هل يتابعون.. ويستفيدون؟
| غسان شمه
من الطبيعي أن تشعر بالتقدير والإعجاب بالمنتخب البحريني بعد فوزه المميز على مستضيفه المنتخب الأسترالي في هذه المرحلة من التصفيات المونديالية. ومن الطبيعي أيضاً أن تشعر بمثل ذلك وأكثر وأنت ترى منتخب فلسطين يخطف نقطة التعادل من المنتخب الكوري الجنوبي، حيث تؤكد مثل هذه النتائج حجم العمل الإداري والفني اللذين أثمرا عن تطور تقطف ثماره الكرة في البلدين العربيين بعيداً عن أي حسابات جانبية.
هذا الشعور بالإعجاب والتقدير يأخذك، شئت أم أبيت، إلى شعور بالمرارة على واقع الحال الذي وصلت إليه كرتنا ومنتخبنا الذي خرج صفر اليدين من المرحلة السابقة بعد أن لعب ضمن مجموعة ضمت فريقين، بدا القدر يسوقهما لكي نحقق ما نصبو إليه في تأهل أهدرناه بطريقة أغرب من الخيال، ما جعل السؤال الأكثر قسوة حاضراً وهو: إذا لم تتأهل من مثل هذه المجموعة فمتى ستتأهل؟.
وهنا أُذكر بما أشار إليه نائب رئيس اتحاد الكرة، خلال المؤتمر الصحفي للمدرب الإسباني لانا، من خيبة كبيرة بعد هذا الخروج الذي أحبط الجميع، وهو الأمر الذي يضع اتحاد الكرة، بكل العاملين به والمشرفين على المنتخب مباشرة، أمام مهام كبيرة في المرحلة القادمة بعد التعاقد مع مدرب إسباني ينبغي أن ترفع سيرته الكروية، من حيث المبدأ، من سقف الطموحات، هذه الطموحات التي تكسرت على صخرة العمل الإداري المتواضع، والتعاقدات التي لا ترتقي إلى الهدف، وخيارات لاعبين لا يضيفون، بل يؤثرون سلباً، وأخيراً مصالح البعض الضيقة التي كان لها حضورها المؤسف!
وإلى ذلك يأتي تأهل منتخب الأردن للشباب بكرة السلة إلى النهائيات العالمية على حساب كوريا ليكشف المزيد من الغطاء عن واقع رياضي لا يسر أحداً، بعد أن كنا في زمن مضى نسبق الكثيرين بأشواط واضحة، لكن عجلة رياضتنا «بنشرت» والقدرة على إصلاحها تبدو غائمة جزئياً حيناً، وشبه كلي حيناً آخر.
عموماً سأعود إلى بيت القصيد الكروي الذي لم يبق من حلاوته أو طلاوته شيء، وبات سماعه والحديث عنه يجلب المزيد من الأسى والتحسر لنا نحن الذين نتمنى أن نرى كرتنا ومنتخبنا بأفضل حال.. ونؤكد هنا أن وديات الهند لا تضيف شيئاً قياساً إلى مستوى المنتخبين الآخرين، لكن فضيلتها الأولى هي اطلاع المدرب على إمكانيات اللاعبين الموجودين في التشكيلة، والوصول إلى رؤية مبدئية يجب أن تكون فاتحة عمل كبير نظن أنه موضع اتفاق الجميع ورغبتهم.. أليس كذلك؟