جمعية حماية المستهلك تتحدث عن «كساد» في الأسواق … غرفة تجارة دمشق لـ«الوطن»: انكماش وانخفاض في حجم الإنفاق
| جلنار العلي
يعد الاحتفال بعيد المولد النبوي من الطقوس الدينية الملتزم بها في سورية وتتجلى بوضوح في الأسواق الشعبية، ويمكن لمن يزور أسواق العاصمة دمشق أن يرى إحياء هذه المناسبة عبر الزينة والضيافة من محلات الأسواق التراثية كمدحت باشا والحميدية والجزماتية.
الأسواق شهدت خلال اليومين الماضيين حركة جيدة من قبل المواطنين، وخاصة بالنسبة لأسواق الجزماتية وباب سريجة والحميدية، إضافة إلى بعض الأسواق والمحال التجارية في الأحياء الشعبية، ولكن التضخم الذي اجتاح الأسواق لم يستثنِ مستلزمات هذه المناسبة المباركة.
وفي جولة لـ«الوطن» على الأسواق، فقد تبين أن معظم الإقبال من المواطنين كان لشراء «الملبس» بالدرجة الأولى بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، وقد تراوح سعر الكيلو منه بين 30-60 ألف ليرة بحسب نوعه، فيما وصل سعر كيلو السكر إلى 12 ألف ليرة وليتر الزيت النباتي إلى 25 ألف ليرة، أما كيلو زيت الزيتون فقد وصل سعره إلى 115 ألف ليرة، أما السمن النباتي فقد تراوح سعره بين 30-40 ألف ليرة، في حين تبدأ أسعار الأرز من 14-30 ألف ليرة بحسب نوعه، أما كيلو البرغل فقد سجل سعره 15 ألف ليرة.
وسجل كيلو البتيفور المشكل سعراً يبدأ من 60 ألف ليرة، حسب النوعية والمكونات من سمون وغيره من المستلزمات.
نائب رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق ماهر الأزعط، بيّن في تصريح لـ«الوطن» أن مشاهد الحركة في الأسواق ليست بقصد الشراء وذلك نتيجة القدرة الشرائية الضعيفة جداً للمواطن مقابل الأسعار التي شهدت ارتفاعات كبيرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث تراوحت نسبة تلك الارتفاعات بين 20-28 بالمئة، مشيراً إلى أنه لاحظ أن أغلبية الموجودين في الأسواق يتجولون ويشترون كميات قليلة فقط من الملبس للاحتفال بعيد المولد النبوي بأقل الإمكانات، واصفاً الأسواق بأنها تشهد حالة ركود كبيرة قل ما كان لها مثيل.
وفي السياق، لفت الأزعط إلى أنه لاحظ وجود حالة كساد كبيرة في الكثير من السلع والمواد الغذائية، ولكن النسبة الأكبر كانت في الألبسة، وذلك نتيجة لارتفاع أسعارها مقارنة بدخل المواطن الذي أصبح ينظر إلى هذه السلع على أنها كمالية والأهم بالنسبة له تأمين الغذاء والمواد الأساسية لأسرته، متأملاً أن تشهد الأسواق انفراجات كبيرة خلال الفترة المقبلة، وذلك نظراً لحركة السياحة الجيدة التي تشهدها سورية منذ قرابة الشهرين وحتى اليوم، وهذا من شأنه تحريك الأسواق والمساهمة في انخفاض الأسعار.
وكشف الأزعط عن مبادرة ستقوم بها الجمعية خلال الأسبوع المقبل، تشمل توزيع مواد غذائية على الأطفال الأيتام وإيصالها إلى منازلهم، وذلك للمساهمة في تخفيف الأعباء المادية عن أسرهم.
وفي سياق متصل، أكد عضو في غرفة تجارة دمشق لـ«الوطن» أن الأسواق تشهد حالياً حالة من الانكماش بالسيولة بين المواطنين وتقليلاً في حجم الإنفاق الذي أصبح اليوم في حده الأدنى بالأسواق، وقد ساهم في ذلك انطلاق العام الدراسي الجديد الذي أثر بشكل كبير على الأسواق وأدى إلى تزايد الطلب على الاحتياجات المدرسية فقط دون كثير من السلع الأخرى كالألبسة وغير ذلك.
واتفق عضو الغرفة مع الأزعط من حيث التفاؤل في أن تشهد الأسواق تحسناً كبيراً، وسيكون مردّه لحالة الانفتاح التي تشهدها سورية مع بعض الدول الأخرى كالسعودية، علماً أن انعكاس ذلك سيكون بطيئاً على الأسواق، ومن المتوقع أن تتحسن أحوالها قبل نهاية العام.
وأشار إلى أن بعض البيانات الانتخابية طالبت بأن تشكل الغرفة الجديدة لجنة للإحصاء والمعلومات في الأسواق، وذلك ليتوفر معلومات جيدة وصحيحة عن حال الأسواق وحجم الإنفاق فيها للتمكن من اتخاذ الكثير من القرارات، لافتاً إلى أن الغرفة بشكلها الحالي لا توجد فيها أي طريقة علمية للإحصاء الدقيق.