العدوان على مصياف خلف عشرات الشهداء والجرحى وأضرار فادحة في البنية التحتية … دمشق: سعي الكيان للتصعيد سيدفع بالمنطقة إلى عواقب لا يمكن توقعها
| الوطن
عشرات الشهداء والجرحى وأضرار فادحة في البنى التحتية ومنشآت السوريين الحيوية، جاءت حصيلة العدوان الذي شنه كيان الاحتلال الإسرائيلي أمس على منطقة مصياف بريف محافظة حماة الغربي، الأمر الذي استدعى إدانات عربية ودولية وتحذير من تداعيات محاولات توسيع الحرب في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة ستكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها.
وزارة الخارجية والمغتربين اعتبرت في بيان لها أن تمادي كيان الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته على الأراضي السورية، وعلى دول أخرى في المنطقة، واستمراره في حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وارتكابه أفظع المجازر وجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين إنما يدل على السعي المحموم لهذا الكيان الفاشي الدموي إلى المزيد من التصعيد في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة ستكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها.
وأردفت: تؤكد سورية أن الدعم اللا محدود للكيان الإسرائيلي من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى هو ما يشجعه على الاستمرار في جرائمه الوحشية وعدوانه المتواصل، ما يجعل تلك الدول شريكة في هذا العدوان والتغطية عليه تستوجب المساءلة عنها.
وختمت الخارجية بيانها بالقول: إن الجمهورية العربية السورية إذ تدين بأشد العبارات هذا الاعتداء الآثم على الأراضي السورية، فإنها تحذر من استمرار الصمت الدولي إزاء الاستهتار الإسرائيلي بكل القوانين والمواثيق الدولية، وانتهاكاته للقانون الدولي، وتطالب جميع دول العالم بإدانة هذا العدوان الإسرائيلي والتضامن معها في السعي لوضع حد للاعتداءات والجرائم الإسرائيلية الممنهجة، ومساءلة قادة هذا الكيان العنصري عن كل جرائمه، كما تؤكد سورية مجدداً على حقها الراسخ في الدفاع عن سيادة أراضيها وتحرير أرضها المحتلة بكل الوسائل المشروعة التي يضمنها القانون الدولي.
وكان مصدر عسكري كشف بعضاً من تفاصيل العدوان الذي وقع أول أمس الأحد، حيـــث شن العـــــدو الإســـــرائيلي عدواناً جويــــاً من اتجـــــاه شــــمال غرب لبنان مستهدفاً عدداً من المواقع العسكريـــــة في المنطقة الوسطى حيث تصدت وسائط الدفاع الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها، وأعلن وزير الصحة في حكومة تسيير الأعمال حسن الغباش الذي وصل إلى مصياف إلى جــــانب وزراء الكهـــــرباء غســان الزامـــل والاتصـــــالات إيــــاد الخطيب، أن حصيلـــة ضحايـــــا العـــــدوان الإسرائيلي على منطقة مصياف ارتفعت حتى ســـــاعة إعداد هذا الخبر مساء أمس إلى 18 شهيداً، و37 جريحاً.
وتفقد الوزراء الثلاثة أوضاع المصابين في مشفى مصياف الوطني جراء العدوان وقدموا واجب التعزية بالشهداء في مجالس العزاء.
وخلّف العدوان الإسرائيلي الوحشي على منطقة مصياف أضراراً كبيرة بالمرافق العامة، التي عملت الجهات الخدمية بالمحافظة على معالجة آثارها بالسرعة القصوى.
وإلى جانب الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والكهرباء والاتصالات وتضرر آبار المياه المغذية لأبناء المنطقة، أكدت مديرة فرع مؤسسة المواصلات الطرقية بحماة صفاء نعامة في تصريح لـ«الوطن» أن العدوان تسبب بأضرار جسيمة في البنية التحتية.
وعملت الورشات طوال يوم أمس على إعادة الحركة الطبيعية للطرق التي تضررت جراء العدوان حيث أكدت مديرة فرع المواصلات الطرقية بحماة صفاء نعامة لـ«الوطن» أن حركة السير على الطريق العام مصياف وادي العيون أصبحت آمنة وأعيد فتحه أمام وسائط النقل، وذلك بعد 36 ساعة عمل متواصلة.
وأوضحت أن ورشات المؤسسة الفنية وبالتعاون مع الجهات العامة، ردمت الحفر في منطقة الرصافة التي نجمت عن العدوان الإسرائيلي، بشكل إسعافي وأعادت حركة السير لما كانت عليه سابقاً.
وفي منطقة دوار الوراقة ، تم إغلاق الحفر بعد معالجة البنية التحتية لمنطقة مصياف، من صرف صحي وكهرباء ومياه واتصالات، وبقي جزء منه، ولكنه فتح بشكل جزئي أمام الذين سيتنقلون صباح اليوم إلى دوامهم وأعمالهم، داعية السائقين لتوخي الحذر لوجود بقايا أنقاض سترحل اليوم.
وأدانت مسقط وموسكو وطهران وصنعاء وفصائل فلسطينية وأحزاب عربية، بشدة العدوان الإسرائيلي على سورية الذي أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، مشددين على أنه جريمة مرفوضة بالمطلق وتستهدف المدنيين الأبرياء، ويأتي ضمن سياسات العدو المجنونة لتوسيع الحرب في المنطقة.