قضايا وآراء

فشل إسرائيلي.. وورقة اللاجئين والرهان البريطاني على الخسائر المالية

| معتز خليل

• بات من الواضح أن الإعلان الإسرائيلي في بداية عملية «طوفان الأقصى» والمتعلق بالقضاء على حركة حماس، هو إعلان دعائي بامتياز، فرغم كل ما أصاب القطاع من دمار وتشريد الآلاف من سكانه، إلا أن شعبية حركة حماس تتصاعد في الضفة الغربية والشارع العربي، وبات هذا الطوفان أملاً بالنسبة للملايين.

• الخلاف بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من جهة وبين مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصل إلى طريق مسدود، وهذا ما تشير إليه الكثير من المعطيات، ولعل الفضيحة الصحفية التي يزيد الحديث عنها في بريطانيا الآن هي خير دليل على ذلك، حيث نشر الصحفي ألون بيري بعضاً من المقالات والتحقيقات الاستخباراتية المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية في صحيفة «جويش كورينيكل»، معتمداً على معلومات حصل عليها من مكتب نتنياهو الذي يعاني صعوبة نشر بعض من الأخبار في الصحف العالمية، ولم تقدم له الأجهزة الأمنية العون اللازم، بحسب التعليقات الإسرائيلية، وهو ما دفع مكتب نتنياهو إلى التواصل المباشر مع بعض من الصحف العالمية، الأمر الذي استفز عناصر الاستخبارات الإسرائيلية، ليعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً أن كل ما طرحه بيري من موضوعات تتعلق بالمقاومة الفلسطينية وحركة حماس ويحيى السنوار، ليس إلا فبركة خيالية ومحض خيال، لتعتذر الصحيفة للقراء وتوقف التعاون مع بيري، ولتتواصل نيران الخلافات بين الأجهزة الإسرائيلية التي لا تزال تعاني تداعيات السابع من تشرين الأول.

• يتجسد الانتصار الحقيقي للمقاومة وما قامت به في السابع من تشرين الأول، من خلال الخلافات المشتعلة في قلب إسرائيل الآن، سواء الخلافات الأمنية أم السياسية على حد سواء.

• لا تزال بريطانيا تراهن على الخيار «فشل»، فبعد إخفاق خطتها لترحيل اللاجئين إلى رواندا، يأتي رئيس الوزراء كير ستارمر ليتباحث مع الإيطاليين في روما طالباً تنفيذ المخطط الإيطالي لنقل اللاجئين غير الشرعيين من البلاد إلى جورجيا، ملايين من الجنيهات البريطانية ضائعة بين رواندا وبين جورجيا، وكان من الممكن استثمارها لاستيعاب هؤلاء اللاجئين وتوظيفهم في بلد يمثل فيه العامل والحرفي عملة نادرة.

* أعتقد أن أبرز من يحتاج إلى محاولة اغتيال هو الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي خرج جمهوره اليميني غير راض عن نتائج مناظرته الرئاسية الأخيرة مع كاميلا هاريس، لترتفع شعبيته من جديد في الاستفتاءات الأولية عقب تعرضه لمحاولة الاغتيال، إنها لعبة السياسة الأميركية المجنونة التي لا نهاية لها.

• تتفاعل على الساحة البريطانية حالياً قضية فساد بطلتها فيكتوريا، زوجة رئيس الوزراء البريطاني، التي حصلت على ملابس باهظة التكاليف من رجل الأعمال وحيد علي، وهو واحد من أهم رجال الأعمال البريطانيين، حيث اشترى ملابس لمنزل رئيس الوزراء مسجلاً إياها كتبرع، صحيفة «التايمز» كانت بطلة هذه الفضيحة المالية، وهي الصحيفة نفسها التي كشفت من قبل عن سياسات مالية مشبوهة إلى حد ما ضد زوجة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، ومن قبلهم الحديث عن «شيري بلير» ودورها في نسج سياسات خارجية لبريطانيا مع قطر والولايات المتحدة الأميركية، إنها بريطانيا التي لا يزال الكشف فيها عن الفساد يتم بالروتين اليومي نفسه الذي لا يتغير دوماً، فالهدف من ذلك زوجة رئيس الوزراء.

• تعاني أوروبا الكثير من الأزمات في القطاع الصحي، وشخصياً لي تجربة مفادها أن العلاج الطبي الجيد ستحصل عليه فقط من القطاع الخاص بعيداً عن القطاع الحكومي، وبعقد مقارنة بسيطة بين الطبيب العربي الناجح بأقل الإمكانات والطبيب البريطاني الذي يعمل وفقاً لمنظومة صحية بيروقراطية، أستطيع القول إن «السياحة العلاجية» يمكن أن تكون البوابة الجديدة لتحسين الدخل السياحي للعديد من الدول العربية، حيث يتم تقديم الخدمة الصحية الأفضل مع أسعار إقامة ومعيشة رخيصة بالمقارنة أوروبا، وهو ما يفرض على الكثير من المؤسسات العربية الانتباه إلى هذه النقطة.

صحفي مصري مقيم في لندن

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن