الانقسامات تعمقت داخل الكيان والمطالبات مستمرة لنتنياهو بعدم إقالة غالانت … قائد سابق في جيش الاحتلال: حماس تفوز بالحرب وإسرائيل تخسر بشكل كبير
| وكالات
مع تعمق الانقسامات داخل الكيان الإسرائيلي، دعا «منتدى الأعمال الإسرائيلي» رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى عدم إقالة وزير دفاعه يوآف غالانت واستبداله برئيس حزب «اليمين الوطني» جدعون ساعر، على حين أقر القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال، اللواء غادي شامني، بأن حركة حماس «تفوز بهذه الحرب».
وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أقر شامني، بأن حركة حماس «تفوز بهذه الحرب»، في حين «تخسر إسرائيل، وبصورة كبيرة، على الرغم من تحقيق نجاحات تكتيكية»، وأكد شامني أن حماس استعادت مناطق من قطاع غزة في غضون 15 دقيقةً من الانسحابات الإسرائيلية منها، مشدداً على أن «أحداً لا يستطيع تحدي حماس هناك بعد انسحاب القوات الإسرائيلية»، كذلك رأى شامني أن «الفشل الأعظم» يتمثل بـ«عدم محاولة نتنياهو تقديم هيئة حاكمة بديلة واقعية في القطاع»، في أعقاب الانسحابات الإسرائيلية.
في السياق نفسه، صرّح عضو لجنة الخارجية والأمن في «الكنيست» الإسرائيلي، عاميت هاليفي، في وقت سابق، بأن «الجيش لم يهزم كتيبةً واحدةً لحماس، ولا حتى سرية واحدة في رفح جنوب قطاع غزة»، ومع عجز إسرائيل عن تحقيق هدفها المتمثل بالقضاء على حماس، بعد نحو عام من الحرب، أكد القيادي فيها، أسامة حمدان، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الحركة «ما زالت تحتفظ بقدرة عالية على الاستمرار» في التصدي للاحتلال.
وأشار حمدان إلى «حصول تراكم في الخبرات وتجنيد أجيال جديدة في المقاومة»، موضحاً أن «ثمة كسباً وتطوراً يتحققان مقابل التضحيات والخسائر»، وتدحض التأكيدات بشأن العجز الإسرائيلي عن هزيمة حماس وسائر فصائل المقاومة، واستمرار الأخيرة في التصدي لقوات الاحتلال في الميدان وتوثيق العمليات، مزاعم المسؤولين العسكريين التي تدعي تدمير قدرات المقاومة.
في سياق ذي صلة، دعا «منتدى الأعمال الإسرائيلي»، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى عدم إقالة وزير الأمن يوآف غالانت واستبداله برئيس حزب «اليمين الوطني» جدعون ساعر، وجاء في بيان للمنتدى، الذي يضم رؤساء الاقتصاد والشركات الكبرى في القطاع الخاص في إسرائيل، أن «إقالة الوزير تضعف إسرائيل في أعين أعدائها، وستؤدي إلى تعميق الانقسام الداخلي».
وأضاف البيان الذي أوردته وسائل إعلام إسرائيلية: «يعرف نتنياهو أكثر من أي شخص آخر، أن كل المؤشرات الاقتصادية تثبت أيضاً أن إسرائيل تتدهور نحو هاوية اقتصادية وتغرق في ركود عميق، وآخر ما تحتاجه إسرائيل في هذا الوقت هو إقالة وزير دفاع».
في الإطار عينه، قال عضو «الكنيست» رئيس هيئة الأركان العامة سابقاً، غادي أيزنكوت، في مقابلة إذاعية: إن «إقالة غالانت، وأنا لست من أتباع غالانت، أعدت لأهداف سياسية، لتمرير قانون التجنيد، وبالتالي الإضرار بالجيش الإسرائيلي»، وأشار أيزنكوت إلى أن قرار الإقالة هذا هو «استمرار لسياسة نتنياهو الساخرة، حيث الاعتبار الشخصي السياسي هو الأعلى، فيما لم يتم تحقيق هدف واحد من أهداف الحرب، بعد عام على بدئها».
وأول من أمس الإثنين، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يسعى إلى إقالة غالانت بذريعة «عرقلته توسيع الهجوم على لبنان»، وأن «جدعون ساعر سيخلفه خلال ساعة»، وإذ نفى مكتب نتنياهو إجراء مفاوضات مع ساعر لتعيينه بدلاً من غالانت، فإن مسؤولين في حزب «الليكود» أفادوا لوسائل إعلام إسرائيلية بتقارب مهم في المحادثات مع ساعر.
في الغضون، أثارت «القناة 13» الإسرائيلية تساؤلات بشأن تمديد نتنياهو فترة بقائه في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، من يومين إلى ستة أيام، خلال رحلته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤكدةً أن السبب وراء ذلك «غير واضح تماماً».
وأشارت مراسلة الشؤون السياسية للقناة، موريا أسراف فولبرغ، إلى «عدم وجود مبرر دراماتيكي يستدعي بقاء نتنياهو» ستة أيام في الولايات المتحدة في أثناء الحرب، فيما «الشمال يحترق، والحرب في قطاع غزة متواصلة، حيث لا يزال هناك عشرات الأسرى».
وخلصت فولبرغ إلى هذه النتيجة بناءً على جدول مواعيد نتنياهو الذي حصلت عليه، وأوضحت أنها واجهت «الكثير من السرية في مكتب رئيس الحكومة»، وحسب ما عرضته، من غير الواضح إن كان نتنياهو سيلتقي الرئيس الأميركي، جو بايدن، أم لا، في حين أن يوم الثلاثاء المقبل هو اليوم الوحيد الذي سيكون فيه بايدن في نيويورك.
إلى جانب ذلك، أشارت مراسلة «القناة 13» إلى عدم وجود مواعيد مع مسؤولين من دول أوروبية، حتى الآن، في حين أدرجت الأرجنتين في جدول المواعيد، إضافة إلى عدد من الدول الإفريقية، ولفتت إلى أن نتنياهو سيلقي خطابه بعد غد الجمعة، ولذلك «لا يمكنه أن يأتي إلى إسرائيل مباشرةً بعد الخطاب، وعليه البقاء في الولايات المتحدة لنهاية الأسبوع»، من دون أن يبرر ذلك البقاء نحو أسبوع، وإزاء ذلك قالت «القناة 13» إنه «ثمة علامات استفهام أكثر من علامات التعجب في هذا الموضوع».