الخبر الرئيسي

السيد: مواجهة ما يقوم به الغرب وأميركا بالرجال الذين يؤمنون بمبادئ نبينا الكريم … الرئيس الأسد يشارك في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وسط دمشق

| الوطن

شارك الرئيس بشار الأسد بالاحتفال الديني الذي أقامته وزارة الأوقاف أمس، إحياءً لذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى اللـه عليه وسلم في رحاب جامع سعد بن معاذ بدمشق.

وتم بدء الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ابتهالات دينية من وحي المولد النبوي الشريف.

وزير الأوقاف محمد عبد الستار أشار في كلمة له إلى المعاني العظيمة لهذه الذكرى الكريمة، ولفت إلى أننا نعيش اليوم في عالم تضطرب فيه القيم والأخلاق وتنقلب فيه المعايير، حتى إنهم أرادوا أن يقلبوا فطرة اللـه التي فطر اللـه الناس عليها، لافتاً إلى أن الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة يسن قوانين الشذوذ، والتي يسمونها مثلية ويضرب القيم والأخلاق وينتهك حقوق الإنسان ويدعم ما يجري اليوم من قتل وإبادة جماعية في غزة وفلسطين ومن حرق للمساجد والكنائس والمصاحف ومن تدمير للبنية التحتية.

وأشار وزير الأوقاف إلى أنه علينا التمثل بصاحب الذكرى النبي محمد صلى اللـه عليه وسلم من خلال ما فعله عبر تربية الرجال، فحين توفي نبينا محمد كانت رقعة الإسلام لا تتجاوز بضعة كيلومترات، لكنه قبل أن يبني الأركان بنى الرجال الذين قاموا بعد مرور عشر سنوات بتوسيع رقعة الإسلام حتى كُسر كسرى وقيصر ووصل الإسلام إلى جبال الألب وحدود فرنسا.

وقال: «يمكن في هذا المولد أن نختصر التربية التي خرج منها رجال أصبحوا قادة للتاريخ، بالاعتماد على أمرين بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وذلك بالصبر مع الأمل، والتقوى مع العمل، وعلى هذا الأساس ربى النبي صلى اللـه عليه وسلم الرجال، وهؤلاء الرجال هم الذين فتحوا الأمم وبنوا أعظم حضارة للإنسانية، فالصبر هو نصف الإيمان ولا يمكن لأي بشر أن يحمل رسالة القيم ورسالة الخير إلا أن يتسلح بالصبر».

وأضاف: «عندما نواجه الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل وكل هذه القوى وجيش من الإرهاب سُلّط على سورية لأكثر من 12 عاماً لا يمكن لهذه المواجهة إلا أن تكون بالرجال الذين يؤمنون بهذه المبادئ والقيم والمفاهيم والمصطلحات التي رباها فينا النبي صلى اللـه عليه وسلم».

وخاطب السيد الرئيس الأسد بالقول: «عندما استمع شعبك منذ أيام قلائل لخطابكم التاريخي في مجلس الشعب، عبرتم عن مسيرة رائدة عنوانها القيم والأخلاق وهي مستمرة منذ عهد القائد حافظ الأسد رحمه الله، وقمتم بكل ما تستطيعون لصد العدوان ودحر المعتدين عبر سنوات طويلة، وأنتم تبنون بيد وتصمدون بيد أخرى، علّمت الأمة بصمودك وأخلاقك وشجاعتك فكانت كلمتك الأخيرة هي تعبير عن مسيرة سورية المتجددة بإذن اللـه تعالى، فقلتم إن احتلال الأرض لا يعني بيع الأرض، والوطنية ليست مظهراً ولا ادعاءً بل انتماءً متجذراً ووفاءً وولاءً، وحصار العقول أخطر وأشد فتكاً من حصار البطون، وهذا ما تحدث عنه نبينا صلى اللـه عليه وسلم، فحصار الأرزاق يخفف عنه بكرامة غالية وأخلاق عالية ونفس عزيزة وقيم وطنية، وعقل منتج للأفكار، أما حصار العقول فهو انتحار جماعي وبيع للوطن في سوق النخاسة السياسي».

وختم السيد كلمته بالقول: «أما أنت يا غزة وأنت أيها المسجد الأقصى الجريح والأسير وكما قال عنك الرئيس الأسد فقد قدّمت غزة مثلاً أعاد إلى تلك الأجيال صحوتها فبدأت ترى وتقرأ الواقع بطريقة مختلفة عما عمل عليه الغرب لقرون طويلة، وعصور من الوهم أسقطتها ساعات من البطولة وأشهر من الصمود، لأنها أُسست على قرون من الانتماء، وهذا الانتماء الذي جاء بعد عمر من الخطاب وبعده صلاح الدين الأيوبي الذي قال إنني أستحي من اللـه أن أضحك ومسجد الأقصى في الأسر، هذه هي أمتنا وهذه هي قيمنا وهذا هو احتفالنا بمولد النبي صلى اللـه عليه وسلم في هذه الأيام».

واختُتم الاحتفال بدعاءٍ للشيخ محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، دعا اللـه فيه أن يحفظ سورية وشعبها وجيشها وقائدها الرئيس بشار الأسد وأن يلهمه ما فيه مصلحة الوطن والأمة.

وعقب انتهاء الصلاة التفت الجماهير حول الرئيس الأسد وبادلته التهاني والتبريكات بهذه الذكرى المباركة.

شارك في الاحتفال عدد من كبار المسؤولين في الدولة وحزب البعث العربي الاشتراكي وعلماء الدين الإسلامي وحشد من المواطنين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن