ألمانيا رفضت إرسال صواريخ بعيدة المدى لكييف.. وبكين: نواصل التفاعل بشأن الأزمة … مدفيديف: موسكو لديها الأسباب الموجبة لاستخدام الأسلحة النووية
| وكالات
بينما اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، أن لدى روسيا أسباباً رسمية لاستخدام الأسلحة النووية، أبلغ مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، مجلس الأمن أنه «إذا سمح الغرب لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ طويلة المدى فإن دول حلف الأطلسي ستكون حينئذ في حرب مباشرة مع روسيا، في حين رفض المستشار الألماني أولاف شولتس إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا.
وقال مدفيديف في قناته على «تيلغرام»: «لا أحد يحتاج إلى صراع نووي اليوم.. لكن للصبر حدود»، وأضاف في قناته على «تلغرام»: «يمكن اعتبار الهجوم على كورسك ذريعة لاستخدامنا السلاح النووي، لكن موسكو تتحلى بالصبر لأنها تدرك خطورة النزاع النووي»، وأضاف: «مع ذلك، فإن الأوغاد الأنغلوسكسونيين المتغطرسين لا يريدون الاعتراف بشيء واحد: كل صبر له حدود ونهاية.. علاوة على ذلك، قد يكون الرد باستخدام وسائط جديدة وغير نووية».
بدوره قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن تهديد كييف باستهداف الأراضي الروسية بصواريخ «أتاكمز» الأميركية، هو جزء من الحرب النفسية، مشدداً على ضرورة أن «تمتنع واشنطن عن إرسال الأسلحة لأوكرانيا، التي لن تؤدي إلا لمزيد من المخاطر على الولايات المتحدة نفسها وحلفائها ووكلائها»، حسب ما نقل موقع «روسيا اليوم».
في الغضون، أبلغ مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، مجلس الأمن أنه «إذا سمح الغرب لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ طويلة المدى فإن دول حلف الأطلسي ستكون حينئذ في حرب مباشرة مع روسيا»، وقال نيبنزيا خلال جلسة لمجلس الأمن أول من أمس: إن «حلف الأطلسي سيكون طرفاً مباشراً في أعمال حربية ضد قوة نووية، أعتقد أنه لا ينبغي لكم أن تنسوا ذلك وعليكم أن تفكروا في العواقب»، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
من جانبه كشف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف بأن موسكو لا تستبعد أن تكون واشنطن قد اتخذت سراً قراراً بالسماح لكييف بشن ضربات على روسيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى، وقال في حديث لقناة «روسيا 24»: «أعتقد أن الأميركيين لن يتوقفوا، الهدف المتمثل في مواصلة القتال ضد روسيا بطرق مختلفة لا يزال قائماً، كما أني على يقين بأن الأميركيين كان بإمكانهم لجم حلفائهم الغربيين للتقليل من شهيتهم، غير أن احتمال حدوث ذلك غير مرجح، أما في لندن، فهناك ما يكفي من الحقد ضد روسيا لاتخاذ قرار باستخدام أنظمتهم البعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية».
وفي السياق، أكد رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون أن بلاده تعتزم توسيع التعاون مع روسيا طبقاً لاتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة، ونقلت وسائل إعلام كورية عن كيم قوله خلال لقائه سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو، أول من أمس الجمعة، إنه «وفقاً للاتفاقات التي تم التوصل إليها أثناء لقاء القمة في بيونغ يانغ في حزيران الماضي، تتطور العلاقات بين البلدين بوتائر سريعة في مختلف المجالات، بما فيها السياسة والاقتصاد والثقافة».
وأوضحت وسائل الإعلام الكورية أن الجانبين تبادلا الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية والمسائل المتعلقة بتعزيز التعاون بين البلدين، بما في ذلك تعميق الحوار الإستراتيجي وحماية المصالح الأمنية المشتركة، في حين قال بيان صادر عن مجلس الأمن الروسي: إنه «في إطار الحوار الإستراتيجي المستمر بين البلدين، تم تبادل وجهات النظر مع زملائنا الكوريين بشأن مجموعة واسعة من القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائي والدولي»، مشيراً إلى أن الاجتماعات تشكل مساهمة مهمة في تنفيذ بنود معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، وفق وكالة «تاس» الروسية.
ووقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والكوري كيم جونغ أون على اتفاقية للشراكة الإستراتيجية بين البلدين خلال زيارة الدولة التي قام بها الأول إلى بيونغ يانغ في حزيران الماضي، تتضمن بنداً للمساعدة العسكرية، يلتزم بموجبها الطرفان بتقديم «المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات على الفور من القوات المسلحة، وإتاحة كل الوسائل في حال وقوع هجوم مسلح على إحدى الدولتين».
إلى ذلك، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، رفض برلين إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، وقال في مؤتمر صحفي أول من أمس الجمعة: «اتخذت ألمانيا قراراً واضحاً بشأن ما سنفعله وما لن نفعله، وهذا القرار لن يتغير».
بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ، أن الصين ستواصل التفاعل بشأن الأزمة الأوكرانية مع جميع الأطراف لتمهيد الطريق لمفاوضات السلام، وقال شياو دونغ خلال منتدى «شيانغشان» الأمني الـ11 في بكين: إن: «الصين ستواصل إجراء تفاعل متعمق بشأن الأزمة الأوكرانية، مع جميع الأطراف، للتوصل إلى توافق لوقف القتال وتمهيد الطريق وبناء جسر لمفاوضات السلام».
إلى ذلك دعا السياسي الأميركي روبرت كينيدي «جونيور» أمس، الإدارة الأميركية إلى وقف التصعيد المتهور بعد مناقشات جارية حول السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية في ضرب عمق الأراضي الروسية، وقال: «أيها الوزير بلينكن، والرئيس بايدن.. أوقفا هذا! أوقفا هذا التصعيد المتهور.. أقول هذا ليس من منبر حزب سياسي، وإنما ببساطة كمواطن في هذا العالم»، كما حذر زعيم حزب «التراث» البريطاني ديفيد كيرتن على منصة «إكس» من السماح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بصواريخ «ستورم شادو» البريطانية، واصفاً هذا العمل بالتصعيد المجنون الذي يعرض أمن الغرب الجماعي كله للخطر، في حين صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بأن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد التصريحات الروسية حول عواقب قرارها المحتمل بشأن استهداف الأراضي الروسية بأسلحتها، وفقا لوكالة «نوفوستي».
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق أن السماح باستهداف عمق الأراضي الروسية سيعني مشاركة مباشرة لحلف «ناتو» في النزاع وسيغير جوهره، وأن روسيا ستضطر لاتخاذ قراراتها انطلاقاً من تلك المخاطر الجديدة، الأمر الذي أوضحه المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بقوله: إن تصريحات بوتين «واضحة للغاية ولا لبس فيها، ولا شك أنها وصلت إلى مسامع المعنيين بهذا الكلام».
من جانبها وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا العقوبات الأميركية على وسائل الإعلام الروسية بأنها اعتداء على حرية التعبير، وقالت في قمة «بريكس» الإعلامية أمس: «تعرض الصحفيون الروس في الولايات المتحدة إلى عدوان، لقد تعرضوا لهجوم إعلامي إرهابي حقيقي، بصفتهم ممثلين عن مؤسسات إعلامية وبصفتهم الشخصية، إضافة إلى تلك التصريحات الوحشية، التي لا أساس لها من الصحة ذات الطابع السياسي التي صدرت بالأمس من واشنطن ضد وسائل الإعلام، هناك عدوان جسدي مواز ضد الصحفيين».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا بصدد إطلاق «حملة دبلوماسية» ضد قناة «روسيا اليوم»، وتدعو إلى التعامل مع تصرفات القناة «على أنها استخبارية»، وفق وكالة «نوفوستي».