أزمة تسويق الحمضيات وتكرار سيناريو الصعوبات … الخلف لـ«الوطن»: تسويق الموسم الماضي مقبول ونطمح لزيادة الكميات في الموسم القادم
| رامز محفوظ
الحديث عن أزمة تسويق الحمضيات ليس وليد اللحظة أو حالة آنية إنما هو حديث يتكرر في كل موسم بين المعنيين في الحكومة في محاولة لإيجاد حلول ومقترحات لتجاوز هذه الأزمة التي يدفع ثمنها الفلاح، ويبقى السؤال هل سيتكرر سيناريو أزمة التسويق هذا العام أم تترجم المقترحات والحلول الحكومية إلى أفعال على أرض الواقع؟
رئيس مكتب التسويق في الاتحاد العام للفلاحين أحمد هلال الخلف أوضح في تصريح لـ«الوطن» أن تسويق الحمضيات بالمجمل سواء داخلياً أم خارجياً خلال الموسم الماضي كان جيداً ومقبولاً ونطمح أن تزداد الكميات المسوقة خلال الموسم القادم، وأنه تم تسويق أكثر من 100 ألف طن من الحمضيات إلى الأسواق الخارجية، وهذه الرقم يعتبر جيداً قياساً للمواسم السابقة كما أن أسعار الحمضيات كانت مقبولة للفلاح ومريحة، موضحاً أن الحمضيات سوقت خلال الموسم الماضي إلى العراق وروسيا ودول الخليج.
وأشار إلى أن الكميات التي سوقت إلى المؤسسة السورية للتجارة لم تتجاوز 5 آلاف طن، علماً أن خطة المؤسسة كانت تسويق أكثر من 20 ألف طن حتى إنه من ضمن هذه الكمية هناك 1000 طن سوقت إلى العراق كمقايضة مع منتج آخر وهذا الأمر كان عبارة عن اجتهاد من المؤسسة.
ولفت إلى أن الحكومة بذلت خلال الموسم الماضي جهوداً كي لا يحصل تأخير أو عوائق للبرادات السورية عند الحدود مع العراق ودول الخليج وكان هناك نوع ما من تيسير الأمور، كما عملت على تأمين سيارات تابعة للسورية للتجارة وجهات أخرى حكومية لتسويق الحمضيات من الحقول.
وأوضح أن وزارة الصناعة استجرت خلال الموسم الماضي بحدود 5 آلاف طن وكان المفترض أن تستجر أكثر من هذه الكميات باعتبار أن معاملها بحاجة لكميات أكبر، حيث تعهد وزير الصناعة باستجرار كميات أكبر خلال الموسم القادم.
وذكر أن الوزراء المعنيين وعدوا خلال الاجتماع الذي عقد مؤخراً بتلافي أي تقصير قد يحدث بتسويق الحمضيات للموسم القادم، وبأن يكون التسويق سواء خارجياً أم داخلياً للموسم القادم مختلفاً عن المواسم السابقة.
وأشار إلى أن تقديرات الإنتاج للموسم القادم بحدود 650 ألف طن في حين أن الإنتاج خلال الموسم الماضي كان بحدود 850 ألف طن والسبب في انخفاض الإنتاج الظروف الجوية السيئة والبرد الذي أثر في الثمرة، معتبراً أن السوق المحلية قادرة على استيعاب نصف إنتاج موسم الحمضيات القادم.
وقال: المنتج السوري من الحمضيات مختلف عن المنتج المصري والتركي والإيراني وهو منافس لها ومرغوب به لدى الأسواق الخارجية وخصوصاً السوق العراقية، مشيراً إلى أن روسيا استجرت خلال الموسم الماضي من الحمضيات كامل إنتاجنا من البرتقال الماوردي.
بدوره لم يكن عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه بدمشق محمد العقاد متفائلاً بتحسن تسويق الحمضيات خلال الموسم القادم كما وعد المعنيون في الحكومة خلال الاجتماع الذي عقد مؤخراً، لافتاً إلى وجود عوائق في كل موسم لتسويق الحمضيات، وأن كل عام هناك تراجع بالتسويق بدلاً من التقدم.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين العقاد أن من أبرز ما يعيق عملية التسويق خارجياً أجور البرادات المرتفعة وعدم القدرة على منافسة دول الجوار مثل تركيا وإيران ومصر لانخفاض أسعارها مقارنة بالحمضيات السورية، موضحاً أن أجرة البراد من سورية إلى العراق اليوم بحدود 13 ألف دولار في حين أن أجرة البراد من إيران أو تركيا بحدود 3 آلاف دولار كما أن أسعارها أرخص من السورية.
ولفت إلى أنه نتيجة للخسائر الكبيرة وصعوبات تسويق الحمضيات يتجه مزارع الحمضيات حالياً نحو الزراعات الاستوائية مثل الأفوكادو والمنغا والموز كبديل عن الحمضيات لأنها تحقق مردوداً جيداً وأفضل له.