طهران وبغداد وقعتا 14 مذكرة تفاهم نحو علاقة إستراتيجية.. ورشيد: إيران دولة مهمة … بزشكيان: نريد عراقاً قوياً ومستقراً … السوداني: العدوان على غزة يهدد أمن المنطقة
| وكالات
أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، توقيع 14 مذكرة تفاهم «تمثل نقطة انطلاق» لتوسيع العلاقات الثنائية مع إيران، في حين أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي يزور العراق أن بلاده حريصة على تمتين العلاقات مع العراق في شتى الميادين، مبيناً أن إيران تريد عراقاً قوياً ومستقراً وآمناً تسوده الأخوة والهدوء.
ووصل الرئيس الإيراني، أمس الأربعاء، إلى العاصمة العراقية بغداد في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيساً في تموز الماضي، وتأتي الزيارة تلبيةً لدعوة نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، حيث استهل بزشكيان زيارته بوضع إكليلٍ من الزهور عند مكان استشهاد القائدَين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس عند مدخل مطار بغداد الدولي، وتستمر زيارة الرئيس بزشكيان إلى العراق ثلاثة أيام تتضمن زيارة البصرة والنجف وكربلاء وأربيل والسليمانية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني، شدد السوداني على أن العدوان الإسرائيلي على غزة مهدد للاستقرار في المنطقة، ودعا المجتمع الدولي للاضطلاع بمهامه ضمن هذا السياق، من جهته، دعا بزشكيان إلى تفعيل الاتفاقات الأمنية بين إيران والعراق لردع الإرهابيين ومن يريد استهداف الأمن بالمنطقة، مشدداً على أن ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة يكشف زيف الادعاءات الغربية بشأن حقوق الإنسان، ولاسيما أن الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ترتكب بالأسلحة الأميركية.
وقبل ذلك، استقبل السوداني، بزشكيان في القصر الحكومي ببغداد، حيث شهد اللقاء بحث جملة من الملفات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، التي تهدف إلى تعزيز مستويات التعاون والشراكة بين البلدين، وفق وكالة الأنباء العراقية «واع».
وخلال اللقاء، أبدى الرئيس الإيراني رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الثنائية، والمضي في برامج التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين، كما قدّم بزشكيان إلى السوداني لوحة تضمّنت رسالة من قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي، جدد فيها تقديره وشكره للعراق حكومةً وشعباً.
وشهد الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء العراقي مراسم توقيع 14 مذكرة تفاهم، في مجالات وقطاعات مختلفة، حسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية «واع» عن بيان رئاسة مجلس الوزراء العراقي، بدوره استقبل الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، الرئيس الإيراني والوفد المرافق في قصر بغداد، حيث أشاد بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، مبيناً أن إيران دولة جارة مهمة للعراق ولها مكانتها الإقليمية الكبيرة في دعم واستقرار المنطقة، كما دعا رشيد إلى إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة، والتوصل إلى تفاهمات مُرضية للجميع حول تقاسم المياه.
بزشكيان أكد بدوره حرص بلاده على تمتين العلاقات مع العراق في شتى المجالات، معرباً عن تطلع بلاده لإيجاد مزيد من الفرص وآليات التعاون، التي يمكن البناء عليها في توثيق عرا الروابط بين البلدين، إضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة لوضع برنامج إستراتيجي بما يشمل إقليم كردستان.
وقبل زيارته، أكد بزشكيان في حديثٍ لوسائل إعلام رسمية إيرانية، الروابط الوثيقة التي تجمع بين العراق وإيران منذ القدم، كدولتين جارتَين وصديقتَين تربطهما علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية، وقال: «من الطبيعي أن يكون سفري الأول خارج البلاد إلى العراق، استكمالاً للسياسات العامّة في البلاد التي أكدت عليها القيادات سابقاً بخصوص تعزيز العلاقات مع دول الجوار».
من جهته استعرض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح قبيل وصول بزشكيان إلى بغداد مجالات التعاون العديدة بين البلدين سواء في المجال الاقتصادي أم الإقليمي، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ستعمل على توسيع العمق الإستراتيجي للعلاقات بين البلدين والارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مرحلة جديدة، وقال هناك ما يقارب 15 مذكرة تفاهم جاهزة.
بدوره، كشف السفير الإيراني لدى العراق محمد كاظم آل صادق، أن «زيارة الرئيس الإيراني تشمل مدينتَي بغداد والبصرة وإقليم كردستان، وأنها تهدف إلي تطوير العلاقات بين البلدين، فضلاً عن التعاون الإقليمي والدولي وآخر التطورات في منطقة غربي آسيا»، في حين لفت القنصل الإيراني في البصرة علي عابدي إلى أن زيارة بزشكيان إلى البصرة ستكون الأولى على مستوى الرئاسة الإيرانية للمحافظة منذ 100 سنة.
بالتزامن، مع زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق، أوضح مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أن اختيار العراق ليكون الوجهة الخارجية الأولى لبزشكيان مرتبط بمكانة العراق الرفيعة بالنسبة إلى إيران، مشيراً إلى أن هذه الزيارة سيكون لها تأثير مهم للغاية في المستقبل السياسي للعلاقات الإيرانية العراقية، وفي السلام والاستقرار الإقليميين، مشدداً على أنه لم تكن هناك أي مشكلات بين البلدين «إلا التي فرضتها الولايات المتحدة وأذنابها في المنطقة».
ولفت ولايتي في مقابلة مع «الميادين نت» إلى أن إيران والعراق هما في الوقت الحاضر، ركنان رئيسيان في جبهة المقاومة، وفي محاربة إسرائيل وقوى الاستكبار والغطرسة، قائلاً: «كما طرد الشعب الإيراني الولايات المتحدة من أراضيه، يقوم العراقيون بالعمل نفسه»، مشدداً على أن الإرهابيين تلقوا «هزيمة نكراء بفضل جهاد وتضحيات القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وغيرهما من مقاتلي جبهة المقاومة»، كما أدان ولايتي تجاهل الجرائم المتزايدة التي يرتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين، مشدداً على وجوب التفكير عملياً في مساعدة الفلسطينيين المضطهدين الذين يُذبَحون كل يوم».
من جهة أخرى، نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تزويد بلاده روسيا بالصواريخ الباليستية، موضحاً أن التقارير الأميركية والأوروبية التي تزعم ذلك تستند إلى معلومات خاطئة، وقال في منشور عبر حسابه في منصة «إكس»، أن «الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) تتخذ إجراءات ضدّ طهران «بناءً على معلومات استخبارية خاطئة ومنطق معيب»، مضيفاً: إن «العقوبات ليست حلاً، بل هي جزء من المشكلة».
وفي موسكو، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إجمالي استثمارات شركات النفط الروسية في قطاع الطاقة بالعراق تجاوز 19 مليار دولار، ويتم تنفيذ مشاريع كبيرة بمشاركة شركات النفط الروسية، وقال خلال زيارته معرضاً مخصصاً للذكرى 80 للعلاقات الدبلوماسية الروسية العراقي في موسكو أمس: «لقد كانت صناعة النفط والغاز تقليدياً العنصر المركزي في تعاوننا العملي، ويتجاوز إجمالي حجم الاستثمارات الروسية في قطاع الطاقة العراقي 19 مليار دولار».