أكدت مصادر سورية لقناة «الميادين»، غياب أي تطمينات أو ضمانات تركية «حتى اللحظة»، بشأن إمكانية استعداد أنقرة لمناقشة سحب قواتها من شمال سورية.
وأشارت المصادر التي وصفتها «الميادين» بالموثوقة، إلى غياب أي مؤشر يستدعي عقد أي لقاء على مستوى وزاري أو رئاسي بين الجانبين السوري والتركي في وقت قريب.
وقالت: إن المبادئ التي أعلنها الرئيس بشار الأسد، والتي تسمح باستعادة العلاقات بين البلدين، «لا تزال قائمةً، وبينها تحديد مرجعية تستند فيها عملية التفاوض إلى القانون الدولي».
وشددت على أن أحد هذه المبادئ، هو الإقرار بالانسحاب من الأراضي السورية، على أن يتم التفاهم لاحقاً حول كيفية حدوثه.
وزير الخارجية الروسي كان أكد في حديث لقناة «روسيا اليوم» قبل أيام أنه من الضروري التحضير الآن لاجتماع جديد روسي- سوري- تركي- إيراني، وقال: إنه على ثقة من أن هذا الاجتماع سيعقد في مستقبل قريب جداً، مؤكداً اهتمام بلاده بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.
وتحدث لافروف عن الانسحاب التركي من الأراضي السورية، وقال: إن «المباحثات التي تمكنا من عقدها بشق الأنفس العام الماضي، كانت مفيدة رغم أنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق على المضي قدماً، إذ تعتقد الحكومة السورية بأن الاستمرار في عملية التطبيع يتطلب تحديد إجراءات انسحاب القوات التركية من سورية، أما الأتراك، فهم مستعدون لذلك، ولكن لم يتم الاتفاق على معايير محددة حتى الآن».
وكان الرئيس بشار الأسد قد أكد خلال الكلمة التي ألقاها أمام مجلس الشعب في الخامس والعشرين من آب الفائت أن أي عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية لكي تنجح، معتبراً أن عدم الوصول إلى نتائج في اللقاءات التي حصلت سابقاً كان لعدة أسباب ولكن أحد أهم هذه الأسباب عدم وجود مرجعية لتلك اللقاءات، وهذه المرجعية قد تستند إلى عدة أشياء، يتفق عليها بين الأطراف المختلفة، وقد تستند إلى القانون الدولي، وقد تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة، وقد تستند إلى عدد من العناوين التي تهم كل طرف من الأطراف، وقال: «ما يصرح به المسؤولون الأتراك بشكل مستمر هو موضوع اللاجئين وموضوع الإرهاب، وما تصرح به سورية بشكل مستمر هو موضوع الانسحاب من الأراضي السورية وموضوع الإرهاب أيضاً، نحن لا نعتقد بأنه لدينا مشكلة في كل هذه العناوين الأربعة سواء العناوين السورية، أم العناوين التركية، ويفترض ألا يكون هناك مشكلة حسب ما يعلن عنه بعض المسؤولين الأتراك في العناوين السورية لأنه لا يوجد نيات سيئة كما يقولون.
وأوضح الرئيس الأسد أنه «عندما يتم الاتفاق على هذه العناوين يجب أن يصدر بيان مشترك من خلال لقاء بين المسؤولين في الطرفين بمستوى يحدد لاحقاً».
الرئيس الأسد كان لفت إلى أن ما يصرح به بعض المسؤولين الأتراك من وقت لآخر، بأن سورية قالت: إن لم يحصل الانسحاب فلن نلتقي مع الأتراك هو غير صحيح، وبعيد كل البعد عن الواقع، مضيفاً: «نحن نعمل في هذا الموضوع بشكل منهجي وبشكل واقعي، المهم أن يكون لدينا أهداف واضحة ونعرف كيفية السير باتجاه هذه الأهداف، وأياً تكن الخطوات المحتملة فسيكون أساسها السيادة، وحدودها السيادة، ومعيارها السيادة أيضاً».