موسكو وطهران شددتا على تعزيز التعاون والحفاظ على المصالح الإستراتيجية … عراقجي: عقوبات الغرب فاشلة ونوصيهم بتغيير مسارهم
| وكالات
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي انفتاح بلاده الدائم على الحوار القائم على الاحترام المتبادل وليس تهديدات وضغوط الغرب سواء في موضوع الملف النووي أو في قضايا أخرى لأنها «تجربة فاشلة»، في حين شدد المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني على أن جرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين وصمة عار على جبين المتشدقين بحقوق الإنسان في الغرب.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية عن عراقجي قوله: «من المستغرب أن الدول الغربية لا تزال غير عارفة بأن العقوبات أداة فاشلة وأنها غير قادرة على فرض أجندتها الخاصة على إيران من خلالها»، وأكد أن العقوبات أداة ضغط وأداة مواجهة وليست آلية للتعاون، وهذه الأداة فشلت لأنها لم تكن فعالة في الممارسة العملية، مشيراً إلى عدم تخلي إيران عن التفاوض البناء من أجل التوصل إلى تفاهم مشترك حول القضايا المتنازع عليها. وقبل أيام، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركتي شحن بحري روسيتين، على خلفية زعمها بشأن تسلم روسيا مسيّرات وصواريخ بالستية إيرانية.
من جهته، شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على أن جرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين وصمة عار على جبين المتشدقين بحقوق الإنسان في الغرب، وقال في رسالة نشرها على حسابه الشخصي في الفضاء الافتراضي أمس: «إن الصهاينة القتلة يقتلون من أجل المتعة! مشيراً إلى مقطع فيديو يظهر استشهاد اثنين من المدنيين الفلسطينيين في رفح في هجوم وحشي بطائرات مسيرة من الكيان الصهيوني.
إلى ذلك التقى مساعد وزير الدفاع الروسي الفريق أول ألكسندر فومين مساعد القائد العام للجيش الإيراني للشؤون التنسيقية الأدميرال حبيب اللـه سياري على هامش مشاركتهما في منتدى «شيانغشان» الـ11 الذي نظمته وزارة الدفاع الصينية في العاصمة بكين خلال الفترة من 12 إلى 14 أيلول الجاري، حيث شدد الطرفان ضرورة تعزيز سبل توسيع التعاون والحفاظ على المصالح الإستراتيجية للبلدين، حسب وكالة «إرنا».
وأوضح الأدميرال سياري أهمية بحر قزوين واصفاً إياه ببحر السلام والصداقة، وأكد ضرورة مشاركة الدول المطلة على بحر قزوين في توفير الأمن الجماعي لهذا البحر من دون الحاجة إلى الوجود الأجنبي، كما تطرق الطرفان في هذا اللقاء إلى سبل تطوير التعاون في المجال البحري الشمال والجنوب مثل الدوريات البحرية وإجراء التدريبات المتخصصة المشتركة.
ويعد منتدى بكين «شيانغشان»، الذي تأسس عام 2006، منتدى رفيع المستوى يتناول القضايا المتعلقة بالأمن والدفاع في منطقة آسيا- المحيط الهادي، ويحظى بأهمية كبيرة على الصعيد الدولي، وجاء هذا العام تحت شعار «تعزيز السلام من أجل مستقبل مشترك»، ويهدف إلى تبادل الأفكار والرؤى حول أبرز التحديات العسكرية والأمنية على الساحة الدولية، إضافة إلى طرح الحلول والتصورات والرؤى الممكنة بشأنها.
إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن سفير طهران لدى موسكو كاظم جلالي، أكد أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، سيشارك في قمة مجموعة «بريكس» المقبلة في قازان بروسيا، وذلك وسط توتر مع الغرب بشأن التعاون العسكري بين البلدين، حسب وكالة «رويترز»، وقال جلالي: «إن بزشكيان سيشارك في قمة مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة الكبرى، المقرر عقدها في قازان بروسيا بين الثاني والعشرين إلى الرابع والعشرين من تشرين الأول المقبل»، مضيفاً: «إن بزشكيان سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في القمة»، حيث من المقرر أن توقع إيران وروسيا اتفاقية ثنائية للتعاون الشامل، وفق وسائل الإعلام.
من جهة ثانية، كشف رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، محمد حسين سلطاني فرد، أمس، عن تشكيل تحالف «غير مدون» بين إيران ومصر وتركيا والسعودية، وقال: إن «حجم التطورات والأزمات التي تشهدها المنطقة، وخاصة حرب غزة، جعلنا نشهد تشكيلاً تدريجياً لتحالف غير مدون بين القوى الإقليمية، والمكون من إيران ومصر وتركيا والسعودية، وستؤدي مخرجات هذه الشراكة ونتائجها إلى حل سريع للأزمات الإقليمية التي أصبحت مزمنة».
وأوضح فرد في تصريحات لوكالة «إسنا» الإيرانية، أن هذا المستوى من التعاون، في المستقبل القريب، يبشر بحل الأزمة اليمنية، وعودة الاستقرار والأمن إلى سورية، وتطبيع العلاقات بين إيران والبحرين، وانتخاب رئيس جديد في لبنان، وازدهار وتعزيز مكانة العراق في العلاقات الإقليمية والثنائية، مشيراً إلى أن «الحل السلمي لأزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، ومعضلة الحرب في السودان، والتوتر في ليبيا، على جدول أعمال هذا التحالف».
وبدأت العلاقات الإيرانية المصرية تشهد تحسناً منذ العام الماضي، بعدما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية استعداد طهران، لتعزيز وتقوية العلاقات الدبلوماسية مع مصر، التي أبدت بدورها ترحيباً باستعادة العلاقات مع إيران، كما شهدت الأشهر الماضية لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في مناسبات عدة، لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين.