اعتبر أن الصين القوة الاقتصادية والتكنولوجية والتجارية الكبرى في العالم … مادورو: سياسة الإمبريالية توجهها «سي آي إيه» ويصمّمها «البنتاغون»

أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن احترامه القرار الذي اتخذه مرشّح المعارضة اليمينية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إدموندو غونزاليس، بمغادرة البلاد، ومن جانب آخر رأى أن الصين تعد اليوم القوة الاقتصادية والتكنولوجية والتجارية الكبرى في العالم, وأبدى مادورو احترامه للقرار الذي اتخذه غونزاليس، بمغادرة البلاد، وأشار إلى أن فنزويلا اليوم «هادئة وتصفّق لما حدث»، وشدّد مادورو على أن الدبلوماسية والمفاوضات تؤديان دائماً إلى الدفاع عن السلام والاستقرار ومصالح البلاد، وأكد أن أهم القيم بالنسبة إليه هي الكلمة، والوفاء بالاتفاقيات.
وطلب غونزاليس اللجوء السياسي من حكومة إسبانيا، وغادر البلاد مؤخراً، بعدما لجأ طوعيّاً إلى السفارة الإسبانية في كاراكاس لعدة أيام، بسبب صدور أمر قضائي بإلقاء القبض عليه لمحاكمته باتهامات عديدة ارتكبها خلال الفترة التي تلت إعلان «الهيئة الوطنية للانتخابات» في فنزويلا لنتائج الانتخابات.
وحسب النيابة العامّة الفنزويلية، فإن الاتهامات الموجهة إلى غونزاليس تشمل اغتصاب وظيفة عامة وتزوير وثيقة عامة والتحريض على العصيان، والتخريب، والتآمر مع الجريمة المنظمة ومموّلين للإرهاب، وقالت نائب الرئيس الفنزويلي، دلسي رودريغيز: إن غونزاليس طلب من الحكومة الإسبانية اللجوء السياسي، وإنّ فنزويلا «منحته التصريح اللازم، من أجل مصلحة السلام والهدوء السياسي في البلاد».
وفي برنامجه الأسبوعي، قال مادورو: إن المعارضة الفنزويلية اليوم ليس لها قيادة، وإنّ رأس المال السياسي انفصل عنها، وإنّ الناخب المعارض يشعر بخيبة الأمل، لأنه لا يريد العنف أو التهديدات الخارجية، وهي أجندة ماريا كورينا ماتشادو، ومع تأكيد حرصه على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للمعارضة، تساءل مادورو: «هل سيسيرون في طريق الفاشية والعنف مرة أخرى، أم سيتبعون طريق السياسة والانتخابات»؟ وجدّد الرئيس الفنزويلي دعوته إلى الحوار السياسي مع كل أطراف المعارضة، داعياً المعارضة الفنزويلية إلى أن تعيد توجيه نفسها، وتؤمن بالمسار الانتخابي، وتصنع سياسة حقيقية، مؤكداً أنها بغير ذلك «سوف تُنسى في التاريخ».
وفي سياق منفصل، أعلن مادورو أن البرلمان الفنزويلي يجري حالياً مناقشة ومشاورات عامة بشأن قانون مكافحة الفاشية، وأشار إلى أنه يجب أن تكون لدى فنزويلا قوانين صارمة مناهضة للفاشية، ولا يمكن السماح بانتشار الكراهية أو العنف أو الاضطهاد، ولفت إلى أنه اعتباراً من أمس، ستكون فنزويلا مركزاً للمؤتمر التمهيدي العالمي لمناهضة الفاشية، وهو عبارة عن تكتل كبير من قادة وممثلي دول العالم الذين يدعمون الكفاح ضدّ الإمبريالية والاستعمار والفاشية.
كما أعلن الرئيس الفنزويلي أن الاقتصاد الفنزويلي حقق نمواً بنسبة 8 بالمئة، وقد يتجاوز 10 بالمئة في نهاية العام الجاري، وأكد أن «الاقتصاد مقدس، لأن مستقبل البلاد يعتمد عليه»، وشدّد على أن فنزويلا التي تتعرّض للتهديد الدائم بالعقوبات، وجدت الطريق لمواجهتها والتغلب عليها، لافتاً إلى أنها ليست الدولة الوحيدة في العالم، مشيراً إلى روسيا، على سبيل المثال، المثقلة بأكثر من 10 آلاف عقوبة، والتي أصبحت عملتها الخامسة في العالم وأصبحت الدولة الرابعة في التنمية الاقتصادية على مستوى العالم.
أما بالنسبة للصين، فقد رأى مادورو أنها تعد اليوم القوة الاقتصادية والتكنولوجية والتجارية الكبرى في العالم وأنّ عملتها أصبحت ثاني أكثر العملات استخداماً في التجارة الدولية، ولفت إلى أن اليوان الصيني عملة حقيقية، ولم يتم بناؤها على أساس أوراق المضاربة، وأكد مادورو أن العالم الجديد «وُلِدَ بالفعل»، وأنّ اليوان هو تعبير عن هذا العالم الجديد.
وكشف الرئيس الفنزويلي أن رجال الأعمال في الولايات المتحدة مهتمّون بشكل متزايد بالاستثمار مع بلاده، بعيداً عن الخطابات السياسية اللاذعة وتصريحات المتحدّثين باسم البيت الأبيض، كذلك أكد مادورو أن لا أحد يمكنه إخراج فنزويلا من معادلة الطاقة، مشيراً إلى وجود أكثر من 70 مستثمراً من دول «بريكس» وخارجها للاستثمار في النفط والغاز والبتروكيماويات في فنزويلا، ومشدداً على استعداد فنزويلا لهذه الاستثمارات لأنها ضمانة استقرار الطاقة في العالم.
واعتبر مادورو أن سياسة الإمبريالية في هذه المرحلة توجهها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، ويصمّمها «البنتاغون» الذي يفكر في السيطرة على العالم، وقال مادورو «إنهم يطوّرون سياسة السيطرة المطلقة، ويحشدون حلفاءهم من التيارات اليمينية المتطرفة والفاشية لإخضاع الدول التي ترفض الخضوع لسيطرتهم».