أمل الخريف
| مالك حمود
يتعاظم فرح النجاح عندما يأتي بعد يأس طويل.
بالأمس كنا نردد وبقناعة بأن رياضتنا قائمة على الطفرات.
وبالأمس أيضاً كنا نتخوف من مرحلة ما بعد الطفرات في ألعاب القوى. وحالة الفراغ التي سيخلفها اعتزال البطل العالمي بالوثب العالي مجد الدين غزال، ذلك التخوف الذي عشناه أواخر القرن الماضي خلال التوهج العالمي الذي فرضته بطلتنا الذهبية العالمية غادة شعاع.
كنا على يقين بأن رياضاتنا بشكل عام، وألعاب القوى بشكل خاص تقتصر في نجاحاتها على الطفرات، وكنا نترقب الطفرة الجديدة التي تظهر في كل ربع قرن تقريباً.
اليوم يأتي من يشكك بهذه القناعات المحلية، ويفشل نظرياتها.
ما تحققه اليوم ألعاب القوى السورية في البطولة العربية الأخيرة لألعاب القوى للناشئين والناشئات. يغير المفاهيم ويفتح الباب الواسع أمام أمل جديد، ولاسيما أن من صنع النجاح ليس بطلاً واحداً أو بطلة، بل مجموعة بطلات وأبطال واعدين ينتظرهم المستقبل الرحب في ألعاب تعتمد على الجهد والأداء الفردي.
وعندما يكون الإنجاز الدولي بـ(ذهبية الرمح للناشئات- برونزية 400 جري حواجز للناشئات- برونزية العشاري للناشئين) فذلك يعكس التعدد في المواهب الواعدة، والتنوع في مسابقات أم الألعاب، حيث التميز في حيز كبير بقواها من سرعة وقوة ولياقة ورشاقة ودقة وتركيز.
بعيداً عن بريق الميداليات وبهجتها، ترى هل يكون ما تحقق محطة اكتشاف نخبة من المواهب اليانعة، وهل تكون انطلاقة جديدة مع جيل جديد في طريق صناعة المستقبل.
جيل يحظى بالرعاية والدعم والعمل الدؤوب ضمن مشروع متكامل هدفه العالمية والعمل فيه بصمت وصبر واستراتيجية بنائية.