ثقافة وفن

«فوضى المرسم» معرض ثنائي للفنانين أحمد ناصر وماجدة المقرقد

| مايا سلامي – تصوير طارق السعدوني

اُفتتح في غاليري «آرت هاوس» بدمشق معرض «فوضى المرسم» للفنانين التشكيليين أحمد ناصر ومروة المقرقد، حيث تلاقى الفن التجريدي والتعبيري بلوحات الفنانين اللذين رسما موضوعات مختلفة عبرت عن مكنوناتهما وأحاسيسهما الداخلية.

كما تخلل الافتتاح تجربة للرسم المباشر قدمتها الفنانة مروة التي خرجت عن المألوف ورسمت عملاً جديداً أمام الحاضرين فأعطت المعرض روحاً متميزة ومنحت الحاضرين فرصة ليتعرفوا عن قرب على مدى متعة وروعة الفن.

أمر عفوي

وفي تصريح لـ«الوطن» قالت الفنانة التشكيلية ماجدة المقرقد: «أحببت أن تكون أعمالي مفاجأة لكل من سيشاهدها بدءاً من أحجامها الكبيرة وصولاً إلى العناصر التي اخترتها لتعبر عن ذاتي، فبدلاً من الورود رسمت الأشواك واخترت النحل بدلاً من الفراشة لأنني أراه رمزاً للنشاط والعمل والعطاء الذي يشبه الأنثى، ومن خلال هذين العنصرين أردت أن أثير التساؤلات لدى المتلقي».

وعن تجربتها بالرسم المباشر، أوضحت: «أحببت أن أكسر المألوف وأثبت للناس أن الرسم ليس فيه أي تحدٍ أو صعوبة وأنه أمر عفوي وسلس وممتع للفنان ولكل من يشاهده، والرسم المباشر جزء من شخصيتي فأنا أرسم بأي مكان وحتى عندما أكون بين أصدقائي».

وحول رسالتها، بينت: «أريد أن أطرح تجربتي بالحياة سواء البيئة التي خرجت منها أم تجربتي الشخصية وعلاقاتي مع الناس والتفاصيل اليومية التي عشتها، وتقنياتي مختلفة فهناك مرحلة كبيرة اشتغلت فيها بالفحم إضافة إلى المائي والزيتي، كما قمت بالنحت وتصميم الدمى لذلك تجاربي متعددة لكنني جمعتها بالاكريليك لأنه يوحي بالمائي والزيتي في بعض الأحيان».

التراث السوري

وقال الفنان التشكيلي أحمد ناصر: «رحلتي بالفن ما زالت متواضعة فأنا خريج عام 2022 وبدأت بالتجريد منذ أن كنت طالباً في السنة الثالثة عندما تجرأت للمرة الأولى أن أكسر القواعد، ووجدت نفسي في هذا المجال ورأيت أنني قادر على التعبير فيه بصورة أكبر عن ذاتي وعواطفي أو أي موضوع أريد معالجته وطرحه».

وأضاف: «أنا أرسم شيئاً يخص التراث السوري لكن الموضوع اتسع قليلاً وأنا أعمل عليه، ففي البداية كنت أصور المعالم كما هي كقلعة حلب وأقواس تدمر، ثم وجدت أنه يمكنني التعبير عن الموضوع بطرق أخرى حيث أصبحت أصور جداراً في الشارع عليه لصاقات أو كتابات للذكرى وغيرها من الأشياء البسيطة التي تدل على ثقافة الشعب.

وأوضح أن الألوان القاتمة في لوحاته تعود لأسباب نفسية وخاصة بعد الحرب والزلزال الذي عاشته مدينة حلب، فكل ذلك ترك آثاره التي تخرج باللاوعي في الأعمال واللوحات. منوهاً بأن تقنياته تختلف حسب الموضوع الذي يعمل عليه فيرسم بالفحم والإكريليك وفي بعض الوقت يستخدم القماش وورق الصحف أو أي شيء يخدم فكرته.

حالة تناغم

كما تحدث الفنان التشكيلي غازي عانا عن تجربة ماجدة المقرقد، قائلاً: «الكثيرون لا يعرفون الفنانة ماجدة المقرقد لذلك كان عندي رغبة في أن يطلعوا على تجربتها، فهي تعمل في موضوعاتها على الجانب النفسي وتركز على روح الشخصية، وتشعر المتلقي بأن اللوحة تخبره بما فيها بتفاصيلها وحركاتها، وألوانها بسيطة وأعمالها تتميز بالأحجام الكبيرة، وأرى أن ماجدة فنانة تحب عملها وأنا الذي شجعتها وأقمت لها معرضاً للمرة الأولى قبل عدة سنوات لأنني اكتشفت أنها تمتلك موهبة قوية وإمكانات تصوير عالية فأثبتت ذلك بجدارة وأرى أنني نجحت بتقديري».

وفيما يتعلق بأعمال أحمد ناصر، أوضح عانا: «أحمد ناصر فنان شاب تخرج في جامعة حلب وهو فنان تجريدي وشهادتي بالتجريد مجروحة لأنه عبارة عن لوحة لا تنتهي المتعة فيها تراها كل يوم بمزاج ورؤية مختلفة، وأحببت أعمال أحمد لأنه يشتغل بموضوعات لها علاقة بالحياة المعاصرة والفوضى وعدم الاستقرار، استطاع أن ينقل هذه المشاعر من خلال الألوان ونجح في خلق حالة من التناغم، كما استخدم الضوء بصورة صحيحة، ولامس مشاعرنا ورغباتنا كمتلقين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن