الأزرق أبجديتُه في اللون والتقنية والتكوين … سموقان لـ«الوطن»: عيسى بعجانو ظاهرة لن تتكرر في الحياة التشكيلية
| جورج إبراهيم شويط
على مساحة من الزمن تخطت الـ50 عاماً كان حاضراً بلوحاته ومعارضه ومحاضراته وندواته، داخلَ القطر وخارجه.
لوحاته جالت صالاتِ العرض في العواصم المحلية والأوروبية، ومنها عاصمة النور باريس التي احتفت صالاتُها ومتاحفُها به مراراً، ومنها (متحف اللوفر) الشهير.
يؤمن بأن عالمية اللوحة تأتي من خلال تحقيق اللوحة لمحليتِها
التشكيلي السوري محمد أسعد (سموقان) منذ احترافك وإلى الآن، هل اتبعتَ مدرسةً واحدة أدهشت ريشتك وخيالك، أم تنقّلتَ لتقرأ عوالمَ اللون في مدارسَ عِدّة؟
تجربتي الفنية هي خاصة جداً، أنا من زمن بعيد أعمل على أسلوب خاص بتجربتي، من خلال استخدام اللون والتقنية والتكوين الخاص، وأبجديتي الخاصة التي أصبحت جزءاً من كياني التشكيلي، وأنا حتى الآن استخدم هذه اللغة التي مفرداتُها هي أبجديتي، أسميتها مرة (أبجدية الأزرق) حيث كنت أقول إن كلّ الألوان هي زرقاء، أو لها وظيفة زرقاء، مفرداتي التشكيلية تعرفني وأعرفها جيداً، ولكل لون فلسفتُه وحكمتُه الخاصة.
• أقمتَ معارضَ في عواصم العالم. برأيك كيف تكتسب اللوحة المحلية عالميتَها؟
تكتسب اللوحة عالميتها بقدر ما تستطيع أن تحقق محليتها، وبمعنى آخر بقدر ما يستطيع الفنان أن ينقل هذه المحلية إلى العالم أجمع، التشكيل هو لغة موجهة لكلّ العالم ببساطة وحرية.
• ما المفردات، أو المقوّمات، أو الأساسيات التي لا بدّ مِن اعتمادِها كركائز انطلاق مِن أي فنان تشكيلي، ليشقَّ طريقَه في هذا العالم بثقة ونجاح؟
البداية بالتأكيد هي بداية تعلُّم، تعلم الرسم الواقعي للأشكال التي يراها في عينيه، وبقدر ما يستطيع في البداية أن يتعلم رسمَ الأشكال الواقعية، فيمكن أن تؤسس هذه المرحلة لمرحلة هي أغنى بكثير، حيث ستبدأ عندَه حالة التعبير عن اللامرئي.. طبعاً تبقى هناك حالات أخرى لا تخضع لأي معيار، وهي الفنون الفطرية، وبعض الصلات أو أصحاب الصالات يشجعون من لم يتعلم الرسم أبداً يشجعونه على أن يرسم بعفوية مطلقة، لعلّه يقدم شيئاً قد يكون مختلفاً ومهماً، وأنا أقول إن الفن الحقيقي يتجاوز معنى الحرفية، مهما كانت هذه الحرفية عالية ودقيقة، الإبداع شيء والحرفية شيء آخر.
• هل مازال للمعارِض ألقُها في سورية. وما وجه الاختلاف بين معارِض الداخل ومعارِض الخارج؟
كنت أقول دوماً وأردّد: إن الفنان يمكن أن يعرض في أهم الصالات الأوروبية بسهولة أكثر مما يعرض في الصالات السورية، والسبب في ذلك حسب رأيي أن الشللية في أوروبا معدومة، وهم يتعاملون مع العمل الذي يحقق قيمة إبداعيّة مهمة.
في الحقيقة، إنه في أغلب المعارض التي أقمتها في أوروبا شعرت بأنني مُكرٌم ومُكرّم جداً، لأنهم اهتموا بلوحاتي كثيراً، ولابدّ مِن أن أذكرَ أيضاً أنني كنت مكرماً في بلجيكا بطريقة عرض لوحاتي، كما لابد من الإشارة إلى أنه سيصدر هناك كتاب عن تجربتي الفنية، يحوي أكثر من 300 صفحة، تتضمن لوحاتي الفنية، وكتاباتٍ نقدية لنقاد وفنانين من العالم حول تجربتي في الفن، والتي استمرت نصف قرن من الزمن.
• وهل مازال هناك روّادٌ لاقتناء اللوحات؟
بالتأكيد المقتني موجود في سورية وخارجها. المقتني همُّه تجاري بحت، ولكن يمكن لهذا المقتني أن على فهم عالٍ لعالم اللوحة والتشكيل، ربما أكثر من الفنان نفسه.
ولفتتني حقيقة غريبة أنه في فتره الحرب ازداد عددُ المقتنين في سورية، ومن جهة أخرى فالفنان أصبح وضعُه سيئاً للأسف، لأسباب مختلفة، ومِن الفنانين مَن اضطر لبيع أعماله ولو بسعر أقل مما تستحقه، لأن أدوات الرسم ازداد سعرُها بشكل كبير جداً، والفنان لابدّ أن يستمر في عطائه.
• عيسى بعجانو/ (هيشون)، رفيق اللون والحياة الذي رحل باكراً. ما الذي بقي عالقاً منه ومِن لوحاتِه على مرايا ذاكرتِك اللونية؟
لي تجربة غنية جداً مع التشكيلي السوري الراحل (هيشون)، حيث كان لنا 16 معرضاً ثنائياً في سورية، ومشاركات خارجية عديدة معه ومع مجموعة من الفنانين في صالات كثيرة.
التشكيلي هيشون ظاهرة تشكيلية لن تتكرر في سورية، وقد أسست مع التشكيلي هيشون عدة جماعات تشكيلية، منها جماعة الأبابيل، وجماعة أوغاريت، وكان ناشطاً في سورية وخارجها.
اشتغلنا معاً على أوغاريت وأساطيرها كثيراً وأساطير بلاد الرافدين جلجامش.
محمد أسعد سموقان /تشكيلي سوري أقام خمسة وعشرين معرضاً فردياً وثنائياً مع الراحل عيسى بعجانو وسبعة معارض جماعية منذ عام 1972 في سورية وخارجها.