المحافظة تؤكد أنه لا يوجد قرار بالإغلاق وإنما تنظيم عمل المراكز … فلاحو سهل عكار في طرطوس مهددون بعدم تسويق منتجاتهم بسبب قرار إغلاق مراكز البيع القريبة منهم
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
تلقت «الوطن» شكوى جديدة من الكثير من الفلاحين المنتجين وجمعياتهم الفلاحية في سهل عكار بعد أن علموا أن الجهات المعنية في محافظة طرطوس تريد مجدداً إغلاق مراكز بيع الخضر المنتشرة في سهل عكار البالغ عددها أكثر من 120 مركزاً ونقلها إلى سوق هال مجلس بلدة الصفصافة الذي يضم 28 محلاً فقط.
وأكدوا في شكواهم أن فلاحي سهل عكار واتحادهم يعترضون على قرار المحافظة بإغلاق 100 مركز، وإلزام الفلاحين المنتجين بالنقل إلى مركز بلدة الصفصافة من دون إجراء أي دراسة بالتعاون مع المنظمة الفلاحية لمنعكسات هذا القرار السلبية على الفلاحين المنتجين وعلى إنتاجهم.
وأضافوا: إن إغلاق مراكز بيع الخضار سيؤدي إلى القضاء على المزارعين وزراعاتهم لأسباب عديدة منها، وخصوصاً أن هذه المراكز تستقبل يومياً آلاف الفلاحين وبإنتاج آلاف الأطنان، مشيرين إلى أن هؤلاء الفلاحين بمعظمهم ليست لديهم القدرة على دفع أجور النقل إلى سوق الصفصافة، لأن الفلاح سيدفع تكاليف نقل عالية جداً مقارنة بما يدفعه للمراكز القريبة من مواقع إنتاجه.
وبينوا أن ثمة قسماً من الفلاحين ينقلون الخضار عبر جرارات قديمة بطيئة الحركة غير مؤهلة للسير على طريق عام، وبعضهم ينقلها على موتورات صغيرة غير قادرة على قطع مسافات طويلة، كما أن الفلاح لديه ما يكفيه من معاناة مع العواصف والرياح وثمن البذور والمبيدات والنايلون العالية الثمن، وبالتالي فإنه لا يجوز زيادة معاناته والتضيق عليه.
وأعربوا عن أملهم بإلغاء قرار النقل وترك الأمور على حالها، خاصة أن محال سوق هال بلدية الصفصافة لا تستطيع استيعاب إنتاج يزيد على إنتاج القرى التابعة للبلدية.
اتحاد الفلاحين
وأكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش في تصريح لـ«الوطن» أنه مع مطلب الفلاحين وجمعياتهم الفلاحية فإن إغلاق مراكز الشحن المنتشرة في سهل عكار وحصرها بمحال ضمن بلدة الصفصافة لا يخدمان الفلاح ولا الإنتاج وسوف يزيدان من التكاليف كثيراً، معتبراً أن تنفيذ قرار الإغلاق هو ضد مصلحة الفلاح المنتج لأنه يرتب عليه أعباء إضافية خاصة أجور النقل.
وبين علوش أن الإنتاج في المحافظة كان يسوق بمعظمه إلى المحافظات الأخرى وبشكل مباشر من الفلاح، حيث كانت الأمور تسير بشكل جيد وكانت أجور النقل مقبولة والمشتقات النفطية متوفرة وبسعر مقبول، مضيفاً: الآن بسبب الظروف السائدة فإن معظم التسويق يتم من الفلاح إلى مراكز قريبة من أرضه، فلماذا سنحرمه من ذلك، ولاسيما أن محال بلدة الصفصافة التي يبلغ عددها 28 محلاً لا تستطيع استيعاب آلاف الأطنان من الخضار والفواكه يومياً؟
وتابع قائلاً: نحن مع إيجاد سوق هال في بلدة الصفصافة ولكن ليس على حساب إغلاق المراكز الأخرى، وبالتالي نتمنى عدم التضييق على الفلاح وترك حرية الاختيار له ليسوق محصوله لأنه الأدرى في بمصلحته.
للمحافظة توضيح
من جهته أكد أمين عام محافظة طرطوس حسان نديم حسن لـ«الوطن» أن تنظيم مهنة بيع الجملة ونصف الجملة للخضار والفواكه أسواق «هال» يتم استناداً لأحكام قرار مجلس الوزراء رقم 23 عام 2021 وفق شروط محددة منها انتقاء الموقع حسب الأسس التنظيمية والمعايير البيئية ودراسة الأثر البيئي مع مراعاة موقعها بالنسبة للتجمعات السكانية وفقاً لتوجيهات التخطيط الإقليمي.
وأضاف: تم إحداث سوق هال الصفصافة كمشروع تنموي يضم 27 محلاً بيع جملة ونصف جملة بالإضافة إلى 10 مخازن وكافتيريا وقبان إلكتروني وعليه تم إغلاق كل المحال التي تمارس المهنة ضمن الحدود الإدارية لبلدة الصفصافة فقط، مؤكداً أنه لا يوجد قرار بنقل المراكز المنتشرة في الوحدات الإدارية في سهل عكار إلى سوق هال الصفصافة، ولكن بغية تنظيم هذه المهنة تم التوجيه إلى الوحدات الإدارية في سهل عكار لمعالجة وضع المراكز المنتشرة في قطاعها لكونه لا يجوز ممارسة أي مهنة من دون ترخيص يمنح وفق الأصول من الجهات المعنية.
وأكد أنه من الممكن إحداث أسواق هال أخرى تستوعب المنتجات الزراعية للفلاحين في هذه المناطق كمشروعات تنموية أسوة بسوق هال الصفصافة لاستيعاب إنتاج هذه القرى من الخضار والفواكه وفق أحكام قرار رئاسة مجلس الوزراء رقم 23 الناظم لإحداث أسواق الهال.