عربي ودولي

«بلومبرغ»: الصراع بشأن الميزانية بحكومة نتنياهو يكشف كيف مزقت الحرب إسرائيل

| وكالات

تحدثت وكالة «بلومبرغ» الأميركية عن «اهتزاز» يشهده ائتلاف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في وقتٍ يواجه فيه الكيان الإسرائيلي واقعاً اقتصادياً صعباً، إذ يتبين أن الحرب على غزة «تُمزق إسرائيل».
وفي التفاصيل، أوضحت «بلومبرغ» أن «إسرائيل تشهد تباطؤاً في النمو وارتفاعاً في معدلات التضخم والبطالة، وانكماشاً في الناتج المحلي الإجمالي»، لذا فإن «التدابير الصارمة على جدول أعمال الحكومة»، وبيّنت أن نتنياهو «يُضخّم الإنفاق العام، فيما يعده كثيرون سياسة مالية توسعية غير مستدامة»، لافتةً إلى أن موازنة الميزانية من خلال الضغط على «الحريديم» هي «بمثابة انتحار سياسي»، إذ إنهم «شركاء محوريون في ائتلافه الحاكم، ليس في دوائره الانتخابية فحسب».
وأشارت الوكالة إلى أنه «إذا لم تكن هناك ميزانية بحلول آذار، فإن الحكومة، بموجب القانون، تتوقف عن الوجود»، وعليه، «يعكس الصراع على الميزانية الأزمات المتصاعدة التي تواجهها إسرائيل بشأن الأمن والازدهار والهوية»، يأتي ذلك في وقتٍ «تستمر الحرب في غزة، فيما تتزايد التهديدات والمعارك من لبنان واليمن وإيران، كما أن الضفة الغربية تغلي»، وتأتي أيضاً في وقتٍ «تدفع الحكومة مئات الآلاف من رواتب جنود الاحتياط، فضلاً عن فواتير الفنادق وإعانات الإسكان لعشرات الآلاف الذين تم إجلاؤهم بالقرب من الحدود الشمالية والجنوبية»، وقد «تتدهور أيضاً العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث تلوح الانتخابات الرئاسية في الأفق».
في هذا السياق، يُقدر بنك إسرائيل أن الحرب ستُكلف 250 مليار شيكل حتى نهاية العام المقبل، وقد انطلقت إسرائيل بالفعل في جولة اقتراض في الأسواق المحلية والدولية بلغ مجموعها أكثر من 200 مليار شيكل حتى آب الماضي، وأصبح الاقتراض أكثر تكلفة، لأن المستثمرين طالبوا بأسعار فائدة أعلى منذ بدء الحرب، وتقدر وزارة مالية الاحتلال تكاليف الديون الإضافية بأكثر من 7 مليارات شيكل في العام المقبل، و10 مليارات في عام 2026.
والخميس الماضي، وافق «الكنيست» الإسرائيلي على توسيع الميزانية الإضافية المقرة سابقاً للسنة المالية 2024 لتصل إلى 727.4 مليارات شيكل (نحو 192 مليار دولار)، وذلك بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، ومع استمرار الحرب فترة أطول، باتت الميزانية الأصلية غير كافية لتغطية التكاليف المتزايدة، لذلك تم تحديد الحاجة إلى زيادة الإنفاق لمواجهة تداعيات الحرب المستمرة.
وقد لقيت هذه الخطوة انتقادات من المسؤولين السياسيين، حيث انتقد زعيم المعارضة، يائير لابيد، هذه الميزانية بشدة، قائلاً: «من أين سيأتي المال؟ الحكومة تقدم هذه الميزانية من دون أن توضح مصادر التمويل»، وأضاف لابيد: إن «الفئة العاملة وطبقة الاحتياطيات ستتحمل العبء المالي الجديد».
كما انتقد زعيم حزب «معسكر الدولة»، بيني غانتس، فتح الميزانية مرة ثانية، ووصف الأمر بالفشل، وقال: «السبب الوحيد لزيادة العجز هو بقاء الحكومة على حساب الإسرائيليين»، وفي الإطار، ذكر تقرير في صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أن مناقشة الميزانية في إسرائيل تتحول إلى «ميلودراما» بسبب ضغط الإنفاق العسكري على الاقتصاد الإسرائيلي، مشيراً إلى «تقديم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ميزانية 2025، بعد تأخير شهرين».
وتشكو وسائل إعلام إسرائيلية الوضع الاقتصادي ومؤشرات التضخم وغلاء المعيشة في إسرائيل، وسط لا مبالاة الحكومة وإصرارها على عدم اعتبار الأضرار الاقتصادية للحرب عاملاً من العوامل الموجبة لإعادة التفكير في استمرارها أو توقفها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن