رياضة

تصحيح الاتجاه

| بسام جميدة

بعيداً عن «الترندات» والتسريبات التي يحاول كثير من «الفيسبوكيين» وبعض الإعلاميين التسلق عليها كل حسب أغراضه الدفينة، عن كرة القدم السورية وكلما حل بها حدث، والحمد لله هي غالباً ما تعج بالأحداث، وأكثرها طزاجة قدوم المدرب الإسباني خوسيه لانا الذي تسلم تدريب منتخب سورية، وهنا سنطرح الكثير من التساؤلات التي ندرك أنه لا أحد سيجيب عنها بسبب ما يعرف بـ«الشراكة مع الإعلام» وهي مزحة اعتدناها منذ عقود..!

فرصة التعاقد مع لانا في هذا التوقيت هناك من يرى أنها غير ضرورية لمباريات لاتقدم ولا تؤخر ولا يمكن أن يلتئم فيها شمل المنتخب كاملاً كي يشاهد المدرب كل اللاعبين الذين سيكونون بين يديه، كما أن مباريات الهند وتايلاند مع فرق أقل مستوى ماذا ستنفع المدرب مع أننا أصبحنا نخشى حتى هذه المنتخبات..!

ومن ضمن التساؤلات الملحة بماذا سيخدم لانا كرتنا السورية بشكل عام وهو المتخصص بالفئات العمرية ولماذا كل من يأتي إلينا يجب أن يكبر الـ c. v على حسابنا دون أن يقدم لنا شيئاً والتجارب المريرة كثيرة؟

ولماذا لم نسند إليه أحد المنتخبات العمرية ليشتغل عليها لكونها هي التي ستستمر، ونكافئه بالمنتخب الأول إن كان لديه القدرة على التطوير فعلاً..؟

نتساءل هنا ليس انتقاصاً من قدرات الرجل، ولكن يزداد القلق من الفشل لكون البيئة الحاضنة ما زالت هي ذاتها ولم تتغير العقليات التي تدير اللعبة، وهي جزء أساسي من الفشل السابق، بل كثير من الخيبات المزمنة، لذلك نجد أنفسنا كمن يغرف الماء بالغربال، وستتكرر الأسطوانة اتها، وستضيع من عمر كرتنا سنوات أخرى قادمة.

هذه ليست دعوة للتشاؤم ولكنها قراءة للواقع بصراحة متناهية لأننا استمعنا للخطابات الخشبية ذاتها والكلمات ذاتها، فلا جديد يذكر سوى الاستمرار في الركوب على ظهر هذه المستديرة التي باتت مثل بساط الريح تتنقل بهم من بلد إلى آخر والحصيلة صفر.

ها هي الاعتذارات ذاتها تتكرر، وها هي أسماء قديمة تعود، وأخرى تُغيب، والهوة تزداد في ظل غياب الرؤية الصحيحة للبناء الكروي الذي يجب أن يبدأ من الأساس وليس من القمة.

لو وصلنا إلى النهائيات الآسيوية بعد ما سطرنا سطر «الخروج المذل» كما يرددون من تصفيات المونديال، فما الفائدة من هذه الصرفيات من الأموال المجمدة والتي تذهب لجيوب الغير، على حين جيوبنا فارغة..؟!

الأمر أصبح واقعاً، ولكن لابد من تغيير البوصلة بالاتجاه الصحيح كي لا يتسع الانحراف، وكثير من الانحراف في طب العيون يؤدي إلى تشويش الرؤية وربما العمى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن