عربي ودولي

شتاينماير أكد من القاهرة أن الوضع في القطاع كارثي ولا بد من إنهاء المأساة … السيسي: استخدام التجويع سلاحاً أمر خطر وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان

| وكالات

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أمله بأن تمارس أوروبا ضغطاً من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مبيناً أن استخدام الغذاء كسلاح لتجويع الفلسطينيين أمر خطر وينتهك حقوق الإنسان، في حين أشاد الرئيس الألماني فرانك شتاينماير، بدور مصر في إيصال المساعدات إلى القطاع.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني في القاهرة، قال السيسي: «40 ألفاً سقطوا في الصراع بغزة، ثلثاهم من الأطفال والنساء»، وأردف: «سلاح الجوع أمر خطر جداً وكان له تأثير على مصداقية وفكرة القيم الخاصة بحقوق الإنسان التي نتحدث عنها منذ سنوات طويلة.. فهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكان على مرأى ومسمع منّا كلنا ولم نستطع أن نفعل شيئاً حياله»، وأشار إلى أن مصر تعمل مع الولايات المتحدة وقطر من أجل التوصل لاتفاق يحقق الاستقرار وينهي المعاناة في قطاع غزة.
وأوضح السيسي أنه ناقش مع نظيره الألماني، ملف مياه النيل وتحديداً سد النهضة وعملية التفاوض مع إثيوبيا ومحاولة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم على مدار 10 سنوات بشأن ملء وتشغيل السد، طبقاً للمعايير والقوانين الدولية للأنهار العابرة للحدود، مبيناً أن مصر ليست لديها وسيلة أخرى للحصول على المياه غير نهر النيل الذي يتحرك منذ آلاف السنين بلا عوائق.
بدوره، أشاد الرئيس الألماني فرانك شتاينماير، بدور مصر في توصيل المساعدات إلى قطاع غزة، قائلاً: «ما كان للمساعدات أن تصل لولا دور مصر، وهي تقوم بدور محوري في توصيل المساعدات الإنسانية، لأن الوضع الإنساني في غزة لايزال كارثياً، ويتعين أن نصل إلى اتفاق لوقف الحرب»، وتابع: «الحرب في غزة طالت والمعاناة والموت يجب أن تكون له نهاية، ونود أن يكون هناك توافق رغم صعوبة الطريق، يمكن أن نصل إليه بما يسمى خطة بايدن للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ولاسيما أن من بين الأسرى ألماني الجنسية ونحن نهتم بالإفراج عن الأسرى وأن يكون لهذا الأمر أولوية قصوى».
وأشار إلى أن هناك مصالح مشتركة بين مصر وألمانيا فيما يتعلق بالأمن البحري في البحر الأحمر، وقال: «مهتمون جداً بأن يكون هناك أمن في خطوط الملاحة الدولية، وقناة السويس بمنزلة شريان حياة لنا ولأوروبا بالكامل، وتحدثنا في لقائنا اليوم عن التطورات في ليبيا والسودان بشكل مباشر، لأننا نعيش أوقاتاً عصيبة ومن المهم أننا نعتمد على دور مصر الجاد في المنطقة، ونحن ممتنون ونقدر التعاون بين البلدين».
وبدأ الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الأربعاء زيارة تستغرق 3 أيام إلى مصر، بهدف بحث الصراع في الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات الثنائية والشراكة بين البلدين، حيث يرافق شتاينماير وفد اقتصادي، إذ تُعد ألمانيا الشريك التجاري الأهم لمصر في أوروبا والرابع على مستوى العالم.
وفي سياق منفصل، بعث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة نجاح الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، مباركاً تجديد ثقة الشعب الجزائري له لقيادة البلاد، وأشار السنوار إلى أنه «يبعث رسالته في ظل الملحمة البطولية التي يسجلها شعبنا الفلسطيني ومقاومته بكل بسالة وصمود في معركة طوفان الأقصى، رغم ما يتعرض له من حرب الإبادة الجماعية، وهمجية الاحتلال الصهيوني النازي، الذي يعادي كل مظاهر الحياة، ويقتل الإنسانية في قطاع غزة، ويعتدي على أبناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، في تجاوز وتحدٍ سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية»، وفق «المركز الفلسطيني للإعلام».
وجدد السنوار تثمينه الدور الجزائري في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه في المحافل الدولية، كما تطلع إلى «استمرار وتطوير هذا الدور الداعم والمساند في كل المجالات لتعزيز صموده ومقاومته، وصولاً إلى وقف العدوان الغاشم ودحر الاحتلال وتحقيق حلم الشعب الفلسطيني بالتحرير والعودة، كما تحرر الشعب الجزائري العظيم، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».
إلى ذلك انطلقت أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين مع سفراء وممثلي دول أميركا الجنوبية والكاريبي المعتمدين لدى مصر، بشأن دعم دولة فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، حيث أشاد مندوب دولة فلسطين في الجامعة العربية مهند العكلوك، بالدعم المالي والمساعدات التي تقدمها دول أميركا اللاتينية للشعب الفلسطيني من خلال وكالة «أونروا» والتصويت لمصلحة تجديد تفويض عملها، وبتصويت معظم دولها لمصلحة قرارات الأمم المتحدة التي طالبت بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقرار الجمعية العامة الذي أكد أحقية حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مع تأسفنا على معارضة الأرجنتين لذلك القرار وامتناع البارغواي عن التصويت.
وأكد العكلوك أن دولة فلسطين ومن خلال المجموعة العربية، وبالتنسيق مع المجموعات الإقليمية الأخرى، ستقدم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، يضع الآليات التنفيذية لتطبيق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن عدم قانونية الاحتلال، إضافة إلى ذلك كلف مجلس الجامعة الوزاري المجموعة العربية في نيويورك ببدء خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بدورهم أكد سفراء وممثلو دول أميركا الجنوبية والكاريبي دعم بلادهم الكامل للحق الفلسطيني المشروع في نيل دولة فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وأن دولهم ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني ومنحه حقه في تقرير المصير وفقا لقرارات الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن