أصابع الاتهام تشير إلى «الجبهة الشامية» المعارضة لفتح المنفذ … الميليشيات تصعّد في تادف قرب «أبو الزندين» لمواصلة إغلاقه.. والجيش يرد
| حلب- خالد زنكلو
رد الجيش العربي السوري على تعديات ميليشيات أنقرة على نقاطه جنوب مدينة تادف بالقرب من منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل الطرف الغربي من مدينة الباب، حيث نفوذ الميليشيات بمناطق الحكومة السورية في ريف حلب الشمالي الشرقي، وحقق إصابات مؤكدة في صفوف مسلحي الميليشيات.
وكشفت مصادر مراقبة للوضع في منطقة «أبو الزندين» أن مبادرة ميليشيات أنقرة المعارضة لافتتاحه، إلى فرض التصعيد في محيطه، الهدف منها استمرار تعطيله والحيلولة من دون وضعه في الخدمة بعدما أججت الوضع منذ افتتاحه رسمياً في الـ18من الشهر الماضي، ومنعت عمل الشاحنات التجارية بين ضفتيه.
وذكرت مصادر أهلية في مدينة تادف، الذي يسيطر الجيش العربي السوري على شطرها الجنوبي في حين تهيمن ميليشيات أنقرة التي تسمى «الجيش الوطني» الموالي للإدارة التركية على الشطر الشمالي من المدينة، أن قذائف هاون مصدرها مواقع تمركز الميليشيات أطلقت باتجاه نقاط تمركز الجيش العربي السوري مساء أول أمس وصباح أمس الثلاثاء.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري أطلقت قذائف مدفعية وهاون نحو مصادر النيران، حيث أصابت أهدافها بدقة وفرضت هدوءاً حذراً قد يتبدد في أي وقت إذا ما كررت الميليشيات اعتداءاتها على نقاط وحدات الجيش العربي السوري.
وأشارت المصادر إلى أن تادف تشهد هدوءاً جنّبها التصعيد الميداني منذ أشهر، إلا أن سعي بعض ميليشيات أنقرة راهناً إلى تسخين المنطقة القريبة من المنفذ بغية مواصلة إخراجه من الخدمة لمصالح شخصية، قد يؤجج الوضع الميداني بريف حلب الشمالي الشرقي برمته، بخلاف رغبة أنقرة الساعية إلى فتح المنفذ التجاري لتحقيق مكاسب ومنفعة مشتركة لجميع الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ تشرين الأول 2019، عندما غزا جيش الاحتلال التركي مدينة تل أبيض شمال الرقة ومدينة رأس العين شمال غرب الحسكة.
ولفتت المصادر إلى أن القسم الجنوبي من مدينة تادف يبعد عن مدينة الباب إلى الجنوب الشرقي منها مسافة 2 كيلو متر لكنه متصل بأطرافها، على حين يبعد عن «أبو الزندين»، الواقع في الجهة الغربية من الباب، مسافة 6 كيلو مترات لجهة الشمال الغربي، وبذلك من شأن إشعال جبهة تادف من قبل ميليشيات أنقرة، التأثير ميدانياً على منطقة المنفذ وريف الباب بشكل عام.
مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة أشارت بأصابع الاتهام إلى ميليشيات «الجبهة الشامية»، التي تعارض إعادة افتتاح «أبو الزندين»، ورأت أن لها مصالح بإطلاق النار نحو تمركز وحدات الجيش العربي السوري في تادف من أجل تسخين المنطقة وتبديد استقرارها للتأثير سلباً على «أبو الزندين القريب من منطقة التصعيد.
ونقلت المصادر لـ«الوطن» عن متزعم في «الشامية» قوله: إن مسلحيها ردوا على قصف الجيش العربي السوري للجزء الشمالي من تادف، لكن مصادر محلية في المدينة أكدت لـ«الوطن» أن الميليشيات هي من بدأت القصف أولاً بقذائف الهاون نحو وحدات الجيش العربي السوري جنوب المدينة.