توثيق استغلال الاحتلال الصهيوني لمقدرات الجولان المحتل
| مصعب أيوب
تجسد التوسع الصهيوني بصورة عملية موسعة بعد الاستيطان 1967 في محاولة لإلحاق هذه المناطق بالقاعدة الاستيطانية الإحتلالية في فلسطين عام 1948، وعليه فإن الاستيطان في منطقة الجولان السوري لا يخرج عن هذا الإطار وهو ما يعكس التوجهات الإستراتيجية العليا للكيان الصهيوني انطلاقاً من الذرائع التي يعتمدها إزاء المنطقة، وتحديداً ما ينتمي للجغرافيا السياسية والأمن والديموغرافيا.
وعلى تلك التوجهات واظب الاحتلال على استغلال المقدرات الخاصة بمنطقة الجولان المحتلة في شتى الميادين، وقد قدم الباحث الدكتور إبراهيم عبد الكريم تناول فيها بعض أشكال هذا الاستغلال من خلال فصول ثلاثة وضعها ضمن كتاب بعنوان: «الاستغلال الصهيوني لمنطقة الجولان المحتلة».
فصول ثلاثة
تناول الفصل الأول الاستغلال الاستيطاني الصهيوني لمنطقة الجولان المحتلة مستعرضاً ذلك في قسمين، أولهما المستوطنات الحالية في الجولان مركزاً على عددها وتوزعها الجغرافي وتواريخ تأسيسها ومراحل تطورها والقاعدة الاقتصادية التي تنتمي لها والأنشطة التي تقوم بها وتنظيماتها، وثانيهما الخطط الاستيطانية الجديدة من خلال استعراض خطط ما بعد تصريح دونالد ترامب 2019 حول سيادة الاحتلال على منطقة الجولان، ثم يسلط الضوء على الجولان 2022 -2025 وتفصيلاتها وتقديم عينات من الآراء المؤيدة لهذه الخطة.
بينما يستعرض الفصل الثاني منه الاستغلال الاقتصادي الصهيوني للجولان من خلال التحدث عن تصنيفات سلطات الاحتلال لأراضي هذه المنطقة وتهجير أهلها والسيطرة على ممتلكاتهم، مركزاً على صور استغلاله للمياه والثروة الحيوانية ولجميع أشكال الصناعة والسياحة وكلك التنقيب عن الثروات الباطنية.
أما الفصل الثالث فيسلط الضوء على الاستغلال العسكري والأمني الصهيوني للجولان المحتل متوقفاً عند أهم الخصائص الجغرافية للمنطقة، وتقديم بعض النماذج من الذرائع الصهيونية لرفض الانسحاب منها، وما يرتبط به من خرائط ومقاطع لتمرير الدعاوى الصهيونية، إضافة إلى ذكر بعض الأعمال العسكرية والحرائق التي أحدثها الاحتلال، وكذلك يشير الفصل إلى برنامج «أودم» لتأهيل كوادر عسكرية في مستوطنة «كتسرين» الذي من المفترض أنه بدأ مع بداية عام 2023.
مصادر دقيقة
ورب سائل يسأل إلى ماذا استند الباحث في معلوماته؟ فالجواب أنه جاء بها من مصادر صهيونية مكشوفة، منها ما هو صحفي ومنها ما هو بحثي، ولاسيما أن هذين المصدرين يقدمان معلومات دقيقة ومدروسة وتستند إلى الأرقام والأدلة والبيانات التفصيلية.
وقد استخدم الباحث كلمة مستوطنة ليدل على الحالة الاغتصابية الصهيونية لهذا المكان، كما يشدد على أن استخدامه لبعض الكلمات من اللغة العبرية التي وصفها بالمنتحلة من اللغات السورية القديمة آرامية كانت أم أشورية أم فينيقية أم كنعانية وهو ما أجاز استخدامها كما في وسائل إعلام إقليمية.
خلاصة
يمكننا القول إن هذا المؤلف الذي بين يدينا يعد مرجعاً بحثياً مختصاً بالشؤون الصهيونية وما يتعلق بها من قضايا الصراع العربي الصهيوني، وربما يقدم من خلال معلوماته مادة موثقة تشجع على متابعة البحث والتقصي، تماشياً مع ما يمكنه مستقبلاً تحرير هذه المنطقة وترسيخاً للحقيقة التي تؤكد أنها جزء من الجغرافيا السورية.