قضايا وآراء

دفع تحديث الجنوب العالمي من خلال التحديث للصين وإفريقيا

| بقلم ليانغ سوو لي

مع تعمق العولمة، تدخل القارة الإفريقية، فصلاً جديداً في تحديثها وتنميتها، وترجع العلاقات الصينية الإفريقية إلى تاريخ عريق، وقد عمل الجانبان جنباً إلى جنب على طريق التحديث، الأمر الذي لم يضخ زخما قوياً في التنمية الخاصة بكل منهما فحسب، بل قدم أيضاً مثالاً لعملية التحديث في بلدان الجنوب العالمي، والانعقاد الناجح لقمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي لعام 2024 «فوكاك» قد ضخ حيوية جديدة في التعاون الصيني الإفريقي، واستكشف مسارات جديدة لدفع تحديث الجنوب العالمي من خلال التحديث للصين وإفريقيا.

وانعقدت قمة «فوكاك 2024» في بكين في الفترة من 4 إلى 6 من الشهر الجاري تحت عنوان «العمل يداً بيد على دفع عجلة التحديث، وبذل جهود مشتركة لبناء مجتمع مستقبل مشترك»، واستعرضت القمة تاريخ الصداقة الصينية الإفريقية وأشادت بالتقدم المحرز في تنفيذ نتائج المنتدى، وتم التوصل إلى توافق سياسي واضح بشأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وإفريقيا، وتم تبني إعلان حول بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين وإفريقيا في جميع الأحوال خلال العصر الجديد وخطة عمل لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، وتم إصدار البيان الصيني الإفريقي المشترك بشأن تعميق التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية، وحققت القمة نجاحاً كاملاً.

وفي إطار التركيز على تحقيق التحديث، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب رئيسي ألقاه في مراسم افتتاح القمة، إنه يتعين على الصين وإفريقيا العمل معاً على دفع التحديث الذي يتسم بالعدالة والإنصاف، وبالانفتاح والنفع للجميع، وبوضع الشعوب فوق كل الاعتبارات، وبالتنوع والشمول، وبميزة الصداقة للبيئة، وبالسلام والأمن؛ وإن الصين مستعدة للعمل مع إفريقيا لتنفيذ خطط العمل الـ10 للشراكة، والتي تغطي مجالات التعلم المتبادل بين الحضارات، ازدهار التجارة، التعاون في السلاسل الصناعية، الترابط والتواصل، التعاون الإنمائي، الصحة، الزراعة ومعيشة الشعب، التبادلات الثقافية والشعبية، التنمية الخضراء، الأمن المشترك وجوانب أخرى، خلال السنوات الثلاث المقبلة لدفع التحديث المشترك للصين وإفريقيا ودول الجنوب العالمي.

إن التحديث الذي يتسم بالخصائص الست يوضح المسعى المشترك لتطوير التحديث للصين وإفريقيا، وتشير إلى اتجاه التعاون بين الجانبين لدفع التحديث.

يؤكد التحديث الذي يتسم بالعدالة والإنصاف على المساواة بين دول العالم من حيث الحقوق والفرص، واكتشاف مسارات التحديث المناسبة للظروف الوطنية؛ ويدعو التحديث الذي يتسم بالانفتاح والنفع للجميع إلى نموذج التنمية المتمثل في التعاون المفتوح والمنفعة المتبادلة، وتعميق التعاون في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار وما إلى ذلك؛ يتطلب التحديث الذي يتسم بوضع الشعوب فوق كل الاعتبارات، زيادة شعور الشعوب بالكسب والسعادة والأمانة في عملية التحديث، وبذل جهود مشتركة لجعل التحديث يعود بنفعه على جميع الشعوب؛ ويدعو التحديث الذي يتسم بالتنوع والشمول إلى الاحترام المتبادل والتسامح والتعايش بين مختلف الحضارات في عملية التحديث، ويهتم التحديث الصديق للبيئة بالتنمية الخضراء ويتمسك بمبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة، ويدفع التحول الأخضر والمنخفض الكربون في العالم بشكل مشترك، يؤكد التحديث الذي يتسم بالسلام والأمن على الحفاظ على تنمية إقليمية سلمية ومستقرة، وتعزيز التفاعل الإيجابي بين التنمية العالية للجودة والأمن العالي المستوى، والحفاظ على السلام والاستقرار في العالم بشكل مشترك.

إن التعاون الصيني والإفريقي في عملية التحديث لا يعزز ازدهار الصين وإفريقيا فحسب، بل يوفر أيضاً خبرات قيمة لعملية التحديث في بلدان الجنوب العالمي، وكما قال الرئيس شي: إنه لا يمكن أن يتخلف أحد عن الركب على طريق التحديث، ولا يجوز أن يغيب أحد أو نترك أي بلد خلف الركب في طريق التحديث، فإن تحقيق التحديث حق غير قابل للتصرف لجميع دول العالم، ولا يوجد طريق موحد للتحديث، ولا تشكل «الدول غير الغربية» أغلالاً أمام التنمية أو اختناقات أمام التحديث، وإن مسارات التحديث للمناطق والبلدان المختلفة لا يمكن تحديدها أو تنظيمها من بلدان أخرى، وحق التحدث عن التحديث يقع في أيدي شعب البلد أو المنطقة، ويظهر التعاون الصيني الإفريقي إمكانية تحقيق البلدان النامية للتنمية المشتركة من خلال الوحدة والتعاون.

يعد التعاون الصيني الإفريقي جزءاً مهماً من العلاقات الصينية الإفريقية وقوة مهمة في دفع عملية التحديث في الجنوب العالمي، وفي التنمية المستقبلية، وستواصل الصين وإفريقيا التمسك بمفاهيم الإخلاص والصداقة والنتائج الحقيقية والتقارب وحسن النية والنظرة الصحيحة للعدالة والمصالح، وتعزيز التبادلات في الحوكمة، وتعميق التعاون العملي، وتعزيز الروابط الشعبية، والعمل معاً لدفع قضية التحديث والبناء المشترك لمجتمع صيني إفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك.

لا تحديث للعالم من دون تحديث للصين وإفريقيا اللتين تضمان ثلث السكان في العالم، وإن السعي المشترك للصين وإفريقيا نحو التحديث من شأنه أن يضخ حيوية وزخماً جديدين في عملية التحديث في بلدان الجنوب العالمي ويفتح فصلاً جديداً لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.

إعلامية صينية

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن