موسكو حذرت «ناتو» من رد مؤلم.. وصربيا: لن ننضم إلى الحلف … بوتين: علاقاتنا مع الصين وصلت إلى مستوى عالٍ غير مسبوق
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه عدداً من القادة على هامش «منتدى الشرق الاقتصادي» أن بلاده تعمل على تأسيس مراكز مهمة للتعاون الإنساني والثقافي مع مختلف الدول الصديقة وأن المنتدى يخدم تنمية اقتصادات المنطقة، مشيراً إلى أن علاقات موسكو وبكين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، في حين شدد نائب رئيس وزراء صربيا ألكسندر فولين أن بلاده شريك إستراتيجي لروسيا ولن تسمح باستخدام أراضيها ضد موسكو.
ونقلت «سبوتنيك» عن بوتين قوله خلال لقائه نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية هان تشنغ، على هامش منتدى الشرق الاقتصادي التاسع المقام في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي: «بفضل الجهود المشتركة، وصلت العلاقات بين الصين وروسيا إلى مستوى عال غير مسبوق.. ونحن نولي أهمية كبيرة للتعاون الإقليمي وآمل أن نتمكن من البحث والعثور خلال الاجتماعات والعمل المشترك في المنتدى على مجالات جديدة لتفاعلنا»، وكشف أنه سيلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ، على هامش قمة مجموعة «بريكس» القادمة في قازان في تشرين الأول المقبل للبحث في تعزيز التعاون بين الجانبين.
وعلى هامش «منتدى الشرق الاقتصادي» دعا بوتين خلال لقائه رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم إلى توسيع التجارة والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وقال: «آمل أن نجد خلال هذا المنتدى فرص توسيع تعاوننا، حيث لا يتعدى حجم التجارة بين بلدينا 3.5 مليارات دولار… هذا بالطبع لا يرضي موسكو، ولاسيما في ظل طاقات البلدين الكبيرة».
وذكر موقع «روسيا اليوم» أن الرئيس الروسي التقى أيضاً نائب رئيس وزراء صربيا ألكسندر فولين، حيث أكد بوتين أن روسيا تلعب دوراً مهماً في تزويد صربيا بموارد الطاقة، ويتم تسليمها في الوقت المحدد وبشروط جيدة للغاية، وأضاف: «هناك أمور محددة تحتاج إلى حلول، أعني اتفاقياتنا لتوريد الغاز التي ستنتهي فعلياً في آذار 2025».
بدوره أعلن فولين أن بلاده لن تفرض عقوبات أبداً على روسيا ولن تنتسب إلى حلف «ناتو» رغم جميع ضغوط الغرب عليها، وقال فولين: إن صربيا شريك وحليف إستراتيجي لروسيا ولذلك تتعرض لهذه الضغوط الكبيرة من جانب البلدان الغربية، مؤكداً أن بلاده لن تسمح أبداً باستخدام أراضيها للقيام بعمليات معادية لروسيا، كما أنها لن تسمح بالإساءة إلى علاقاتها مع موسكو، ويستمر «منتدى الشرق الاقتصادي» الذي بدأ أعماله أمس إلى يوم غد الجمعة، في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في فلاديفوستوك.
من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة من تجاوز «الخطوط الحمراء» لجهة تزويد نظام كييف بالأسلحة، وقال في حديث صحفي وفق وكالة «سبوتنيك»: «لقد تجاوز الأميركيون العتبة التي حددوها لأنفسهم، ولا داعي للعبث معنا بشأن خطوطنا الحمراء، هم يعرفون جيداً أين هي».
وفي سياق متصل، دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، الاتحاد الأوروبي ودول الـ«ناتو» إلى تجنب التصعيد تجاه روسيا، لأن ردها سيكون فورياً ومؤلماً للغاية، مشيرة إلى أن ساسة الاتحاد الأوروبي ودول الناتو «يفقدون الإحساس بالواقع ولا يفكرون مطلقاً في مغبة التصعيد الخطير للصراع وما يحمله من مخاطر حتى في سياق مصالحهم الخاصة».
وقالت زاخاروفا: «نرى بالفعل تورطاً مباشراً للغرب في الصراع بأوكرانيا، وهو العميل والمحرض الرئيسي على العدوان العسكري لنظام كييف، ويظهر المزيد من الوقاحة والمشاركة المباشرة لأصحاب المصلحة»، مضيفة: «نحذر هؤلاء السياسيين غير المسؤولين من أنه وفي حالة اتخاذ نظام كييف خطوات عدوانية فإن الرد الروسي سيأتي على الفور، ونعتقد أنهم رأوا بالفعل الكثير من ذلك في الأيام الأخيرة، وسيكون مؤلماً للغاية»، وفق ما نقل موقع روسيا اليوم.
وحول استقالة عدد من الوزراء في الحكومة الأوكرانية، قالت زاخاروفا: «كما ترون فقد سقطت الحكومة بأكملها في أوكرانيا، وهو ما يعني أن أوراق الخريف تتساقط وتتعرى الفروع»، وبشأن التحقيق الألماني في تفجير أنابيب غاز «السيل الشمالي»، أكدت زاخاروفا حسبما نقل موقع «روسيا اليوم» أن التحقيق لم يقدم بعد أي نتائج ملموسة، مشيرة إلى جميع المناشدات الروسية لتقديم المساعدة القانونية في هذه الجريمة ظلت بلا رد ذي معنى، ولم يقم الجانب الألماني بتلبية أي من الطلبات، وأوضحت أن روسيا ناشدت السلطات الألمانية مراراً وتكراراً من أجل مشاركة السلطات الروسية المختصة في التحقيق الذي يجريه المدعي العام الألماني لضمان شفافية وموضوعية التحقيق.
بدوره استبعد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن يتغير أي شيء في سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا عقب الانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتاً إلى أن موسكو تأخذ في الاعتبار أن أوكرانيا ستضرب عمق الأراضي الروسية، بأسلحة أميركية بعيدة المدى، وقال «الآن تتعرض الأراضي الروسية لهجوم مستمر بأسلحة أميركية الصنع»، مشيراً إلى أن درجة التدخل الأميركي في الصراع الأوكراني تتزايد باستمرار.
ونقلت وكالة «تاس» عن المتحدث باسم الكرملين قوله: «إن تعديل العقيدة النووية الروسية ضرورة في الأجندة الحالية، ونابع من ممارسات الغرب واستهدافه لأمن ومصالح روسيا وتحديه لها»، وأشار إلى رفض الغرب الحوار مع روسيا ومواصلته استهداف مصالح وأمن روسيا، وتحريضه على استمرار وتأجيج الحرب في أوكرانيا، وبالتالي «هذه التصرفات من الغرب لا يمكن أن تبقى من دون عواقب»، وقال: «هذا كله يؤخذ بعين الاعتبار في موسكو ويتم تحليله وسيشكل أساس المقترحات التي ستتم صياغتها في إطار تعديل العقيدة النووية الروسية».
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات المسلحة استهدفت مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني في مدينة لفوف غربي أوكرانيا، ومركز التدريب المشترك للقوات المسلحة الأوكرانية في مدينة بولتافا بصواريخ «كينجال» البالستية وأسلحة عالية الدقة، إضافة إلى تحرير بلدتي كارلوفكا وبريتشيستوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، وتصدت لعشرات الهجمات العسكرية الأوكرانية وكبدت قواتها خسائر جسيمة في العتيد والعتاد.