رغم رفع أجور الاتصالات للمرة الثانية خلال العام لا تحسن بجودة الإنترنت؟! … وزير الاتصالات الأسبق لـ«الوطن»: لأن الكبل المستخدم لنقل الإنترنت إلى المنزل من النحاس يسبب تخامد الإشارة
| الوطن
تحت ذريعة ارتفاع الكلف التشغيلية والنفقات المالية الكبيرة اللازمة لتقديم ونشر خدمات جديدة وبهدف ضمان استمرار تقديم الخدمات أصدرت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد للمرة الثانية على التوالي خلال العام الحالي، قراراً يقضي بتعديل أسعار خدمات الاتصالات، ففي مطلع شهر آذار تمت الزيادة بنسبة 35 بالمئة على أسعار خدمات الاتصالات الأساسية وخدمات القيمة المضافة، وتمت مطلع الشهر الجاري زيادة أخرى تتراوح بين 30 و35 بالمئة، والسؤال الذي يتداوله السوريون، لماذا لم تترافق هذه الزيادة مع تحسن جودة الإنترنت والخدمات المقدمة كما وعدت الهيئة؟
وزير الاتصالات الأسبق الدكتور محمد الجلالي بيّن في تصريح خاص لـ«الوطن» أن السبب بعدم تحسن جودة الإنترنت الثابت مقارنة بالإنترنت الفضائي أن الكبل المستخدم بنقل الإنترنت إلى المنزل هو من نوع النحاس وجودة الوصل من أكبال النحاس في أغلب الأحيان لا تكون جيدة وتسبب تخامد الإشارة، لذا يشعر المشترك بأن جودة وسرعة الإنترنت سيئة، مشيراً إلى أن ربط الإنترنت في معظم دول العالم أصبح عن طريق أكبال فايبر بدلاً من النحاس، لذا تكون سرعة وجودة الإنترنت أفضل في هذه الدول.
وأشار إلى أن وجود مشروع لربط الإنترنت عن طريق أكبال فايبر في مدينة دمشق بهدف تحقيق سرعات عالية، وطبعاً سيستخدم للشركات والمؤسسات وليس لمشتركي الإنترنت لأن تكلفة هذا النوع من الربط يعتبر مكلفاً للمشترك.
ولفت إلى أن جودة الإنترنت الثابت جيدة في بعض المناطق لكنها متراجعة في مناطق أخرى والسبب أن وصل الإنترنت للراوتر يكون غير جيد.
ورأى أن هناك أسباباً موضوعية لرفع أجور خدمات الإنترنت أبرزها التضخم وتدهور سعر الصرف، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية وغيرها بشكل كبير كما يستدعي ضرورة رفع أجور خدمات الاتصالات بهدف تغطية التكاليف الكبيرة، موضحاً أنه من أجل الحصول على خدمة الإنترنت يتم دفع الأموال بالقطع الأجنبي ولا نحصل عليها مجاناً.
وكان مدير عام الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد منهل جنيدي قد أوضح في تصريح لـ«الوطن» أن الهيئة وافقت على تعديل خدمات الاتصالات الثابتة بعد دراستها للنفقات المالية الكبيرة التي تتحملها الشركة السورية للاتصالات لتقديمها ونشرها للخدمات الجديدة، وتوريدها لبوابات الإنترنت وتوزيعها على المحافظات، بهدف تخديم المدن والمناطق الريفية بخدمات الإنترنت، وذلك بالتوازي مع توسيع مفاصل الشبكة الداخلية من جهة، والعمل على توسيع البوابة الدولية من جهة أخرى، بما يضمن تقديم الخدمة بشكل مقبول وجيد للمشتركين، إضافة لزيادة قدرة السورية للاتصالات على تخديم المناطق المتضررة من الإرهاب بخدمات الاتصالات والإنترنت وإعادة تأهيل المراكز الهاتفية بهذه المناطق لتشجيع الأهالي للعودة لمنازلهم في هذه المناطق.