ثقافة وفن

الغابة عرض مسرحي للأطفال على مسرح الحمراء … لميس محمد لـ«الوطن»: استمتع بالعمل مع الأطفال ولا بد أن ندعم مسرح الطفل

| مصعب أيوب

على خشبة مسرح الحمراء بدمشق وبرعاية مديرية المسارح والموسيقا انطلق العرض المسرحي الموجه للأطفال «الغابة» يوم الخميس عند الساعة السادسة مساء وهو من إخراج لميس محمد.
تتمحور قصة العمل حول غابة يعيش حيواناتها حياة رغيدة هادئة يعمها السلام بوجود حيوانين مهمين يحميانها وهما الدب والذئب، وبسبب حادثة ما يموت الذئب لتبقى مهمة رعاية الغابة مسؤولية الدب بالتعاون مع النمر الصغير، ولكن مكر الثعلب وخبثه يجعلانه يخطط لبعض المكائد ويقوم بإلهائه، ما يجعل الأمور تتجه نحو السوء ليقرر الدب نفي الثعلب الذي بدوره يعود لينتقم في ليل مظلم بتلويث ماء النهر الذي تشرب منه الحيوانات، ليدرك النمر فيما بعد حقيقة الأمر ويقوم بمخاصمة الثعلب وتأنيبه وطرده بعيداً، لنستخلص عبرة في النهاية أنه لا يمكن لجميع الأشخاص المحيطين بنا أن يكونوا أنقياء وصادقين.
في كلمة لـ«الوطن» أوضحت مخرجة العرض لميس محمد أن العرض يسعى إلى تغيير الفكرة السائدة حول مسرح الطفل، إذ لا بد أن نجعله مسرحاً احترافياً ونوليه أهمية كبيرة، فللطفل كل ما نقدم ومنه تأتي مثل هذه الأفكار وله تقدم، وأكدت محمد أنها تستمتع كثيراً بالعمل مع الأطفال لأنهم دائماً يحفزون بداخلنا بعض الاستفسارات والأسئلة التي تخلق المتعة لديك عند البحث عنها وفي محورها، وبينت أن العرض في هذه المرة والتحضير كانا أكثر صعوبة من العرض السابق في مدينة الأحلام، لتؤكد أن الأطفال اختاروا الشخصيات التي سيلعبونها بأنفسهم دون أن يملي عليهم أحد ذلك.
مؤكدة أنه عندما يقوم الطفل بتأدية دور ما في عرض مسرحي فإن ذلك سيخلق بيئة تواصلية بينه وبين المتلقي الذي يكون في معظم الأحيان أيضاً من فئة الأطفال، مشيرة إلى أن هذه العروض ومسرح الطفل تشكل دعماً للطفل وتخلق عنده حباً للثقافة والتعمق في الاطلاع والاكتشاف.
الطفلة ليم الحسنية التي لعبت دور الراوي للأحداث قالت: كانت الأجواء ممتعة جداً وقد سبق ما شاهدتموه جهد كبير وتحضير طويل استمر قرابة 3 أشهر، وأنا أحببت أن أقدم دور الراوي لأنه يتكلم باللغة العربية الفصحى البسيطة المحببة والخفيفة، ولكن من بعض ما واجهته هو أن النص تغير مرات عديدة، وفي كل مرة كنت أحفظ فيها النص الذي سأرويه يقوم فريق العمل بإضافة بعض الأفكار أو حذف بعضها واضطر إلى حفظ النص من جديد، ولكن ذلك كان ممتعاً بالنسبة لي كثيراً، وأنا لا استطيع أن أصف سعادتي اليوم بعد أن شاهدت الحضور وتفاعلهم مع ما قدمناه وآمل أن نقدم شيئاً أجمل وأفضل وأهم في قادم الأيام، وأنا أريد أن أشكر المخرجة لميس على ثقتها بنا وإيمانها بقدراتنا وصبرها على التعامل معنا.
الطفل محسن سليمان الذي قدم شخصية الدب أعرب عن سعادته الكبيرة بانضمامه للفريق وبالتعاون الجديد مع المخرجة لميس بعد أن قدم ضمن فريقها سابقاً عرض مدينة الأحلام في دار الأوبرا بشخصية رئيس اللجنة، وأشار إلى أن شخصية الدب في العمل تحمل الخير الكثير وتسعى لرعاية الحيوانات الأخرى وتقديم العون لها، وعن معرفته بمشية الدب وبعض خصائصه يوضح سليمان أنه اطلع على بعض الكتب وحكايا الحيوانات والغابات وشاهد بعض العروض الكرتونية التي تشبه ذلك ليستزيد من بعضها.
بينما الطفل زياد مولوي الذي لعب دور الثعلب أفاد بأنه أعجب بشخصية الثعلب كثيراً وأحبها وحضر لها جيداً لتظهر بأبهى صورة، موضحاً أن الثعلب بطبيعة الحال مكار يقوم بإحداث بعض البلبلة والشغب في الغابة بالتعاون مع صديقه النمر، وفي الختام يأتي الدب ليطرده خارج الغابة، ما يخلق لديه رد فعل سيئ بتلويث مياه الغابة ولكن الدب يدرك ذلك ويتحاشى شرب المياه الملوثة ويساعد الحيوانات الآخرين في الشفاء، ولكن الثعلب لا يحلو له أن يبقى الدب حياً ويحاول أن يلوث المياه مرة أخرى أو يتخلص منه بأي طريقة إلا أن النمر يقف في طريقه ويحول بينه وبين مطلبه.
وقد بلغ عدد الأطفال 16 طفلاً وطفلة تراوحت أعمارهم بين الخمس والعشر سنوات، ويستمر العرض حتى 14 من شهر أيلول الجاري عند الساعة السادسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن