ثقافة وفن

الثقافة لغة الإبداع

| منال محمد يوسف

إنَّ الثقافة قد تُمثّل لغة مهمة من لغات الإبداع وتحمل جمالية ترميزه بشكلٍ أو بآخر، وقد تُشكل حالة فريدة من حالات الإبداع العقليّ المستمر، الذي قد يظهر في أبهى أشكاله المختلفة ويتخذ الشيء الكثير من سموّ تجليات الإبداع الحقيقيّ الذي يسترحب بمدّاه العظيم، والذي قد يظهر فيما يبتدعه العقل الذي من المفترض أن يحمل سرّ جاذبية التفكير العقلانيّ الهادف، والذي يرمز إلى ما يُسمى التفكير الإبداعيّ الإيجابيّ وبعض علائمه المميزة، والتي قد تبدو كشموس المعرفة المتجدّدة التي لا ينطفئ نورها الوهّاج في حالٍ من الأحوال، وإنما تبقى كبحرٍ «خُلقَ من ماء المعارف» وبقيت أمواجه تُقدّم ما يُسمّى عظيم زبدها الجماليّ، وهكذا يتبين بأن الثقافة قد تُمثّل فيما تُمثّل حقيقة واضحة من حقائق الإبداع الثقافيّ المميز والذي قد بدو كأنّه يحمل شعاع المعرفة الأول وسرّ الأبجديات وإن ألقي نورها الوهّاج على شط الأزمنة الغابرة.

كل هذا يجعلنا نستقرئ أهمية الثقافة ونورها الإبداعيّ الأسمى وحقيقة تكوينها الجماليّ الذي تتسع مداراته بشكلٍ لا يوصف، وبالتالي قد تبرز حقيقة قيمته المعرفية وبعض خصائصها المدروسة اللغة المعرفيّة المهمة.

كل هذا يجعلنا نستقرئ الثقافة ولغتها الإبداعية وحقيقة البعد الإبداعيّ الذي يتبع له بشكلٍ أو بآخر، ونُدرك بأن الثقافة قد تُمثّل «شراع الإبداع الحقيقيّ وصوت العقل الإنسانيّ» وبذلك تحاول أن تشجع على دمج منطق الأشياء مع روح الجمال الإبداعيّ حتى يأتي ذلك الشيء المهم الذي قد يُسمّى «تماهي قوة الإدراك العقلاني مع سياق الإبداع الفكريّ ومسببات وموجبات الأمر الثقافي»، وهنا تظهر لغة الثقافة الإبداعية ويظهر أمرها وكأنّه يحمل مميزات الشيء الإبداعيّ وتواريخ نطقه وبهاء قوله البلاغيّ الجاد والمستجد في آن معاً.

كلّ هذا يُظهر ذاك الشيء الذي يُسمى «الثقافة وقوّة النطق البلاغيّ» وأحكام أمرهما المبدئي الذي قد يسمو بوقائع الأمر الثقافيّ حتى يُظهره وكأنه صفة مهمة من صفات التجلي الثقافيّ المهم.

كل هذا يؤكد لنا أهمية الثقافة الإبداعية وأحكام منطقها وتجليات طرائق تكوينه الأمثل الذي يسمو حتى يبلغ منطق مُثاقفة الأشياء مع المفهوم الإبداعيّ الذي يتبع له، والذي يحاول أن يوقد جذوته المثلى، ويودع الشيء الثقافي بين قابيّ الرقي الثقافيّ ومنطق لغته الإبداعيّة العظيمة المنشأ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن