بين الناشئين.. والرجال
| غسان شمه
لا شك في أن أي نتيجة إيجابية، لأي من منتخباتنا الكروية، تحمل لنا كمهتمين ومتابعين وجمهور، شيئاً من الفرح والأمل الذي نعول عليه أكثر فأكثر. ويأتي فوز منتخب الناشئين بلقب بطولة غرب آسيا محملاً بالكثير من ذلك، وعلى أكثر من مستوى، فمن حيث المبدأ جاء هذا الفوز الجدير، وخاصة من حيث الحالة المعنوية، ليزيد من جرعة التفاؤل بالمستقبل، إذ كشف عن وجود العديد من المواهب المتميزة التي أكدت ثقتنا بوجود الكثير من المواهب على خريطة الكرة السورية، على اختلاف الأمكنة والمستويات، وهو ما ينبغي دفع المهتمين، وبالتعاون بين الأندية واتحاد الكرة والفنيين والمختصين لبذل جهد أوسع وأكثر تنظيماً لاكتشاف هذه المواهب وتطويرها لتكون دعامة الكرة السورية في مقتبل الأيام.. ومن جهة ثانية فإن الطموح أبعد من بطولة غرب آسيا بكثير على أمل استعادة محطات أكثر إشراقاً، ما يعني أن المسؤولية باتت أكبر مما سبق.
ومن جهة أخرى، وغير بعيد عن السياق السابق، يأتي فوز منتخب الرجال بلقب دورة الهند على مستوى معنوي بدرجة أكبر. وقد أشرنا في هذا الموقع، قبل انطلاق البطولة، إلى أن الفضيلة الكبرى لها هي تعرف المدرب الإسباني الجديد على اللاعبين والأوراق المتوافرة بين يديه، واكتشاف مقدرتهم على تحقيق الرؤى الفكرية والتخطيطية الكروية التي تدفع بمنتخبنا قدماً على صعيد المشاركات الرسمية القادمة، ولاسيما التصفيات الآسيوية. والمرحلة الزمنية التي تفصلنا عن انطلاقة هذه التصفيات تكفي وإلى حد بعيد، في تقديرنا، ليتمكن المدرب وجهازه الفني من الوقوف على مستوى اللاعب السوري وإمكانياته البدنية والفنية، ليتم اختيار اللاعب الأفضل والأكثر جاهزية والقادر على تحقيق المطلوب منه للوصول إلى نتائج إيجابية تعيد البسمة لكرتنا وجمهورنا..
ومن الطبيعي أن يعمل المدرب وفق رؤيته وقناعته في عملية اختيار اللاعبين باعتباره يمتلك من الخبرة والتاريخ ما يجعله على مستوى المسؤولية. وإذا كان الزمن الذي سبق المشاركة في دورة الهند فرض منطقه في عملية اختيار اللاعبين فمن المؤكد أن الزمن الذي يفصلنا عن التصفيات الآسيوية يفترض عملية اختيار لا تدخل فيها، وهذا الأمر يؤكده القائمون على اتحاد الكرة. كما أننا على ثقة أيضاً بأن مدرباً بهذا الحجم سيكون عمله وفق قناعته كما أكد في المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الإعلان عن التعاقد معه.
تبدو الأمور تسير على السكة الصحية بالنسبة لمنتخب الرجال وهو نوع من الرهان الذي لا بد منه، ونرجو أن يكون مغايراً في نتيجته لما سبقه…