الأولى

نذر صدام بين مسلحي «الشامية» و«الشرطة العسكرية» الموالية لإدارة أردوغان … مصادر لـ«الوطن»: توقعات باستمرار حالة الاستعصاء في «أبو الزندين»

| حلب- خالد زنكلو

تتجه الأمور في منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل مناطق المعارضة المسلحة التابعة للإدارة التركية في مدينة الباب بمناطق الحكومة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي، ويعدّ أولى ثمار التفاهمات الروسية- التركية الواجب تنفيذها على الأرض، نحو مزيد من المواجهة والتنافر بين ميليشيات تلك الإدارة، في ظل انقساماتها بين مؤيد ومعارض لفتح المنفذ التجاري.

وتساءل مراقبون للوضع في منطقة المعبر، حول جدية أنقرة في افتتاح المنفذ، بعدما رشحت تسريبات عن عزمها على وضعه في الخدمة عن طريق بعض ميليشياتها ولو عن طريق استخدام القوة، وأبدى المراقبون استغرابهم من عدم إمساك أنقرة بتلابيب الميليشيات المعارضة لسياستها، وهي التي تمدّها بمقومات الحياة والبقاء من رواتب وأسلحة ودعم لوجستي وتغطية سياسية؟

وأكد المراقبون لـ«الوطن» أن بعض ميليشيات أنقرة مثل «الجبهة الشامية» المنضوية في صفوف ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكلته الإدارة التركية في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق البلاد، خرجت بالفعل عن نفوذها ولم تعد تمتثل لأوامرها بتيسير افتتاح «أبو الزندين» المغلق أمام حركة البضائع منذ افتتاحه رسمياً في الـ18 من الشهر الماضي.

وينذر ذلك بوقوع صدام بين مسلحي «الشامية»، الذين استقدمتهم إلى خيمة الاعتصام قبالة المنفذ بزيهم المدني، وبين «الشرطة العسكرية» الموالية لإدارة أردوغان، التي أوكل إليها فض الاعتصام في الخيمة وحماية المنفذ من أي اعتداء.

وأوضحت المصادر أن موقف «الشامية» ومن يساندها من الميليشيات بتعطيل عمل «أبو الزندين» على حاله، على الرغم من توجيه الاستخبارات التركية عن طريق «الحكومة المؤقتة» المعارضة الموالية لها بافتتاحه كمعبر «تجاري وإنساني»، خلال الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في مطار ولاية غازي عنتاب التركية وضم ممثلين عن المعارضة السياسية والمسلحة بكل مكوناتها.

وقالت: ما زالت «الشامية» تطالب باستقالة متزعم «الحكومة المؤقتة» عبد الرحمن مصطفى، وهي تعرف أنه مدعوم من إدارة أردوغان، وذلك من أجل تبرير تعطيل عمل المنفذ، ولذلك أعدت العدة على أرض الواقع لأي مواجهة قد تفرضها «الشرطة العسكرية» لدى محاولتها إعادة افتتاحه أو إخلاء خيمة الاعتصام، وهو ما جرى استعراضه لدى تبادل إطلاق النار بين مسلحين من داخل الخيمة و«الشرطة العسكرية» عندما حاولت إحدى الشاحنات التجارية التوجه إلى بوابة المعبر الخميس والجمعة الماضيين.

وتوقعت المصادر استمرار حالة الاستعصاء في «أبو الزندين» واستمرار إغلاقه، من جراء التجاذبات والانقسامات بين ميليشيات أنقرة المؤيدة والمعارضة لافتتاحه، ما لم تضع أنقرة كل ثقلها لوضع المنفذ في الخدمة وتقديم «حسن نية» للجانب الروسي الضامن الثاني في هذا الإجراء الذي يراد منه تحسين مناخ التبادل التجاري بين ضفتي المنفذ للمضي قدماً في تنفيذ باقي «التفاهمات» الثنائية في مناطق أخرى من منطقة «خفض التصعيد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن