ثقافة وفن

الخريج الأكاديمي يأتي في المرتبة الأولى والحظ لم يسعف البعض ليكون طالباً في المعهد المسرحي … إبراهيم: كل مخرج يُعدّ مدرسة وحده ويعطي خبرته

| مصعب أيوب

يمتلك الممثل الشاب علي عهد إبراهيم خبرات متعددة لم يكتسبها في المؤسسة الأكاديمية السورية المختصة في التمثيل، ولكن راكمتها التجربة والعمل الدؤوب، شاهدناه مؤخراً في رماد الورد وبيت أهلي وعلى قيد الحب وشرف.

بداية أخبرنا عن البدايات وما دفعك للولوج إلى عالم الفن؟

عندما كنت في منتصف العشرينيات، نقل إلي خبر إقامة نشاط مسرحي في مدينة طرطوس لاتحاد الشبيبة مع الأستاذ نصر مغامس فقررت أن أخوض تلك التجربة، لتتوالى بعدها المشاركة في ورشات إعداد الممثلين وقد شاركت بعدة عروض في مدينتي بانياس، وربما ما حدث كان بعيداً عن التخطيط وبالتالي دخولي إلى الوسط الفني ربما يعتبر مصادفة.

ثم كان أن قدمني أحد المقربين للمخرج نجدت أنزور وخضعت لعدة اختبارات وشاركت بداية في فيلميه رد القضاء وفانية وتتبدد وفي مسلسله وحدن.

برأيك ما مدى تأثير دعم المقربين للممثل الشاب في طريقه ووجوده ضمن مناخ فني؟

مما لا شك فيه أن وجود أحدنا في بيئة فنية سيجعل الأمور أسهل وسيفسح المجال أمامه لأسباب عديدة، فعندما يكون الأب ممثلاً أو مخرجاً سيجعل من المنزل مدرسة بعد أن يلقن الابن أساسيات وجزئيات العمل الفني، وسيخوض معه جميع خطوات التدريب وكأنه في ورشة عمل مكثفة أو تدريب خاص، إضافة إلى الفرص التي من الممكن أن تتاح للشخص الذي لديه أحد المقربين في الاختصاص والميدان الذي انخرط به، تمثيلاً كان أم طباً أم أي مهنة أخرى، فذلك سيجعل عملية دخوله لهذه المهنة والتعرف على أهلها وآليات التعاطي معها ومعرفة جميع الأمور عن هذه المهنة أفضل وأسلس.

ما مدى المسؤولية التي يتحملها الخريج الحديث أو الممثل الشاب عند العمل مع أسماء كبيرة ومهمة؟

العمل مع المخرج نجدت أنزور كان بمنزلة اختبار جوهري من يتجاوزه يوفر على نفسه جهداً ووقتاً كبيرين، فهو مدرسة ومرجع مهم، وبالنسبة لي فهو صاحب الفضل الأول والأخير لما أنا عليه اليوم، ومن الأهمية بمكان لأي ممثل في بداية مسيرته الفنية أو في مرحلة متقدمة أن يعمل مع اسم مهم وكبير مثل نجدت أنزور، ولعل العمل تحت إشرافه يعطي دافعاً معنوياً ونفساً لأي شخص، ويعطي دافعاً أقوى للتعلم والاجتهاد وتطوير الأدوات.

ما الذي أضافه لك عملك مع عدد من المخرجين المهمين منذ بداية دخولك إلى هذا العالم الفني؟

بالطبع العمل مع أسماء مهمة وكبيرة له إيجابيات كثيرة ويضيف لأي ممثل الكثير عن تفاصيل وحيثيات هذه المهنة، فكل مخرج يعد مدرسةً بأكملها، وفي كل تعاون مع أحدهم فإنك ستتلقى علوماً جديداً ومختلفة، وهو ما ينمي الموهبة ويطور الممثل، ولاسيما عندما يكتشف المخرج جانباً كان مخفياً لدى الممثل وبالتالي يقدمه بأسلوب مختلف، والعمل مع أسماء مهمة بالطبع سيكون له وقع كبير في السيرة الذاتية للممثل وهو ما يجعل عملية تداول اسمه أفضل وأوسع، وأنا كان لي شرف العمل تحت إشراف مخرجين مهمين على الساحة الفنية السورية «نجدت أنزور، محمد زهير رجب، تامر إسحاق، باسم السلكا».

ما أكثر الأدوار صعوبة مما قدمته؟

لا اعتقد أنني قدمت دوراً يمكن تسميته صعباً، ربما أسند إليّ دور متعب أو كانت ظروف التصوير قاسية بعض الشيء، ولكن شخصية أو دوراً صعباً ومعقداً لسوء الحظ لم أقدم ذلك بعد.

أنت لست خريجاً أكاديمياً، كيف استطعت أن تعوض النقص الذي ربما كنت ستحصل عليه في المعهد العالي للفنون المسرحية؟

مما لا شك فيه أن الخريج الأكاديمي يأتي في المرتبة الأولى، ولكن الحظ لم يسعف البعض ليكون طالباً في المعهد المسرحي، وكما هو معروف يتقدم نحو ألف شخص للمعهد ليتم قبول ١٦ متقدماً فقط، ولكن ذلك لا ينفي أن البقية المتبقية لا تمتلك المهارة والموهبة اللازمة، ولعل ما يدمغ قولنا وجود أسماء مهمة وكبيرة في الفضاء الفني السوري لم يتدرجوا في العلوم التمثيلية والمسرحية الأكاديمية وربما جاؤوا من مؤسسات تعليمية مختلفة.

وكل تجربة خضتها في عمل درامي اعتبرها مرحلة دراسية وتعليمية مهمة في حياتي، وأنا تخرجت في جميع تلك الأعمال حيث دخلت بواقع وحال ما وخرجت بحال أفضل بكثير بعد أن اكتسبت أدوات وخبرات جديدة.

أخبرنا عن مشاريعك القادمة وما الأعمال الدرامية التي ستشارك فيها للموسم القادم؟

في الحقيقة يتم التفاوض حالياً حول عدة مشاركات ولكن لم يتم الاتفاق مع أصحاب المشاريع بعد، ولكن هناك مشاركة بدأت في تصوير مشاهدها منذ أسابيع في مسلسل «سيروم» إخراج تامر إسحاق بشخصية ضابط في الأمن الجنائي يدعى ضياء.

لاحظت أنك قدمت دور ضابط أو شرطي مرات عديدة، ألا تخشى أن تنمط في هذا القالب؟

على العكس تماماً، فإن ذلك بالنسبة لي يشكل تحدياً كبيراً، حيث لكل تجربة خصوصيتها وربما كل مرة أضيف لها شيئاً مختلفاً يجعلها ذات وقع مغاير، وأعتقد أنني سأتوقف عندما أجد أن ذلك سيضر بمشروعي المهني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن