عربي ودولي

المناظرة الأولى ركزت على الشرق الأوسط وأوكرانيا ومستقبل أميركا … ترامب وهاريس يتبادلان الاتهامات بالكذب والفشل قبل شهرين من انتخابات الرئاسة

| وكالات

تناولت أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين للرئاسة الأميركية الديمقراطية كمالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب عدداً كبيراً من الملفات الداخلية والخارجية، ولاسيما الحرب الإسرائيلية على غزة والشرق الأوسط وأوكرانيا ومستقبل أميركا وديمقراطيتها.
وانتهت المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين بتأكيد الطرفين خياراتهما السابقة عن حقوق الإجهاض وسياسات الهجرة والحدود واقتناء السلاح وخيارات الاقتصاد الأميركي والتضخم، إضافة إلى السياسات الخارجية، وبشكل خاص حرب أوكرانيا والحرب في فلسطين المحتلة والمواجهة الإستراتيجية مع الصين، حسب وسائل إعلام أميركية.
وتبادل المرشحان الاتهامات بالكذب والتزوير والفشل والعجز عن القيام بالمهام المطلوبة بشكل واسع ومتكرر قبل أقل من شهرين على إدلاء الأميركيين بأصواتهم لاختيار رئيسهم يوم الانتخابات، وتحدث ترامب 43 دقيقة استغلّ 13 منها لمهاجمة هاريس، فيما استغرقت هاريس 17 دقيقة لمهاجمة ترامب من أصل 37 دقيقة تكلمت خلالها.
وبشأن القضايا الاقتصادية التي تشغل الجمهور الأميركي، أجاب المرشحان عن السؤال الافتتاحي: «هل تعتقد أن الأميركيين أصبحوا أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل أربع سنوات؟»، فأكدت هاريس أنها تخطط لبناء «اقتصاد الفرص»، متعهدةً «بمعالجة تكاليف الإسكان ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة»، في المقابل، رد ترامب على هاريس، متعهداً بفرض رسوم جمركية على دول أخرى، وذكر الصين على وجه الخصوص، قائلاً: إن الحكومة أخذت «مليارات» من البلاد من خلال الرسوم الجمركية التي ظلت سارية حتى بعد مغادرته منصبه.
ولكن هاريس ردّت بأن ترامب «ترك لنا أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم.. وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها دونالد ترامب»، محذرة من «المشروع 2025»، وهو «خطة مفصلة وخطيرة» تقول هاريس إن ترامب «سينفذها إذا تولى منصبه».
وبشأن قانون الإجهاض، وهو إحدى أبرز القضايا الشائكة لدى الجمهور الأميركي، قال ترامب: إن الديمقراطيين يريدون السماح بالإجهاض في «الشهر التاسع» من الحمل، واصفاً إياهم بأنهم «متطرفون»، وأنّ تيم والز، الذي اختارته هاريس لمنصب نائب الرئيس، دعا إلى الإجهاض في الشهر التاسع، وبرّر ترامب موقفه الشخصي بأنه «ليس مؤثراً»، وأنه «ساعد في إعادة القضية إلى الولايات لاتخاذ القرار»، مؤكداً أنه «يؤمن بالاستثناءات في حالات الاغتصاب وغيرها».
من جهتها، ردت هاريس على تعليقات ترامب بشأن الإجهاض بقولها: «لا توجد ولاية في هذا البلد تقونن قتل طفل بعد ولادته»، مشيرةً إلى أن منافسها الرئيس السابق عيّن ثلاثة من قضاة المحكمة العليا الذين ألغوا الحق الوطني في الإجهاض قبل عامين، وقالت إن العديد من الولايات أقرت «حظر الإجهاض الذي فرضه ترامب، والذي لا يستثني الاغتصاب والزنا»، معبرة عن تضامنها مع النساء وصحتهن الجسمانية.
أما قضية الهجرة وأمن الحدود واستقبال المهاجرين غير الشرعيين، فقد ألقت هاريس اللوم فيها على ترامب بسبب جهوده لإفشال مشروع قانون أمن الحدود الذي تبناه الحزبان، مروّجة لعملها باعتبارها «الشخص الوحيد في هذا المسرح» لملاحقة المهربين على الحدود، وردّ ترامب على كلامها بالقول إن «الديمقراطيين سمحوا للملايين من المهاجرين بالدخول إلى البلاد، ما أدى إلى انخفاض نسبة الجرائم في العالم وارتفاعها في الولايات المتحدة»، زاعماً أن المهاجرين «يأكلون الحيوانات الأليفة» في سبرينغفيلد في ولاية أوهايو، وهو ما نفاه عمدة المدينة.
وبشأن الحرب المستمرة على غزة، سأل المحاوران هاريس عن الكيفية التي قد تتعامل بها مع حرب إسرائيل على القطاع، وكيف قد تتمكن من الخروج من حالة الجمود، فكررت بعض تصريحاتها السابقة العامة بشأن هذه القضية، بأن «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن من المهم أن تعرف كيف»، وأضافت: «يجب أن تنتهي هذه الحرب، يجب أن تنتهي على الفور»، مشددةً على «حلّ الدولتين وإعادة إعمار غزة».
في المقابل، ردّ ترامب باتهام هاريس بأنها «تكره إسرائيل»، وقال: إنه «إذا تم انتخابها فإن إسرائيل ستتم إزالتها من الوجود بغضون عامين»، وأكمل: «ما يحصل في الشرق الأوسط ما كان ليحصل خلال رئاستي، وسأحل هذا الموضوع، وأنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا».
وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال ترامب: «أريد أن تتوقف الحرب»، وتحدث عن تكلفة الحرب على الولايات المتحدة، وقال إن أوروبا «تدفع أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة»، من جهتها، ردّت هاريس بالقول: «حلفاؤنا في الناتو ممتنون للغاية لأنك لم تعد رئيساً، وإلا لكان بوتين يجلس في كييف وعيناه على بقية أوروبا».
كذلك، تطرق الطرفان إلى مسألة القضاء وانفكاكه عن السياسة الحاكمة في البيت الأبيض، إذ اتهمت هاريس «ترامب بسبب تاريخه الإجرامي»، وردت على مزاعمه بشأن «جرائم المهاجرين»، واصفةً إياه بأنه «شخص تمت مقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي، والتدخل في الانتخابات، والقيام بجرائم اقتصادية»، ورد ترامب بأنها «قضايا مزيفة»، في إشارة إلى القضايا التي تمت مقاضاته بها، وتحوّل النقاش إلى أحداث الكابيتول في كانون الثاني من العام 2021، إذ سُئل ترامب عن دوره في اقتحام أنصاره للمبنى، ليجيب بأن خطابه «لم يتضمن أي دعوات للعنف».
وتعليقاً على كلامها، وصف ترامب هاريس بأنها «أسوأ نائب رئيس في التاريخ»، وقال: إنها فشلت في منع الحرب من خلال التفاوض بين أوكرانيا وروسيا قبل الحرب، وعندما سُئلا عن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، قالت هاريس: إنها «وافقت على التزام بايدن بإخراج القوات الأميركية من البلاد»، ولكنها أضافت: «من المهم أن نتذكر كيف حدث الانسحاب»، معتبرةً أن «ترامب تفاوض كرئيس على واحدة من أضعف الصفقات التي يمكنك تخيلها» مع طالبان، أما ترامب، فقد أجاب: «كنا سننسحب من أفغانستان من دون خسارة أي جندي ومن دون ترك المعدات خلفنا، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك».
وختمت هاريس كلمتها بالقول إنها وترامب «تملكان رؤيتين مختلفتين للغاية» لأميركا، مكررة شعار حملتها الانتخابية: «لن نعود إلى الوراء، يمكننا رسم طريق جديد للمضي قدماً»، في حين حذر ترامب في الختام من «انحدار الأمة»، وقال: إن «سياسات هاريس لا تعني شيئاً، لأنها كانت في السلطة بالفعل لمدة أربع سنوات تقريباً ولم تحقق أياً منها»، محذراً من أن «الحرب النووية محتملة إذا فازت هاريس».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن