«بلومبرغ» سلطت الضوء على خسارة أميركا معركة البحر الأحمر … أشارت إلى نيتها البقاء.. «بي بي سي»: إسرائيل تعبّد طريق «محور فيلادلفيا»
| وكالات
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي تعبيد طريق «محور فيلادلفيا» بالإسفلت، في خطوة يراها بعض المعلقين إشارة إلى أنها «غير مستعدة للانسحاب الكامل من المنطقة في أي وقت قريب»، حسب ما ذكر موقع هيئة الإذاعة البريطاني «بي بي سي».
وجاء ضمن تحليل الموقع، صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو أظهرت رصف الطريق الإستراتيجي الذي يمتد على طول حدود غزة مع مصر، أي محور فيلادلفيا، وأوضح الموقع أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة على فترات منتظمة في الفترة ما بين الـ26 من آب الماضي، والخامس من أيلول الجاري، «أظهرت رصفاً جديداً على طول جزء من الطريق، يمتد لمسافة 6. 4 كيلومترات إلى اولداخل من الساحل، على طول السياج الحدودي».
وأظهر مقطع فيديو على الإنترنت في الرابع من أيلول، «أعمال بناء، بحيث تضع آلات ثقيلة طبقة جديدة من الإسفلت بعرض كافٍ لمرور سيارتين كبيرتين»، وفي الأشهر الأربعة الماضية، دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات المباني القريبة من الممر بغارات جوية ومدفعية، وكذلك من خلال عمليات الهدم بالمتفجرات والجرافات.
ويشمل «محور فيلادلفيا» معبر رفح الحدودي مع مصر، ويبلغ طوله 14 كيلومتراً، ويمتد بمحاذاة الحدود المصرية من معبر كرم أبو سالم إلى البحر الأبيض المتوسط، وتأتي هذه الإجراءات الإسرائيلية المستحدثة في «محور فيلادلفيا» في وقتٍ يُشكّل التعنّت الإسرائيلي والإصرار على احتلاله عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إذ تؤكّد المقاومة أن أي اتفاق يجب أن يشمل «الوقف الشامل للعدوان، والانسحاب الكامل من القطاع، وبدء الإعمار، وإنهاء الحصار، مع صفقة تبادل جادة».
واول من أمس الجمعة، أكد قيادي في المقاومة الفلسطينية حسب «الميادين» أن الاحتلال الإسرائيلي يصرّ على عدم الانسحاب من «محور فيلادلفيا» في المرحلة الأولى من الاتفاق، وتأجيله إلى المرحلة الثانية، مشيراً إلى أن حركة حماس أبلغت الوسطاء رفضها القاطع لإبقاء قوات الاحتلال هناك خلال المرحلة الأولى، مدة 42 يوماً.
في سياق ذي صلة، وبعد مرور أشهر طويلة على العملية الأميركية في البحر الأحمر تحت عنوان «حارس الازدهار» بدأت الشكوك بجدوى هذه العملية وقدرتها على تحقيق أهدافها بالتزايد، في ظل الاستمرار اليمني في استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، وأشارت شبكة «بلومبرغ» الإخبارية الأميركية، إلى أن «العام الفائت كان مليئاً بالمفاجآت، إذ أدى هجوم مفاجئ شنته حماس إلى تسجيل أعنف يوم للإسرائيليين، استمرت الحرب، بعده، بين إسرائيل وحماس في غزة لفترة أطول مما تصوره أي شخص تقريباً».
لكن المفاجأة الأكبر، حسب «بلومبرغ»، كانت «في الهجوم اليمني الذي شكّل أخطر تحدي لحرية البحار منذ عقود من الزمن، ويمكن القول أنه هزم قوة عظمى منهكة على طول الطريق»، وقالت «بلومبرغ» أن «الحملة اليمنية ضد الشحن عبر باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، بدأت في أواخر عام 2023، حينها نجح الحوثيون في خفض حركة المرور في قناة السويس بأكثر من النصف، كما تسببوا في إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي في خليج العقبة».
معركة «طوفان الأقصى» تجمع، كما تعبر «بلومبرغ»، بين الديناميكيات القديمة والجديدة، إذ «كان باب المندب منذ فترة طويلة مركزاً للصراع، تحيط به حالة من عدم الاستقرار في جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي، ما أدى إلى نشوب صراعات وتدخلات أجنبية لوقت طويل، ولكن حملة اليمنيين كشفت أيضاً عن مشكلات عالمية أحدث».
وقالت «بلومبرغ» أنه «ربما لا يكون التصحيح الجذري للمسار من جانب الولايات المتحدة وشيكاً، ولا يزال الرئيس جو بايدن يطارد وقف إطلاق النار المراوغ بين إسرائيل وحماس، الذي من شأنه، على الأقل، أن يسحب من اليمنيين وغيرهم من حلفاء إيران ذريعة الحرب، حتى لو لم يكن أحد متأكداً حقاً ما إذا كان هذا من شأنه أن ينهي هجمات الشحن في البحر الأحمر، بل أن أكثر ما يأمله بايدن يتمثّل في اجتياز الانتخابات الرئاسية دون المزيد من المتاعب مع طهران».
ولكن هذا النهج المتخبط قد لا يدوم طويلاً بعد ذلك، «فأيّاً كان من سيتولى الرئاسة في عام 2025 سوف يضطر إلى مواجهة حقيقة مفادها أن أميركا تخسر الصراع على البحر الأحمر، مع كل العواقب العالمية التي قد تترتب على ذلك».