حسرة وغصة
| بسام جميدة
تابعنا في اليومين السابقين المرحلة الثانية من التصفيات المونديالية بحسرة وغصة لأن منتخبنا لم يكن من بين المتبارين، وقد شاهدنا المستويات خلال المرحلتين التي جرت، لا نريد أن نفتح دفاتر الوجع العتيقة، فسجلات كرتنا موسومة بالخيبات، حتى لتكاد تطغى على بعض الإشراقات، المنافسة شرسة وقوية وفارق الإمكانيات توضحت عبر منتخبات فرضت نفسها، ومنتخبات لم تستفد مما توافر لها من إمكانيات، وكانت المفاجأة الجميلة منتخب إندونيسيا الذي بدا كم هو متطور.
في العموم لن ينفع اللوم ونحن نقف متفرجين على غيرنا، ولكنَّ عزاءنا اليوم أننا بدأنا في الخطوة الأولى التي نتمنى أن تكون مثمرة.
الطريق طويلة وما تم خلال المشاركة في دورة نهرو بالهند يجب أن يكون مفتاحاً لصندوق العمل الذي لم يُفتح بشكل صحيح حتى الآن، واستثمار المدرب ورؤيته يجب أن يشرف عليها من هو مؤتمن وخبير عندما يقدمها المدرب بمشروع مكتوب وليس شفهياً عبر مؤتمر عابر، وباعتقادي ستكون أمامه الرؤية أوضح عندما يخوض التجربة الثانية مع المنتخب، وبالتالي سيكون مطالباً بأن يقدم لنا ما ينوي عمله للمرحلة المقبلة، فإما أن يصدَّق عليها الاتحاد ويعلنها وإما أن يرفضها حسب ما يملك من طموحات وإمكانيات وإلى أين يريد أن يصل مع المدرب الجديد.
المسألة ليست كيمياء أبداً، بل مكاشفة علنية وواقعية من دون أن يكون هناك شطح بالأمنيات، والتفكير ضمن الواقع المتاح كي لا نصطدم بما سيحدث.
مسألة التطبيل المبكر، وتشغيل الصفحات الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي لكل من يتحدث بواقعية مسألة باتت مقززة من صغار النفوس، ولن تفيد بلجم الأفواه، ومنتخبات الوطن ليست ملكية خاصة، وعندما يفرض المنطق نفسه عبر الوقائع التي يدلي بها كثير من الفنيين والمهتمين والإعلاميين يجب أن تكون رؤية تُحترم من المعنيين، مع قناعاتنا الكاملة بما أوردناه في أوقات كثيرة من أفكار يجب البناء عليها، ألا وهي تغيير العقلية التي يتم التعاطي بها مع الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، والواقع المترهل في كثير من الجوانب بحاجة إلى عمليات علاجية وليست ترميمية، ومع ذلك سنبقى متفائلين لعل وعسى تصل كرتنا حيث الحلم المشتهى، والسفينة تبقى تتقاذفها الأمواج ولا تصل إلى حيث وجهتها الصحيحة إن لم يقدها سفّان ماهر.