الفاتيكان أدانت قتل الأطفال.. ورام الله حذرت من إخلاء شمال قطاع غزة … رامافوزا: مصممون على متابعة قضية الإبادة الجماعية أمام «العدل الدولية»
| وكالات
بينما أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا أن بلاده مصممة على متابعة قضية «الإبادة الجماعية» التي رفعتها ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، أدان بابا الفاتيكان فرنسيس، القتل الذي يتعرض له الأطفال في قطاع غزة واستهداف الأماكن المدنية، مشيراً إلى قصف الاحتلال الإسرائيلي العديد من المدارس بذريعة وجود مقاتلين.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن رامافوزا قوله: نحن عنيدون ونواصل العمل حتى تتوقف جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وكشف عن استعداد بلاده لتقديم مجلد ضخم من مئات ومئات الصفحات حول الحقائق والأدلة إلى محكمة العدل التابعة للأمم المتحدة الشهر المقبل لدعم القضية.
ورفعت جنوب إفريقيا القضية في كانون الأول الماضي، مؤكدة أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ينتهك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الموقعة في عام 1948، وأعلنت محكمة العدل الدولية أول من أمس الجمعة تلقيها طلباً من تشيلي للانضمام إلى قضية جرائم الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي على خلفية عدوانه المتواصل على قطاع غزة، كما انضمت في وقت سابق العديد من الدول، بينها كولومبيا وليبيا والمكسيك وإسبانيا وإيرلندا وبلجيكا.
في الغضون أدان البابا فرنسيس، القتل الذي يتعرض له الأطفال في قطاع غزة واستهداف الأماكن المدنية، وأشار إلى قصف الاحتلال الإسرائيلي العديد من المدارس بذريعة وجود مقاتلين، وأعرب البابا في تصريح صحفي، أثناء عودته من سنغافورة إلى روما، عن أسفه لعدم تقدم المفاوضات بشأن الحرب في قطاع غزة، وإزاء عملية السلام التي لا يوجد أي خطوات على أرض الواقع لإنجازها، وفق وكالة «وفا».
ودعا البابا فرنسيس إلى التحرك الجدي والعمل على تحقيق السلام العادل، وجدد تأكيده أن الحرب بأشكالها كلها تعتبر هزيمة حتى إن وُصفت في بعض الأحيان بالدفاع عن النفس كما قال، وأشار إلى تواصله اليومي مع الكنائس في غزة، التي تؤوي ما يقرب من 600 شخص من المسلمين والمسيحيين، وسط ظروف صعبة وقاسية.
وزارة الخارجية الفلسطينية، حذرت من مخاطر إقدام الاحتلال على إخلاء شمال قطاع غزة من الفلسطينيين، معتبرة إياه مقدمة للبدء بضم القطاع وأجزاء أساسية منه تمهيداً للاستعمار فيه، ما يهدد بشكل جدي بتهجير الفلسطينيين بعد حشرهم في منطقة ضيقة، وخاصة أن جرائم القصف الوحشي للمدنيين باتت تصب بوضوح في هذا الهدف الاستعماري التوسعي، عبر محاولة تكريس تقسيم القطاع إلى ثلاثة أجزاء معزولة بعضها عن بعض.
وأشارت الخارجية في بيان صدر عنها، أمس السبت، وفق «وفا» إلى أن حكومة الاحتلال تستخدم جميع أدواتها لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، بهدف تسهيل ضم الضفة والإطاحة بالسلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يحرض عليه بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير بشكل علني تحت شعار وأد فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
ورأت الوزارة أن الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة والتهجير يوفر لحكومة الاحتلال المتطرفة الوقت اللازم لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية في الضفة وغزة، ويشجعها على التمادي في ضرب مرتكزات الدولة الفلسطينية وتصفيتها، وأكدت أن تنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية من خلال اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة آليات تنفيذية لتطبيقه، يكتسي أهمية كبيرة في ردع الاحتلال وإنهائه مرة واحدة وإلى الأبد.
في سياق متصل، اتفقت حركة فتح والحزب الاشتراكي الفرنسي على صياغة مذكرة تفاهم بين الحزبين لوضع برنامج عمل وأجندة مشتركة للتحرك على الساحة الدولية والشعبية، من أجل رفع الوعي عن القضية الفلسطينية، وحماية حل الدولتين، وترجمة التضامن إلى برنامج عمل على الأرض، جاء ذلك أثناء مباحثات مسؤول ملف أوروبا الغربية في مفوضية العلاقات الدولية لحركة فتح أحمد فتوح، مع مسؤول العلاقات الدولية للحزب الاشتراكي الفرنسي ديلان بوتيفلات، ورياض سلماني من القيادات الشابة للحزب، في مدريد.
وعبر ديلان عن تضامن الحزب الكامل مع الشعب الفلسطيني، والسعي إلى التحرك من أجل وقف الحرب بالسرعة القصوى، واعتراف فرنسا بدولة فلسطين، وإحياء السلام العادل، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على خطوط 1967 بعاصمتها القدس، لتعيش بأمن وسلام كباقي الشعوب.
فتح رحبت أيضاً ببيان مدريد الذي أكد ضرورة تنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين، واعتبر المتحدث باسم الحركة في أوروبا جمال نزال أنه من الضروري بمكان وضع الرؤية الدولية للاعتراف بدولة فلسطين موضع التطبيق رفضاً لمساعي إسرائيل العاملة يومياً على تدمير بنية هذه الدولة، من خلال سياسات خطرة تنتهك القوانين الدولية، لا بل الاتفاقات الموقعة حتى مع الاتحاد الأوروبي نفسه، داعيا دول الاتحاد الأوروبي إلى تبني بيان مدريد، ووضعه موضع التنفيذ وعدم ترك المجال للمحتل الإسرائيلي لتقرير مصير 14 مليون فلسطيني موزعين على دول العالم.
في جدة، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة جريمة استهداف الاحتلال الإسرائيلي النازحين والعاملين في منشآت تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، التي كان أحدثها قصف مدرسة الجاعوني بمخيم النصيرات في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين.
واعتبرت المنظمة في بيان، أمس السبت، حسب «وفا» هذه الجريمة امتداداً لجرائم القتل والتدمير والتهجير والتجويع والإبادة الجماعية، التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
وجددت «التعاون الإسلامي» دعوتها الأطراف الدولية الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الذي يدعو إلى الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وإنهاء المعاناة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة.