن روسيا والصين حليفان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ويقومان بتوحيد الجهود في مجال الاقتصاد والثقافة والعلاقات الإنسانية، مبيناً أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 200 مليار دولار سنوياً، وأعرب في ختام لقائه عن أمله في تأليف كتب عن أبطال العملية العسكرية الخاصة، الذين يؤدون مهامهم القتالية.
من جانب آخر، ووفق وكالة «تاس» اتهم بوتين اللجنة الأولمبية الدولية «بعدم الرغبة في النضال من أجل حقوق الرياضيين»، وبأن قادة المنظمة يتصرفون بناء على إيعاز من الولايات المتحدة ويشاركون بشكل استثنائي في الحفاظ على وضعهم وسلطتهم ورفاهيتهم المالية، وقال: «تؤيد روسيا الحفاظ على الحياد السياسي للرياضة، وتعترف بدورها الكبير في تعزيز العلاقات الإنسانية، وبناء تواصل قائم على الاحترام المتبادل، وتعزيز العلاقات بين الدول والشعوب»، معتبراً أن المتحولين جنسيا يتسببون في أضرار لا يمكن إصلاحها للرياضات النسائية.
بدوره، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب سعى تاريخياً إلى تدمير روسيا نظراً لقوتها واستقلالها «الزائدين»، حتى حشد اليوم 50 دولة معادية لروسيا تحت راية نظام زيلينسكي النازي، مشيراً إلى أن الغرب يسعى لجعل روسيا منطقة تابعة ليتسنّى له فعل كل ما يحلو له على الأراضي الروسية.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله خلال كلمة ألقاها أمام أساتذة وطلاب معهد موسكو للعلاقات الدولية تزامنا مع «يوم المعرفة»: «كل من يبدي استقلاله ويدافع عن مصالحه الوطنية في إطار القانون الدولي ويرفض اللعب حسب القواعد الغربية، يتعرض للهجوم، من الواضح أن جميع محاولات الغرب هذه تؤكد احتضاره عموماً، جميع تطلعاتهم هذه تتعارض مع المسار الموضوعي للتاريخ، ومحكوم عليها بالفشل».
وأضاف لافروف: «روسيا باعتبارها قوة عالمية تلعب دوراً متوازناً في السياسة الدولية، ولدينا شريك موثوق هو الصين ويؤكد الرئيس بوتين والرئيس شي جين بينغ في اللقاءات والاتفاقات المشتركة أن الجانبين يسعيان لتحقيق الاستقرار على الساحة الدولية… لن نندمج في إطار القواعد الغربية التي صيغت من دون مشاركتنا ومراعاة المصالح الروسية، وسنواصل الدفاع عن أسس القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة لكن ليس على طريقة الغرب الذي ينطلق من أهوائه، بل وفقاً لميثاق الأمم المتحدة».
وأكد لافروف وفق وكالة «سبوتنيك» أن موسكو لن تندمج في أي مخططات غربية من دون مراعاة المصالح الروسية، لكنها ستظل منفتحة على الاتصالات مع الغرب، مشيراً إلى أن موسكو سترد بقسوة على الخطوات غير الودية.
ميدانياً، دمرت القوات الروسية 3 راجمات «هيمارس» أميركية، استخدمتها قوات كييف في قصف مدينة بيلغورود الروسية وقضت على 30 فرداً من طواقمها شمال أوكرانيا، إضافة إلى تحرير بلدة سكوتشنويه في جمهورية دونيتسك الشعبية وفق بيان لوزارة الدفاع الروسية.