مع بداية العام الدراسي.. التربية قبل التعليم!
| يونس خلف
لم يتجاوز الحديث عن بداية العام الدراسي الجديد العبارة التي تداولها المئات عبر النسخ واللصق في وسائل التواصل الاجتماعي وهي «ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف تلميذ وطالب سوري يبدؤون عاماً دراسياً جديداً في صناعة المستقبل مع أول يوم دراسي 2024-2025».
ثمة حاجة ملحة اليوم للتذكير بأن مدارسنا اليوم بحاجة إلى ترسيخ مبدأ التربية قبل التعليم مع توفير كل ما يلزم من احتياجات للطلبة من مرشدين اجتماعيين واختصاصيين نفسيين وذلك لكبح السلوكيات غير الأخلاقية وغير الصحيحة منذ البداية وقبل انتشارها في البيئة المدرسية، وبالتالي يصعب التخلص منها.
ولكي تصبح المدرسة منارة للعلم والثقافة والعلوم المختلفة وتكون قادرة على القيام بمسؤوليتها على أكمل وجه، وحتى يصبح لديها مخرجات تربوية وتعليمية جيدة متميزة فإنه لا بُد أن يكون اهتمامها بغرس القيم والمبادئ الإنسانية والمفاهيم الصحيحة السليمة.
ويأتي هنا دور المعلم في تربية وتعليم الأجيال وصقلها بالسلوكيات والمهارات الأخلاقية والأفكار البناءة الإيجابية بطرق تربوية وتعليمية سليمة من أجل بناء شخصيات وكفاءات وطنية قادرة على تحمل مسؤولياتها في صناعة مستقبلها المشرق.
لقد تضاعفت مسؤوليات المدارس مع تراجع دور الأسرة التربوي فتحوّلت المسؤولية بالكامل نحو المدرسة لتعويض غياب الأسرة بعد أن كانت تتقاسم الدور التربوي مع الأسرة ولكن ماذا يمكن أن يحدث إن أهملت المدرسة دورها التربوي على حساب المهمة التعليمية؟
إنّ البيئة المدرسية التربوية السليمة تكمن مخرجاتها في الممارسات الإيجابية مثل الانضباط وتحمّل المسؤولية والانتماء والولاء والمشاركة الإيجابية واحترام الأنظمة والقدرة على ممارسة الحوار الموضوعي، فالتربية في المدارس منذ الطفولة هي الوقاية وهي الرقابة الذاتية والانضباط والأمانة والصدق والإخلاص في العمل، وأي ضعف في الدور التربوي للمدرسة تكون نتيجته كثافة في البرامج والحملات العلاجية لسد الفجوة الكبيرة بين القيم التي يؤمن بها الإنسان وبين ممارساته وغالباً ما يكون تأثير العلاج ضعيفاً.
ولذلك تبدو الحاجة إلى الاهتمام بالتربية بمختلف أشكالها واختصاصاتها ومنها التربية الإعلامية وكيف يمكن لجيل الشباب التعاطي مع وسائل الإعلام ومواجهة الغزو الثقافي والإعلامي ودور وسائل الإعلام في مواجهة السلوكيات التي لا تتوافق مع القيم والمعايير وروح العصر وأهمية تشكيل الوعي الوطني في ضوء الأزمات المتلاحقة ومواجهة محاولات تهديم وإلغاء الهوية الوطنية ودور وسائل الإعلام في عملية التنشئة الاجتماعية.