طهران أكدت عدم إرسال صواريخ إلى روسيا.. والوثيقة الإستراتيجية في مرحلتها النهائية … موسكو: إيران شريك مهم ونعمل على تطوير تعاوننا

بينما جددت إيران نفيها إرسال أي صواريخ إلى روسيا واعتبرت أن هذه المزاعم نوع من الحرب النفسية، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن هذه الادعاءات ليست جديدة وغير صحيحة، مشدداً على أن إيران شريك مهم لروسيا.

وحسب وكالة «مهر» الإيرانية، أكدت السلطات الإيرانية، مجدداً، أمس الإثنين، أنها «ليست مؤيدة لأي من أطراف الأزمة الأوكرانية»، وذلك رداً على مزاعم «إرسال صواريخ إيرانية إلى روسيا»، وقال قائد العمليات في مقر «خاتم الأنبياء المركزي» التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد فضل اللـه نوذري: «لم يتم إرسال أي صواريخ إلى روسيا، وهذا الادعاء هو نوع من الحرب النفسية».

وأكد العميد فضل اللـه نوذري «جاهزية القوات المسلحة الإيرانية للتعامل مع أي تهديد»، لافتاً إلى أن «قوة الردع لدى الكيان الصهيوني تضررت أضرارا بالغة، خلال العملية الأخيرة، في نيسان الماضي»، وردت وزارة الخارجية الإيرانية، أول من أمس الأحد، على مزاعم حديثة بشأن «إرسال طهران صواريخ بالستية إلى روسيا»، وأكد المتحدث باسم الوزارة، ناصر كنعاني، أن «إيران لم تكن أبدا جزءاً من هذا الصراع العسكري واستمراره منذ بداية الأزمة الأوكرانية، ودعمت دائماً الحل السياسي والمحادثات الثنائية لإنهاء هذه الأزمة والصراع».

في الغضون، وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوع أمس الإثنين، قال كنعاني: إن إعداد وثيقة بعنوان: «دليل تطوير العلاقات بين إيران وروسيا، «كانت على جدول أعمال الجانبين بشكل خاص نظرا إلی التطورات الإقليمية والدولية خلال السنوات الأخيرة، كما أن توقيع رئيسي البلدين على هذه الوثيقة مدرج أيضاً على جدول الأعمال، وفق وكالة «إرنا».

وتابع: نعتقد أن التوقيع على هذه الوثيقة يمكن أن يوفر الأسس القانونية اللازمة لتطوير العلاقات الثنائية في كل المجالات، بما في ذلك التجارة، أكثر مما كانت عليه في الماضي وبعد توقيع رئیسي البلدين يتم عرضها على مجلس الشوری الإسلامي للموافقة عليها ثم تبدأ عملية تنفيذها.

وجدد كنعاني التأكيد أمس أن بلاده ليست جزءا من الحرب في أوكرانيا وقال: لدينا موقف واضح من قضية أوكرانيا وقد أعلنا عنه مرات عديدة، لكن من المؤسف أن بعض الأطراف التي هي جزء من تصعيد الصراع في أوكرانيا توجه الاتهامات ضد إيران لأغراض سياسية، وشدد بالقول: نقول بوضوح إننا لسنا جزءا من الحرب في أوكرانيا ونعتبر الحل السياسي هو الحل الأفضل لهذا الصراع.

وفيما يتعلق بزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان غداً الأربعاء إلى العراق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن العلاقات الإيرانية العراقية متميزة وتتمتع بخصائص أخوية وودية فريدة وإن اختيار العراق كوجهة أولى للزیارة الخارجية للرئیس بزشكیان يدل على أهمية العلاقات الثنائية ويشكل فرصة لتحسين العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات، وأضاف: یعتقد الجانبان بضمان أمن الحدود المشتركة وتحويلها إلى حدود صداقة واستقرار وازدهار تجاري واقتصادي، وهذه القضايا هي أولوية الحكومتين.

وقال كنعاني: لدينا بالفعل اتفاقية أمنية مع العراق تركز على نزع سلاح الجماعات الإرهابية التي استخدمت الأراضي العراقية للقيام بأعمال مزعزعة للاستقرار ضد بلادنا ومن هذا المنطلق فإن مسألة المواجهة مع الإرهابيين وضمان أمن الحدود المشتركة من أجندة الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهوریة إلى العراق، وتابع: تم تنفيذ أجزاء كثيرة من بنود الاتفاقية الأمنية الإيرانية العراقية وهناك فريق عمل مشترك بين الجانبين يراقب وتیرة تنفيذها.

في موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين: إن إيران شريك مهم لروسيا ونعمل على تطوير علاقاتنا التجارية والاقتصادية معها وتطوير تعاوننا وحوارنا في جميع المجالات الممكنة، بما في ذلك المجالات الأكثر حساسية، وسنواصل القيام بذلك بما يخدم مصالح شعبي بلدينا.

وحسب وكالة «سبوتنيك» أكد بيسكوف، أمس الإثنين، أن الكرملين يتفق مع المستشار الألماني أولاف شولتس، بضرورة إجراء تحقيق شامل في حادثة التخريب التي استهدفت خطي نقل الغاز «التيار الشمالي»، رغم محاولات بعض الدول التكتم على هذه القضية.

وقال بيسكوف للصحفيين: «نحن متفقون تماماً على ضرورة إجراء تحقيق شامل في العمل الإرهابي والتخريب، الذي استهدف «التيار الشمالي»، على الرغم من المحاولات اليائسة لبعض الدول ذات الصلة بهذه القصة للتكتم على هذه القضية، لا ينبغي السماح بحدوث ذلك تحت أي ظرف من الظروف، لذلك نحن هنا نتفق تماماً مع المستشار الألماني».

ورد بيسكوف على الصحفيين، عندما سُئل عما إذا كان الكرملين قد اطّلع على تقارير تفيد بأن المستشار الألماني أولاف شولتس، يعدّ خطة لحل الصراع في أوكرانيا، قائلا: «نحن لا نرفض أي خطط مقدماً، لكن عليك أن تفهم ما نتحدث عنه»، وأضاف بيسكوف: «فيما يتعلق بحل النزاع في أوكرانيا، بالوسائل السلمية، حتى الآن لا يمكن تتبع خطوط عريضة، نسمع تصريحات مختلفة من الدول الأوروبية، لكننا لا نرى أي تصريحات في هذا الشأن من الجانب الذي يقود هذه العملية برمتها، ويقود الغرب الجماعي بأكمله»، وحول مزاعم تصدير إيران صواريخ لروسيا أردف بيسكوف: «لقد رأينا هذه الرسالة، ليس في كل مرة يكون فيها هذا النوع من المعلومات صحيحاً، إيران شريك مهم لنا، ونحن نعمل على تطوير علاقاتنا التجارية والاقتصادية، ونعمل على تطوير تعاوننا وحوارنا في جميع المجالات الممكنة، بما في ذلك المجالات الأكثر حساسية. وسنواصل القيام بذلك بما يخدم مصالح شعبي بلدينا».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الإثنين سيطرة قواتها على بلدة جديدة في أراضي دونيتسك، مشيرة إلى أن إجمالي خسائر الجيش الأوكراني خلال آخر 24 ساعة وصل إلى نحو 2020 جندياً، وقالت الوزارة في تقريرها اليومي إن وحدات من مجموعة قوات «الوسط» حررت بلدة ميمريك في جمهورية دونيتسك الشعبية، كما ضربت تشكيلات من 3 ألوية أوكرانية وصدت 8 هجمات مضادة.