السورية للتجارة لم تصدر تعليمات تسويق التفاح حتى الآن … تأخير في تسعير التفاح يفتح أبواب الابتزاز مع السماسرة والتجار

| السويداء -عبير صيموعة

أكد الكثير من مزارعي التفاح على ساحة المحافظة لـ«الوطن» أن عدم تثبيت الأسعار التأشيرية المقترحة من اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة لموسم التفاح جعلهم في مهب ابتزاز الكثير من السماسرة والتجار، مشيرين في شكواهم أن تصريف مواسمهم لهذا العام ما زال مرهوناً بتحديد تسعيرة شراء التفاح من جهة وبإعلان السورية للتجارة عن فتح أبواب التسويق لهذا الموسم بناء على الأسعار التي سيتم اعتمادها.

وأكدوا أن التأخير الحاصل بتحديد السعر النهائي للتفاح بات عادة سنوية لدى اللجنة الاقتصادية والذي لا يصدر إلا بعد أن يكون الموسم نضج ما يدفع الكثير من المزارعين قصراً إلى بيع محصولهم للتجار والسماسرة قبل أن يسقط تحت الأشجار حتى ولو بهامش ربح بسيط لتغطية نفقات مستلزمات الإنتاج على مدار السنة من حراثة وأدوية «رشوش» وغيرها، ولعجزهم تماماً عن تغطية تكاليف عمليات القطاف والنقل والتبريد على نفقتهم الخاصة والتي تأتي كمرحلة ثانية، فضلاً عن أن عدم اعتماد تسعيرة نهائية للتفاح حال دون إعلان السورية للتجارة عن فتح أبواب التسويق والبدء بتوزيع الصناديق لهذا الموسم والذي سينعكس بشكل إيجابي على المزارعين بالضرورة.

كما أشار الكثير من مزارعي العنب إلى ضرورة إقرار التسعيرة النهائية واعتمادها لاستجرار المحصول حتى يتسنى لهم تسليم محصولهم لمعمل التقطير، على أن تكون تسعيرة منصفة تتوافق مع تكاليف الإنتاج مع هامش ربح مقبول.

رئيس غرفة زراعة السويداء بهيج الطويل أوضح لـ«الوطن» أن تسعيرة اللجنة الزراعية التي صدرت منذ شهر لتسويق التفاح هي تسعيرة تأشيرية وتثبيتها يحتاج إلى تصديق اللجنة الاقتصادية لدى رئاسة مجلس الوزراء، لافتاً إلى أن عدم التصديق عليها أدى إلى إشكالية حقيقية بين المزارع والتاجر «الضمّان» بسبب إحجام كثير من التجار عن ضمان التفاح وشرائه من المزارعين بالأسعار التأشيرية والتي جرى اقتراحها، وتخوف الفلاح من بيع محصوله بالأسعار المقدمة من التجار والتي لا يتجاوز بعضها 7 آلاف للنوع الأول ومتراوحاً بين 5 إلى 6 آلاف للشراء دوغما دون فرز.

وأشار إلى أن التسعيرة التأشيرية المقترحة تضمنت سعر كيلو التفاح الأحمر «ستاركن أول» 11 ألف ليرة والأحمر من الصنف الثاني 9500 ليرة والصنف الثالث أحمر 8 آلاف للكيلو، كما تضمنت أسعار التفاح الأصفر «غولدن» 10 آلاف للأول و8500 للثاني و8 آلاف للثالث.

خطة تسويق

وبين الطويل قيام الغرفة الزراعية بوضع خطة لتسويق موسم التفاح للعام الحالي، موضحاً أنه جرى بداية الاجتماع مع لجنة المصدرين في المحافظة والاطلاع على الصعوبات التي تواجهها عملية التصدير واضطرار المصدر إلى الذهاب إلى درعا أو دمشق لتوقيع شهادات المنشأ، علماً أن الغرفة قامت بمنح أكثر من 40 شهادة منشأ خلال الشهر الماضي، كما جرى على خلفية الاجتماع عقد اجتماع مشترك مع إدارة جمارك دمشق وتم الاتفاق على إقامة «رمبا» ضمن مفرزة السويداء لبرادات نقل التفاح والتي من شأنها تحديد الأوزان، ومن ثم القيام بعمليات الترصيص بعد تحميلها للمنتج وضمان عدم فتح البرادات بعد القيام بعمليات الترصيص عند أي معبر حدودي.

وأشار إلى أنه تم التطرق أيضاً إلى إشكالية الأثر المتبقي للأدوية الزراعية «الرشوش» لعدم وجود مخبر مختص للكشف عنه وعدم قبول البلد الذي سيتم التصدير إليه بنتائج تحليل الأثر المتبقي إلا من مخابر الأردن ولبنان وهو ما رتب أعباء كبيرة على المصدرين لافتا أنه تم الوعد من وزير الزراعة بإقامة المخبر المذكور

وأشار إلى أن تسويق العنب العصيري إلى معمل التقطير ما زال مرهوناً بموافقة اللجنة الاقتصادية على الأسعار التأشيرية لتسويق المحصول نظراً لتحفظ المعمل على الأسعار المقترحة لعدم القدرة على تغطية التكاليف.

رئيس غرفة تجارة وصناعة السويداء نبيه بكري أوضح لـ«الوطن» قيام الغرفة وبهدف تسويق التفاح بتقريب الأسعار بين المزارعين وأصحاب البرادات والمصدرين عبر اللجان التي تم تشكيلها.

وأكد أن الإشكالية الأساسية لتصريف التفاح تتعلق بالتكاليف العالية للمنتج وخاصة من ناحية التبريد والتسويق ما يفرض خروج المنتج من حلبة المنافسة بأسعار التصدير، الأمر الذي دفع الغرفة إلى مطالبة الجهات المعنية لفتح أبواب التصدير والقدرة على منافسة المنتجات المماثلة بأن يتم التعامل مع وحدات التخزين على أنها منشآت زراعية لتزويدها بالكهرباء والمحروقات بالأسعار المدعومة.

مدير فرع السورية للتجارة في السويداء حسن أبو عمار أوضح لـ«الوطن» أن الفرع ما زال ينتظر تعليمات الإدارة العامة إزاء استجرار مادة التفاح من الفلاحين بعد التصديق على التسعيرة التي اقترحتها اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة من اللجنة الاقتصادية لدى رئاسة مجلس الوزراء مؤكداً أنه في حال الإعلان عن التسعيرة بشكلٍ نهائي فإن الفرع جاهز لاستجرار الكميات المراد تسويقها من التفاح.