شؤون محلية

كل شيء عن دمشق «على بساط أحمدي» … كريشاتي يفرد أوراقه أمام المجتمع الأهلي والإعلام: المواطن شريك في قراراتنا وعازمون على تنفيذ نفق «المجتهد- باب مصلى»

| فادي بك الشريف – تصوير: طارق السعدوني

في جلسة أشبه ما يمكن تسميتها «على بساط أحمدي» دامت أكثر من 3 ساعات متواصلة، استطلعت فيه محافظة دمشق آراء 150 مواطناً يمثلون عدداً من أحياء العاصمة دمشق بغية إشراك المجتمع الأهلي في صنع القرار حول أهم المشروعات التنموية والإستراتيجية ضمن مبادرة لعنوان «لأجل دمشق نتحاور» انطلقت أولى جلساتها التشاورية في نادي المحافظة بحي كفرسوسة، بحضور محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي.

ممثلو أحياء الميدان والمجتهد والقنوات والشاغور وكفرسوسة لم يتركوا مشكلة إلا وتطرقوا إليها بدءاً من أزمة المواصلات والكهرباء والاتصالات وإنارة الشوارع وليس انتهاءً بمعالجة الصرف الصحي، مؤكدين أن الحوارات من شأنها إيصال أصوات المواطنين وطلباتهم ومقترحاتهم وإشراكهم في صنع القرار.

وطلب المتحاورون تحضير برومو تفصيلي عن مشروع «نفق المجتهد باب مصلى» المدرج ضمن خطة المحافظة وعرضه للتصويت الالكتروني في الجلسة القادمة، علماً أن التصويت المبدئي خلال الجلسة الحوارية أيد تنفيذ النفق ليس لأهميته فقط بل لكونه يعيد تأهيل البنى التحتية كافة في المناطق المحيطة به، الأمر الذي يعالج جميع المشكلات التي تحدث عنها المجتمع المحلي من مواصلات واتصالات وكهرباء وصرف صحي ومياه.. الخ.

مشروعات إستراتيجية

هذا وتم باستخدام تقنيات إلكترونية عرض المشروعات والتصويت عليها من خلال أسئلة تفاعلية أو من خلال استخدام أدوات حوار تفاعلية تهدف لإشراكهم وأخذ أصواتهم.

محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي أكد أن الهدف من المبادرة تنفيذ رؤية المجتمع الأهلي، إذ يرى أن المواطن شريك في قرارات المحافظة حول أي مشروع، ولاسيما أن الوجهة الجديدة للمحافظة تكمن بالحوار مع المجتمع الأهلي لتحديد ومعرفة خطة وأولويات عمل المحافظة.

وأوضح كريشاتي أن جلسات الحوار تنبثق من توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بأن المواطن هو بوصلة عمل الحكومة، لذا من الضرورة معرفة أولويات المجتمع الأهلي بالمشروعات التي نعمل عليها، معتبراً أن المجالس المحلية هي صلة الوصل بين المواطنين والحكومة.

وتطرق كريشاتي للعديد من المشروعات المدرجة ضمن خطة المحافظة لتنفيذها، أهمها مشروع نفق المجتهد – باب مصلى وتحديث البنية التحتية من مياه واتصالات وكهرباء وصرف صحي في المنطقة وإعادة تأهيل جسر السيد الرئيس، إضافة إلى نقل سوق الهال خارج دمشق، وإحياء نهر بردى، وقنوات لدرء السيول، وعقدة ساحة ذي قار ومدخل دمشق الشمالي والجنوبي، بهدف التعرف على آراء المواطنين حول هذه المشروعات ومقترحاتهم للمساهمة الفاعلة في تنفيذ المشروعات ذات الأولوية لمنطقتهم وللمحافظة.

وفي رده على أغلبية المداخلات التي اتفقت على ضرورة تنفيذ مشروع عقدة «المجتهد- باب مصلى»، لم يخف كريشاتي إصرار المحافظة وعزمها على تأهيل البنى التحتية في المنطقة، مضيفاً: لكن واجهتنا صعوبات كبيرة ترتبط بالتكلفة المالية الضخمة والدراسة المرورية.

التمويل هو العائق

وأشار المحافظ إلى إعداد الدراسة التنفيذية والفنية للمشروع خلال الفترة القليلة الماضية، ولكن تبين أن التمويل هو العائق، وخصوصاً أن تكلفة إعادة تأهيل البنى التحتية تتجاوز 100 مليار ليرة ما بين صرف صحي وكهرباء واتصالات وخطوط إشارةـ ناهيك عن تكلفة النفق، مضيفاً: عند إعداد الدراسة فوجئنا بأن البنى التحتية متهالكة بشكل كامل وبحاجة إلى إعادة تأهيل.

وأكد أن مطالبات الأهالي من شأنها أن تسرع من خطوات المحافظة وتجعلها أكثر جرأة على أمل البدء بتنفيذه قبل نهاية العام ليعتبر من أكبر المشروعات الإستراتيجية في محافظة دمشق.

وقارن كريشاتي بين مشروع المواساة والمجتهد، حيث قال: إن طول نفق المواساة 525 متراً مربعاً، وساحته التنموية تجاوزت الـكيلو مترين، في حين أن طول نفق المجتهد باب مصلى 1850 متراً تقريباً، بمسافة تنموية تتجاوز 3.5 كيلو مترات، ما يتطلب إدارة أملاك واستثمارات المحافظة بالشكل الأمثل من أجل توفير الإيرادات.

تخفيف الازدحامات

ويعول المحافظ على المشروع حال تنفيذه في التخفيف من الازدحام المروري وهدر الوقود بالنسبة للسيارات، ومعالجة كل المشكلات الخدمية في المنطقة على صعيد تأهيل البنى التحتية وجميع الخدمات من إنارة ومعالجة الازدحام والطرقات والاتصالات والكهرباء والصرف صحي.

وبين أنه في حال تم البدء بالتنفيذ من المقرر أن ينتهي في فترة بين سنة ونصف السنة والسنتين كأقصى حد، موضحاً أنه لن يتم إغلاق أي طريق لا بعد افتتاح طريق بديل ودائما هناك حلول مرورية قبل إغلاق أي جزء من الطريق.

وقال: إن تنفيذ المشروعات الإستراتيجية هو من التمويل الذاتي للمحافظة من خلال إدارة أموال المحافظة واستثماراتها وتوظيفها بالمشروعات التنموية.

أولوية

وفي رده على مداخلات الأعضاء وآرائهم، قال المحافظ: «التقنين هو الذي يحرم الشوارع من الإنارة في كثير من الأوقات»، مضيفاً: «إن مشروعات الطاقة البديلة تتم التشاركية مع المجتمع الأهلي بإنارة العديد من الطرقات بالطاقة البديلة، ولكن إنارة 117 ألف عمود كهرباء بالطاقة البديلة بحاجة إلى آلاف المليارات، أي إن إنارة الشوارع أولوية ولكن الأرقام الكبيرة لا يستهان به»

وتوقع كريشاتي الانتهاء من مشروع تأهيل فواصل التمدد لطريق المتحلق الجنوبي نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر القادم بطول 1100 متر.

وأكد كريشاتي أنه خلال شهرين سيتم نقل كراج السيدة زينب إلى كراج 30 بعد تحويله إلى كراج تبادلي لتخديم المنطقة الجنوبية والأردن والسعودية والخليج، موضحاً أن هناك دراسة لنقل سوق الهال في الزبلطاني خارج مدينة دمشق لتخفيف الازدحام المروري في المنطقة، لافتاً إلى أن المحافظة دعمت مشروعات السكن البديل بـ70 مليار ليرة منذ بداية العام حتى تاريخه، علماً أن التخصيص ودفع المستحقات هو من يسرع المشروع.

ولفت إلى إعادة تأهيل المجبل الإسفلتي هذا العام باستطاعة يومية مرتفعة وأصبحت المحافظة تعتمد على مواردها المالية فيما يخص المادة، على أن يستمر مد قميص اسفلتي لمعظم الشوارع السيئة في مدينة دمشق.

19منطقة عشوائية و5 مخططات تنظيمية

كما أشار كريشاتي إلى وجود 19 منطقة سكن عشوائي في دمشق، حيث صدرت عدة مراسيم بالإعلان عن مخططات تنظيمية جديدة للمحافظة وهي «ماروتا سيتي- باسيليا سيتي- القابون الصناعي، القابون السكني»، مضيفاً: اجتمعنا مع المعنيين في محافظة الريف من أجل ترسيم الحدود الإدارية بين المحافظتين حتى توصلنا إلى نتائج إيجابية وقرار بأن يكون المتحلق الجنوبي هو الفاصل أو الحدود الإدارية.

وتابع: بموجب ذلك أصبحت زملكا على يمين المتحلق وجوبر على يساره، ما يساعد على إصدار المخطط التنظيمي لحي جوبر بأسرع بوقت، وبالتالي هناك 5 مناطق تنظيمية تهدف إلى التوسع الأفقي والشاقولي لدمشق. وأضاف: أصبحت دراسة إحياء نهر بردى جاهزة وتم البدء بمراحلها الأولى على صعيد مشروع رفع المصبات وخطوط الصرف الصحي عن النهر، مشيراً إلى ضرورة وجود مستودعات تخزين للمياه خلال الشتاء والصيف ومحطات معالجة، علماً أن المشروع ليس حلماً بل أمل، وهو من المشروعات الأساسية.

رسم مستقبل المحافظة

هذا وتستمر إقامة الجلسات الحوارية التشاركية خلال الفترة القادمة بهدف التعرف على آراء ومقترحات أهالي المدينة حول المشروعات والخدمات اللازمة لتنمية الأحياء وتطويرها وفرصة قيمة للمساهمة الفاعلة في رسم مستقبل المحافظة.

يشار إلى أن المحافظة وضمن مبادرة هي الأولى من نوعها في سورية، وفي إطار اللامركزية الإدارية، وانطلاقاً من مبدأ كل مواطن مسؤول دعت الأهالي في مختلف أحياء دمشق لحوار حول مستقبل العاصمة السورية.

وجاء في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أن محافظة دمشق ستقيم جلسات حوارية تشاركية تهدف للتعرف على آراء ومقترحات أهالي المدينة حول المشروعات والخدمات اللازمة لتنمية الأحياء وتطويرها.

وجاء في بيان المحافظة: نعمل على أن تكون هذه الجلسات فرصة قيّمة لنا جميعاً للمساهمة الفاعلة في رسم مستقبلنا، إننا نؤمن بأن آراءكم واقتراحاتكم هي المفتاح لتحقيق تنمية مستدامة تلبي احتياجات جميع أفراد مجتمعنا وأجيالنا القادمة.

ودعت للمشاركة في هذه الجلسات الحوارية بروح عالية من المسؤولية والالتزام وصولاً إلى رؤى تنموية صحيحة خدمة للمصلحة العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن