عربي ودولي

بزشكيان في العراق الأربعاء في أول زيارة خارجية لتوقيع وثائق تعاون ومذكرات أمنية … طهران: لم نسلم روسيا صواريخ بالستية ولسنا جزءاً من الحرب في أوكرانيا

| وكالات

يزور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بعد غد الأربعاء العراق ويجري مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين إضافة إلى توقيع اتفاقات تعاون بين البلدين، ومن جانب آخر جددت طهران نفيها مزاعم إرسال صواريخ إلى روسيا مؤكدة أن إيران لم تكن أبداً جزءاً من الحرب في أوكرانيا.

وحسب وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية، يزور الرئيس الإيراني بعد غد الأربعاء العراق في أول زيارة خارجية له، ويعقد خلال زيارته اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين ويوقع البلدان وثائق تعاون ومذكرات أمنية، وسبق أن أعلن السفير الإيراني في العراق «محمد كاظم آل صادق» أن بزشكيان سيتوجه قريباً إلى بغداد على رأس وفد رفيع المستوى تلبية لدعوة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.

وأضاف: خلال الزيارة المرتقبة لبزشكيان، سيتم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم التي كان من المقرر أن يوقعها رئيسا البلدين خلال زيارة الرئيس الراحل الشهيد «إبراهيم رئيسي» إلي هذا البلد.

وأول من أمس السبت، اعتبر بزشكيان أن اقتدار وأمن البلاد اليوم ثمرة لقدرات القوات المسلحة، وخلال لقائه كبار قادة الجيش الإيراني في جامعة القيادة والأركان «دافوس» التابعة للجيش، أشار الرئيس الإيراني إلى أهمية الهيكل المنهجي للقوات المسلحة وقابليته للتعميم على المجالات الإدارية الأخرى في الدولة، وقال: في علم الإدارة يتم استخراج أعلى وأدق التقييمات من الأنظمة العسكرية ومن ثم تدريسها وتنظيرها في الجامعة، كما أن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتمتع ببنيته المنهجية القادرة على نقل خبراته القيمة في هذا المجال إلى الأقسام المختلفة.

وشدد على أن قوة الجيش يجب أن تستخدم لخدمة الشعب، وليس لقتل النساء والأطفال الأبرياء والمضطهدين، وأشار إلى أن الذين يتشدقون بحقوق الإنسان والديمقراطية يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بسبب سوء سلوك حكومة ما مع عدد من مواطنيها، ولكن أمام أنظارهم تقصف النساء والأطفال والمستشفيات في غزة، ولا يصدر منهم أي صوت، وفي منتهى الوقاحة يتحدثون عن حقوق الإنسان خلف المنابر، وهو أمر مخز للغاية.

وأشار بزشكيان إلى أنه لو لم تكن لدينا هذه القدرات الدفاعية اليوم لارتكب هؤلاء المجرمون الجرائم نفسها بحق شعبنا بلا حياء ولا رحمة، وأضاف: لماذا لا يستطيعون ذلك؟ لأنكم أبناء الجيش الغيارى، أصبحتم أقوياء وأنشأتم قدرات دفاعية لشعبنا لذا لا يجرؤون على فعل مثل هذا الشيء؛ أنتم فخر الوطن وشرفه وزينته، والحكومة في خدمتكم ولن تتخلى عن كل ما تستطيعه من أجل تعزيز هيبة ودعم القوات المسلحة، وأتمنى أن تظلوا في القمة بهذه الصلابة والاقتدار وأن يكون ذلك باعثاً على المزيد من الفخر للشعب والوطن.

بموازاة ذلك، نفت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الأحد مزاعم صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، بشأن «إرسال طهران صواريخ بالستية إلى روسيا»، وأكدت أن إيران دعمت «الحل السياسي والمحادثات الثنائية» لإنهاء الحرب في أوكرانيا، معتبرة أن هذه الادعاءات تأتي لأهداف سياسية لبعض دول الغرب.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، ناصر كنعاني، أن الجمهورية الإسلامية في إيران «لم تكن أبداً جزءاً» من الحرب في أوكرانيا أو استمرارها، ودعمت بشكل دائم «الحل السياسي والمحادثات الثنائية لإنهاء هذه الأزمة والصراع»، وأشار إلى أن التعاون العسكري التقليدي بين إيران وروسيا الاتحادية، له «تاريخ أقدم بكثير من بداية الأزمة الأوكرانية»، وتأتي هذه التعاونات في إطار الاتفاقيات الثنائية، وتستند إلى الأعراف والقوانين الدولية وليس لها أي علاقة بالحرب في أوكرانيا.

وشدّد كنعاني على أن «النهج المبدئي والمعلن لإيران تجاه الأزمة الأوكرانية لم يتغير، وتكرار ادعاء إرسال الصواريخ البالستية إلى روسيا، هو لأهداف ودوافع سياسية لبعض الدول الغربية، ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق»، ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن كنعاني، تأكيده الموقف المبدئي لبلاده فيما يتعلق «بمعارضة الصراع العسكري وضرورة وقف النزاعات وحل الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، سلمياً».

ويوم الجمعة الماضي، قالت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك: إن «موقف طهران تجاه الصراع في أوكرانيا لم يتغير»، مؤكدةً أن إيران تعتبر تقديم المساعدة العسكرية للطرفين المنخرطين في الصراع «أمراً غير إنساني لأنه يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية وتدمير البنية الأساسية والابتعاد عن مفاوضات وقف إطلاق النار»، وتابعت إن إيران «لا تشارك فحسب في مثل هذه الأعمال بل تدعو أيضاً الدول الأخرى إلى وقف تزويد أي طرف من طرفي الصراع بالأسلحة».

وفي وقت سابق، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية: إن إيران قامت بتسليم عدة مئات من الصواريخ البالستية القصيرة المدى إلى روسيا، يصل مداها إلى ما يقارب ألف كيلومتر، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت: إنه «حذّر من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا ونحن منزعجون من هذه الأنباء».

في الغضون، أعلن قائد القوة البرية لحرس الثورة الإسلامية، العميد محمد باكبور أنه تم تطهير الشرق والجنوب الشرقي من العناصر المعادية للثورة، وقال: «كذلك تم تطهير حدود إيران والعراق من هذه العناصر الإرهابية».

ونقلت وكالة «مهر»، عن باكبور قوله أمس في كلمة له: في حروب اليوم تختلف تكتيكات الإرهابيين والعناصر المعادية للثورة والأشخاص أو حتى المعدات والأدوات التي يستخدمونها مقارنة بالماضي، وأضاف: «في الأشهر القليلة الماضية، شهدنا هجمات إرهابية على مراكز الشرطة ونقاط التفتيش في جنوب البلاد، وتأكدنا أن هذه الهجمات لم تكن من مجموعة واحدة فقط، بل هناك جهاز استخباري قوي يقف وراء هذه العملية ويستخدم الجماعات المعادية في المنطقة لتحقيق أهدافه الخاصة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن