شؤون محلية

90 بالمئة من إنتاج السويداء من الفواكه يصدّر إلى الخارج … رئيس غرفة زراعة السويداء: طرحنا مشكلة منطقة «اللوا» على وزير الزراعة وقدّمنا مذكرة لرئيس الحكومة

| السويداء – عبير صيموعة

استطاع عدد من المزارعين والمستثمرين ممن قاموا بالاستثمار ضمن أراضي منطقة اللوا تحويل الأراضي القاحلة هناك إلى بساتين خضراء حققت حالة من الاستقرار المعيشي والانتعاش الاقتصادي لأهالي المنطقة بالعموم وأهالي القرى التي تم الاستثمار ضمنها على وجه الخصوص في قرى أم الزيتون، ورغم الجهود المبذولة هناك والأموال التي جرى استثمارها إلا أن الإجراءات الروتينية والقرارات الخشبية لوزارة الزراعة حالت دون منح هؤلاء التنظيم الزراعي الذي من شأنه تقديم الدعم الزراعي لمشروعاتهم بمستلزمات الإنتاج من أسمدة ومحروقات وأدوية.

وأوضح المزارعون لـ«الوطن» أن البدايات كانت بإقامتهم أول المشروعات الزراعية على ساحة المحافظة التي حققت إنتاج آلاف الأطنان من القمح والبطاطا عن طريق زراعة القمح المروي، وإقامة البيوت البلاستيكية لإنتاج بذار البطاطا بعد التعاقد على كلا المحصولين مع المؤسسة العامة لإكثار البذار، مشيرين إلى أن المردودية الإنتاجية الجيدة كانت حافزاً ومشجعاً لهم على زيادة المساحات المستثمرة، وإضافة عدد من الزراعات التي جذبت رؤوس الأموال من المغتربين والمستثمرين من أبناء المحافظة الذين قاموا بحفر الآبار المرخصة أصولاً من الموارد المائية وزراعة الخضار المتنوعة من «بندورة- بطاطا– ثوم- القرنبيط- الملفوف– بازيلاء» وأدت إلى إنعاش القرى على خط منطقة اللوا من جراء تأمينها فرص عمل لأكثر من 500 أسرة بمعدل يتراوح بين 1500 وألفي عامل ما يؤدي إلى الازدهار الاقتصادي والمعيشي هناك.

ولفت المزارعون إلى أن نجاح المشروعات المتتالي دفع إلى استثمار أراض إضافية بزراعة الأشجار المثمرة المستوردة «حصراً» من الدراق بكل أصنافه والمشمس بكل أصنافه والفستق الحلبي واللوز والجوز والبندق والخرمة والرمان والخوخ والعنب بكل أصنافه والتفاح والإجاص والتي حققت زراعتها نجاحاً متميزاً باعتمادهم مشروعات الري الحديث بطريقة التنقيط لتتجاوز المساحات المزروعة من محاصيل وخضار وأشجار مثمرة حالياً أكثر من 5 آلاف دونم أغلبيتها من الأراضي غير الصالحة لزراعة البقوليات أو المحاصيل الحقلية نظراً لطبيعة الأرض شبه الصحراوية لتلك المنطقة.

وأكدوا أن أغلب التجار والمصدرين السوريين في دمشق والمحافظات الأخرى يتزاحمون على منتجات المحافظة لمنافستها خارجياً حيث يتم تصدير ما يقرب من 90 بالمئة من كميات الفواكه المنتجة إلى الخارج، حيث وصل الإنتاج من ثمار الدراق وحدها إلى 75 ألف طن بعد أن كان إنتاجها بمعدل 20 ألف طن خلال عام 2020 وبعد أن كان يتم استيرادها من الأردن قبل عام 2010، الأمر الذي حقق قطعاً أجنبياً شكل دعماً للاقتصاد الوطني فضلاً عن تحويل الأراضي القاحلة إلى قطعة من غوطة غناء، إضافة إلى تحقيق الآلاف من فرص العمل التي أنعشت قرى المنطقة بالكامل.

ولفت المزارعون ممن قاموا بالاستثمار هناك إلى أنهم حاولوا مراراً وتكراراً مع وزارة الزراعة اتباع المرونة في القرارات والعمل على منحهم تنظيماً زراعياً لتلك المساحات المستثمرة ليكون بمنزلة الدعم لتأمين مستلزمات العملية الزراعية من بذار وأسمدة ومحروقات نظراً لشرائها كاملة من السوق السوداء، مشيراً إلى أنه رغم تقديمهم كامل الإنتاج من القمح المروي لمؤسسة الحبوب وحصولهم على المراتب الأولى بإنتاج بذار البطاطا ضمن مشروعات إكثار البذار إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، مؤكدين مطالبتهم وزير الزراعة خلال زيارته الأخيرة إلى السويداء بضرورة منحهم الترخيص الزراعي أسوة ببعض المزارعين في الريف الغربي للمحافظة ممن استثمروا أراضيهم بإنتاج الأشجار المثمرة والذين حصلوا على استثناء من رئاسة مجلس الوزراء خلال سنوات سابقة وكان رد الوزير «روحوا للجهة التي منحتهم الاستثناء»؟

بدوره رئيس غرفة زراعة السويداء بهيج الطويل أوضح لـ«الوطن» أن المشروعات الزراعية في منطقة اللوا تقع ضمن منطقة الاستقرار الثالثة التي تتضمن أراضي لا تحقق الجدوى المطلوبة منها بزراعة المحاصيل الحقلية من القمح والشعير، حيث قام عدد من المزارعين والمستثمرين بتحويلها من أراض جرداء إلى غوطة خضراء بإقامة مشروعات زراعية دعمت الاقتصاد الوطني وأنعشت المنطقة ومن المفترض من وزارة الزراعة تقديم الدعم المطلوب لتلك المشروعات التي أغنت أسواق الهال في المحافظات بالخضار والفواكه وحققت نسبة صادرات عالية من تلك المنتجات التي حققت دعما لخزينة الدولة بالقطع الأجنبي.

ولفت إلى أنه في اجتماع الهيئة العامة للغرف الزراعية تم طرح الإشكالية أمام وزير الزراعة الذي لم يبد أي تعاون الأمر الذي دفع الغرفة إلى تقديم طلب عن طريق اتحاد الغرف الزراعية إلى رئاسة مجلس الوزراء بضرورة منح تلك المشروعات التنظيم الزراعي المطلوب والذي من شأنه دعم تلك المشروعات بمستلزمات الإنتاج، متمنياً تجاوب الحكومة مع تلك المطالب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن