مع إصرار بعض ميليشياتها على استمرار إغلاق المنفذ … مصادر لـ«الوطن»: أنقرة تتجه لافتتاح «أبو الزندين» بالقوة
| حلب – خالد زنكلو
مع مضي ٣ أسابيع على وضع منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل مناطق نفوذ الإدارة التركية في مدينة الباب بمناطق الحكومة السورية بريف حلب الشرقي، في الخدمة رسمياً مع استمرار إغلاقه كل هذه المدة من قبل ميليشيات الإدارة التركية، وجدت أنقرة نفسها أمام خيار وحيد لافتتاح المنفذ، عن طريق استخدام القوة التي بدت تباشيرها تظهر إلى العلن.
وسعت أنقرة عن طريق ممثلين عن خارجيتها واستخباراتها إلى لم شمل وتوحيد وجهات نظر كل الفرقاء ذوي الصلة بافتتاح المنفذ، مما يسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة و«الائتلاف الوطني»، و«هيئة التفاوض» و«مجلس القبائل والعشائر» ومتزعمين فيما يدعى بـ«الجيش الوطني»، وذلك عبر اجتماع ضم هؤلاء في مطار ولاية غازي عنتاب التركية الثلاثاء الماضي، لكن تنازع المصالح وتضارب النفوذ بين هذه المكونات حال دون توجه أنقرة لافتتاح «أبو الزندين» بسلاسة، على الرغم من إقرار المجتمعين بأهمية افتتاح المنفذ التجاري.
وكشفت مصادر معارضة مطلعة عما دار في اجتماع غازي عنتاب عن حسم أنقرة موقفها بوضع المنفذ في الخدمة، ولو من طريق القوة ضد المحتجين على افتتاحه في مدينة الباب، والذين يتخذون من خيمة اعتصام على الطريق المؤدي إلى بوابته الرئيسة، مقراً لمنع افتتاحه، من خلال اعتراض الشاحنات التجارية التي تتوجه إلى المنفذ وإرغام سائقيها على الرجوع.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن الاستخبارات التركية على علم بمسلحي الميليشيات الذين يلبسون زياً مدنياً ويقيمون في خيمة الاعتصام لعرقلة افتتاح المنفذ، وخصوصاً الذين يتبعون لميليشيا «حركة البناء والتحرير» و«الجبهة الشامية»، التي اعترض متزعمها على افتتاح المنفذ داخل الاجتماع، ودعا بيان لها إلى إقالة زعيم «المؤقتة»، على خلفية كشف الأخير ملفات فساد متورطة بها «الشامية».
وبيّنت المصادر أن الاستخبارات التركية، وإن تكن غضت النظر عن التراشق الكلامي والإعلامي بين مكونات المعارضة المسلحة والسياسية، إلا أنها أبلغت الحضور بأن الحركات الاحتجاجية، كالتي تجري في «أبو الزندين» مخالفة لتوجيهات أنقرة وتمس بالاستقرار الأمني في مناطق هيمنتها في الشمال السوري، ولذلك لا بد من أحداث تغييرات جذرية في بنية المعارضة العسكرية والأمنية لضبط الاحتجاجات من هذا النوع، وعدم ترك الحبل على غاربه لكل فصيل بتأجيج التظاهرات بما يلائم مصالحه.
مصادر أخرى مقربة من ميليشيات الإدارة التركية في مدينة الباب، التي يقع «أبو الزندين» في طرفها الغربي، كشفت بأن الاستخبارات وجيش الاحتلال التركي، أوكلا مهمة فض الاعتصامات في الباب وخيمة الاعتصام بالقوة، ولو عن طريق استخدام الرصاص الحي، إلى ما يسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لإدارة أردوغان والمسؤولة مع ميليشيا «السلطان مراد» على حماية المنفذ.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن الميليشيات المناهضة لافتتاح المنفذ، واصلت احتجاجاتها أمس في خيمة الاعتصام رفضاً لافتتاح المنفذ، الذي ظل مغلقاً لليوم العشرين على التوالي منذ افتتاحه رسمياً في ١٨ الشهر الماضي، ما يدل على نيتها الاستمرار في تعطيله أمام حركة الشاحنات التجارية بعد استهدافه بقذائف الهاون في اليوم الثاني والثالث من افتتاحه ومنع وضعه في الخدمة نهاية حزيران الفائت، إثر افتتاحه نهاية ٢٠١٩ وإغلاقه في آذار ٢٠٢٠ بسبب «جائحة كورونا».
وأشارت إلى أن ميليشيات تابعة لأنقرة استقدمت أمس مسلحين بلباس مدني إلى خيمة الاعتصام من مدينتي عفرين وجرابلس بريف حلب، في مسعى لإظهار مدى التأييد الشعبي الرافض لافتتاح المنفذ ولعرقلة مساعي أنقرة الرامية لوضعه في الخدمة مجدداً.
التطور اللافت خلال اليومين الماضيين، ما أشارت إليه مصادر أهلية في مدينة الباب لـ«الوطن»، والمتمثل بتبادل إطلاق النار بين بعض المحتجين داخل خيمة الاعتصام و«الشرطة العسكرية» من دون وقوع إصابات، ما يعطي المبرر الكافي للأخيرة للبدء بفض الاعتصام أو قمع المحتجين وإخلاء خيمة الاعتصام منهم تمهيداً لإعادة افتتاح المنفذ.
وأوضحت مصادر معارضة أن «الشرطة العسكرية» بدأت أمس بفض الاعتصام بالقرب من خيمة الاعتصام باستعمال المصفحات والسلاح الفردي، من دون الدخول إلى خيمة الاعتصام، ولم يتسن لـ«الوطن» التأكد من صحة الخبر، لكن المصادر الأهلية أكدت لـ«الوطن» أن التوتر يسود المنطقة مع استنفار كل الأطراف وسماع إطلاق نار في المنطقة المحيطة بالمنفذ.