موسكو: استخبارات كييف تجند إرهابيي المنطقة لاستخدامهم في «عمليات قذرة» … مصادر «الوطن»: الاستخبارات الأوكرانية تنشط علناً وتواصل بين بودانوف والجولاني
| حلب- خالد زنكلو
ليس جديداً على تنظيم جبهة النصرة بواجهته الحالية «هيئة تحرير الشام» الإرهابية، العمل لمصلحة النظام الأوكراني، فمنذ بداية الحرب الروسية- الأوكرانية نهاية شباط 2022 أوردت وسائل إعلام روسية وصحيفة «الوطن» السورية تقارير حول ذلك، لكن الجديد أن يتطرق رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف إلى مستجدات هذا الملف الخطير والشائك.
وكشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات صحفية خلال اجتماعه مع سفراء الدول الأجنبية في موسكو الخميس الفائت، أن الاستخبارات الأوكرانية تقوم بتجنيد عناصر من «النصرة» في محافظة إدلب شمال غرب البلاد لتنفيذ «عمليات قذرة جديدة».
وكشف لافروف: «تفيد المعلومات التي وردتنا بوصول عناصر في الاستخبارات الأوكرانية إلى منطقة وقف التصعيد في محافظة إدلب السورية، باشروا بتجنيد مسلحي «النصرة» التي تحولت إلى «هيئة تحرير الشام» لاستخدامهم في عمليات قذرة جديدة يخططون لها».
ولم تبد مصادر معارضة مقربة من ميليشيات الإدارة التركية في إدلب، استغرابها من تصريحات لافروف، لأنها تعبّر عن أمر واقع يعرفه معظم مسلحو إدلب، مشيرة إلى أن قضية إرسال «النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، خلايا تكفيرية من التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت إمرته في عموم منطقة «خفض التصعيد» إلى أوكرانيا لقتال القوات الروسية، عمرها بعمر الحرب الأوكرانية.
وأكدت المصادر لـ «الوطن» وجود تواصل مستمر بين رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف ومتزعم «النصرة» الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني» من أجل إرسال مرتزقة إرهابيين لهم باع في الحرب السورية إلى أوكرانيا للوقوف إلى جانب قواتها ضد الجيش الروسي.
ولفتت المصادر إلى أن المعلومات الواردة من ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي تشير إلى أن نشاط استخبارات كييف في الآونة الأخيرة في هذه المناطق لتجنيد إرهابيين شيشان وروس وايغور وتركستان وقوقاز لمصلحتها، بات واضحاً وحتى علنياً، على اعتبار أن جميع الأطراف تعتبر روسيا عدوا لها، وتوقعت مضاعفة أعداد الإرهابيين الذين أرسلوا إلى الجبهات الأوكرانية بعد تجنيدهم لمصلحة كييف في الشهرين الأخيرين.
مصادر متابعة للوضع في «خفض التصعيد»، رجحت أن تكثف الطائرات الحربية الروسية قصفها لمواقع إرهابيي المنطقة بعد تصريحات لافروف، وخصوصاً في ريف إدلب الغربي والجنوبي وسهل الغاب غرب حماة وفي جبال كبانة شمال اللاذقية، حيث تتمركز التنظيمات الإرهابية التي تصدر مرتزقتها إلى أوكرانيا.
ولفتت المصادر لـ «الوطن» إلى أن أنقرة ستغدو محرجة بعد تصريحات رئيس الدبلوماسية الروسية من تسهيلها دخول عناصر من استخبارات كييف عبر أراضيها إلى إدلب وخروج إرهابيين مجندين لمصلحة الأولى وعبر الثانية إلى الأراضي التركية فأوكرانيا، ولاسيما بعد كشف صحيفة «واشنطن بوست» العام الماضي عن وثيقة استخباراتية أميركية سرية عن تطوير وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية خططاً لشن هجمات سرية على القوات الروسية في سورية بمساندة سرية من عدو أنقرة اللدود ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
ونشرت «الوطن» تقريراً في 24 تشرين الأول 2022، كشفت فيه عن مصادر معارضة نقلاً عن متزعمي تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة مقربة من الإدارة التركية في إدلب، أن عشرات الإرهابيين الموالين لتنظيم القاعدة، انتقلوا في الآونة الأخيرة من إدلب لقتال روسيا في أوكرانيا، التي لا تعارض استقبالهم لتشريعها وجود «فيلق أجنبي» خاص بهم، بضغط ومباركة من «النصرة» المدرج على قائمة الإرهاب الدولية، وقدرت عدد الإرهابيين الذين غادروا إدلب إلى أوكرانيا خلال الأسبوعين الأخيرين حينها بأكثر من 70 إرهابياً، منهم متزعمون في «القاعدة» مثل عبد الحكيم الشيشاني متزعم «أجناد القوقاز».
كما أوردت صحيفة «أيدينليك» التركية في 9 الشهر الجاري أن وفداً من أوكرانيا ذهب إلى إدلب في 18 حزيران الفائت، والتقى متزعمين من «النصرة» لإطلاق سراح عدد من المسلحين الشيشان والجورجيين المحتجزين في سجون التنظيم الإرهابي، واستشهدت الصحيفة بتقارير كردية ذكرت أن «تحرير الشام» أطلقت سراح بعض الشخصيات المتطرفة من سجونها، مقابل مغريات تسليحية.
وكانت وكالة «سبوتنيك» الروسية ذكرت في وقت سابق أن عشرات من إرهابيي «النصرة» يتم إطلاق سراحهم من سجون التنظيم الإرهابي في إدلب، لإرسالهم إلى ساحة المعركة الأوكرانية.