رياضة

هم… ونحن!

| غانم محمد

كثير من الوجع يعتمل في صدورنا، رغم الفرح لما يقدمه الأشقاء في تصفيات كأس العالم، إلا أنه حين تقرأ خبرين متجاورين يقول الأول فوز البحرين على أستراليا، ويقول الثاني فوز سورية على موريشيوس فإن الشعور بالقهر لا يمكن إخفاؤه أبداً.

لا سامح اللـه من كان السبب، حين كانت المهمة هي الأسهل على الإطلاق في تاريخ مشاركاتنا في تصفيات كأس العالم، لكن السادة (أولياء الأمور) أرادوها خراباً فكانت!

بكل الأحوال، لن يقدّم ولن يؤخر هذا الكلام، وغالباً ما نحاول رتق الواقع، وترميم الانتظار، ولن نكون إلا كما هي عادتنا من عقود خلت، نعود إلى نسج الأمنيات بـ(مسلّة الوجع)، ونطلب من أولياء الأمور أنفسهم أن يستفيدوا من الفشل السابق، وأن يستغلوا الفسحة الزمنية المتاحة لبناء منتخب جيد يعيد الهيبة للكرة السورية، ويعيد الكرامة لمشجعيه..

لا ضغوط، ولا استحقاقات صعبة، وفترات التوقف الدولي كثيرة في قادمات الأيام، ويمكن من خلالها الوصول باللاعبين في المنتخب حالياً إلى المستوى الذي نبحث عنه، شرط أن نسعى في الجانب الإداري إلى تأمين مباريات عالية المستوى لا من ماركة موريشيوس والهند.

فيما يخصّ موضوع الاعتذارات (المؤقتة) عن المنتخب فهذه مسألة تستحق الدراسة، فهل القصد من مواجهة موريشيوس هو الفوز عليها، أم إن المباراة، أي مباراة، هي صفحة في رحلة تحضير طويلة ومتعبة، وعلى الجميع أن يكونوا بها؟

إعداد المنتخب يكون (لوحة واحدة)، وليس كما يريد أفراده، ووحدها الظروف القاهرة قد تجعلنا نقبل الاستثناءات.

الحزم في إدارة تفاصيل المنتخب الأول مطلوب، والانضباط في أي عمل هو سرّ نجاحه، والغيابات يجب ألا تتكرر، وأن يكون التسابق إلى أي معسكر قادم هو العنوان الأبرز، على الأقل حتى نخرج (نظرياً) من مظاهر مرضنا الكروي المزمن.

ثمة عوامل مساعدة لبناء المنتخب من جديد، والوصول إلى تصفيات كأس آسيا، ومنها إلى نهائيات 2027 بمنتخب قوي قادر على المنافسة، لكن لن يكون ذلك ما لم يُظهر (أولياء الأمور) رغبتهم الجادة في ذلك، وحنكتهم (إن امتلكوها) في كل صغيرة وكبيرة في المنتخب الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن