ليبرمان دعا إلى تغيير حكومة نتنياهو.. وإعلام العدو: لا مبرر للبقاء في «فيلادلفيا» … قائد سابق بجيش الاحتلال: إسرائيل عالقة في غزة وتنزف
| وكالات
مع كشف الإعلام الإسرائيلي المزيد حول أكاذيب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ولاسيما بشأن «محور فيلادلفيا»، قال قائد سابق بالجيش الإسرائيلي، إن بلاده عالقة في قطاع غزة وتنزف هناك، على حين دعا زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان إلى تغيير الحكومة «بسرعة لإعادة الأمن لسكان الشمال وجميع مواطني إسرائيل».
وحسب «موقع روسيا اليوم»، دعا زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان إلى تغيير الحكومة التي يرأسها بنيامين نتنياهو «بسرعة لإعادة الأمن لسكان الشمال وجميع مواطني إسرائيل»، وكتب في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»: «يوم سبت آخر لا يحتمل في الشمال، إطلاق عشرات الصواريخ منذ صباح اليوم، وماذا تفعل قيادتنا؟ صامتة، عاجزة».
بدوره، قال الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال اللواء يسرائيل زيف إن إسرائيل «عالقة في غزة وتنزف» وإن الحرب «أصبحت في حد ذاتها الهدف الذي يشكل مصدر استقرار لنتنياهو والحكومة».
وفي مقال له نشر أمس على موقع القناة «12» الإسرائيلية اعتبر زيف، وهو أيضاً قائد سابق لـ«فرقة غزة» بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الحرب على القطاع «أصبحت في حد ذاتها الهدف الذي يشكل مصدر استقرار لنتنياهو وحكومته»، وتابع: «في الشهر الثاني عشر من أطول حرب وأكثرها إنهاكا في تاريخنا، تجد دولة إسرائيل نفسها عالقة في دوامة أمنية، حيث تتوالى الأحداث وتتبعها ردود الفعل بلا نهاية في جميع الساحات المحيطة بنا».
وأضاف زيف: «من الناحية الأمنية، فإن وضعنا ليس فقط لا يتحسن، بل يزداد تعقيداً، ومن ناحية أخرى لا يوجد أفق يشير إلى نهاية الحرب أو حتى اتجاه لحل الوضع»، وشدد على أن إسرائيل في غزة «عالقة وتنزف»، وأشار إلى أن الحرب التي «كان من الممكن أن تنتهي قبل نصف عام عندما باع نتنياهو للجمهور شعار: نحن على بعد خطوة من النصر، قد بدت بلا نهاية»، وأردف: «الجهد الرئيسي الذي يبذله الجيش الإسرائيلي اليوم هو كبح انتعاش حماس التي تواصل السيطرة على القطاع».
ودحض القائد الإسرائيلي السابق المزاعم التي روج لها نتنياهو ذريعة للبقاء في «محور فيلادلفيا» بين غزة ومصر، الذي تطالب حماس الإسرائيليين بالانسحاب منه شرطاً لأي صفقة محتملة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وقال بهذا الصدد: «اتضح أن حيلة محور فيلادلفيا الذي يقدمها رئيس الوزراء لا معنى لها، بعدما تبين أنه لا يوجد أي نفق نشط على الإطلاق»، في المنطقة.
ورأى زيف أن نتنياهو يستغل إعادة تجمع ما وصفها بـ«فلول» حماس لبناء رواية جديدة لما يسمى «التهديد الوجودي»، «ما يسمح له بالتمسك باستمرار الحرب وتجنب التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين تعجل بإنهاء الحرب»، وقال: «من الناحية العملية، تعتبر غزة مستنقعاً كبيراً، وقد بذل الجيش الإسرائيلي قصارى جهده لتجفيف جزء كبير منه، لكن أي استمرار للقتال من دون استبدال نظام حماس لا يؤدي إلى أي نتائج حقيقية ويكلف جنودنا حياتهم من دون إنجاز كبير يغير الواقع»، واعتبر أنه «في هذا الوضع، ليس لدولة إسرائيل، باستثناء إعادة المختطفين، ما تفعله في القطاع وعليها الخروج منه في أقرب وقت ممكن».
وتابع زيف: «في الشمال، إسرائيل في خضم حرب استنزاف لا تلوح نهايتها في الأفق، والجليل هو النطاق الرئيسي لحزب اللـه وسكان الشمال هم وقود مدافعه»، وأكد أن «احتمال الدخول البري إلى لبنان من دون أي إستراتيجية خروج أو التفكير فيما سيحققه، حتى لو كان غزواً محدوداً، سيعقد الوضع أكثر بكثير»، ورأى أن دخول إسرائيل إلى جنوب لبنان لن يدفع «حزب الله» لوقف إطلاق النار، بل قد يزيد من إطلاق الصواريخ والمسيرات تجاه إسرائيل، مثلما حدث في رفح جنوبي قطاع غزة بعد اجتياحها.
وبشأن التصعيد في الضفة الغربية، حمل زيف «الأفعال الخطرة» التي يرتكبها المتطرفان في الحكومة وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش مسؤولية «إشعال النار في المنطقة»، وقال: «حتى في الضفة الغربية فإن التصعيد يتفاقم، حيث يبذل بن غفير المهووس بإحراق كل ما بوسعه لإشعال النار في المنطقة، في منافسة مع سموتريش بشأن من ينجح في إحداث حرب شاملة تؤدي إلى إعادة احتلال يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة)، وتطيح بالسلطة الفلسطينية مع طرد أعداد كبيرة من الفلسطينيين».
وخلص زيف إلى أنه «على عكس الحروب القصيرة والحاسمة، فإن الحروب المستمرة لها تكاليف باهظة، ففي البداية تتآكل كل الإنجازات، كما يفقد الملاكمون في الجولة الخامسة عشرة القدرة على الحسم، وتختفي آلية الخروج أيضًا، لكن المعنى الأخطر هو فقدان الردع، فلا يمكن استعادته في حالة استنزاف مستمر في ظل استمرار القتال».
في السياق، فندت وسائل إعلام إسرائيلية، الأكاذيب التي يرددها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لتبرير استمرار احتلال «محور فيلادلفيا» ومعبر رفح من الجانب الفلسطيني، إذ أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن العملية البرية التي ينفذها جيش الاحتلال في رفح الفلسطينية جنوب غزة، «قد انتهت»، وبانتظار قرار سياسي للانسحاب عبر صفقة تبادل، أو من دونها، وذكرت أن جميع تقارير المراسلين العسكريين الإسرائيليين القادمة من رفح الفلسطينية، تقول: «لم يعد لنتنياهو ما يفعله في رفح الفلسطينية، ولا حتى في محور فيلادلفيا».
ويرفض رئيس وزراء الاحتلال اتفاقاً مع حماس لوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة لتبادل المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين بسجون الاحتلال، ويقف نتنياهو حجر عثرة أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لاستعادة المحتجزين في القطاع، إذ يتمسك ببقاء جيش الاحتلال في «محور فيلادلفيا» جنوب غزة، و«نتساريم» وسط القطاع، وكذلك استمرار السيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وهو ما قوبل برفض قاطع من مصر.