شؤون محلية

في مجلس محافظة الحسكة.. نقص في الكتب المدرسية وأصبحت تُباع في المكتبات الخاصة بأسعار عالية … المحافظ: لن نتعامل مع الواقع اليوم إلا من خلال عقلية وإستراتيجية الدولة

| الحسكة – دحام السلطان

أشار عدد من أعضاء في مجلس محافظة الحسكة في جلسته أمس إلى النقص الكبير في الكتب المدرسية، موضحين أن الكتب التي وصلت المحافظة بلغت 100 ألف كتاب فقط، في حين حاجة المحافظة هي 400 ألف كتاب حسب إحصاءات مديرية تربية الحسكة، وبالتالي لم تغط حاجة تلاميذ المدارس من الكتاب المدرسي، وهي التي تعيش ظروفاً استثنائية قاهرة في ظل التضييق والحصار وخروج معظمها عن مسار التعليم الحكومي، والتي لم يأخذ التلاميذ والطلاب فيها حقهم من الكتب أسوة بمدارس محافظات القطر، وقد أكد الكثير من أعضاء مجلس المحافظة أن الكتاب المدرسي بات يُباع اليوم في المكتبات الخاصة وبأسعار عالية غير أسعاره الحقيقية، تفوق طاقة أهالي التلاميذ والطلاب إلى حد بعيد، موضحين أن الكتاب القديم «المدوّر» الموجود الآن في المدارس لم يحل المشكلة من باب الحلول البديلة، بل عقّدها ولم يعد يتماشى مع ظروف التعليم في المدارس، وينبغي إتلافه والتخلص منه، مطالبين بحصر المشكلة,

وفي موضوع آخر طالبت العديد من المداخلات بضرورة تقييم أداء وعمل الدوائر والمؤسسات الحكومية، وبيّان التميّز وحُسن الأداء فيها من ناحية، والترهل والضعف من ناحية أخرى بدلاً من التعكّز على الأزمة واتخاذها شماعة للأخطاء، على أن يتم التقييم من خلال أخذ أعضاء المجلس دورهم في الإشراف والمتابعة والتماس المباشر مع مؤسسات الدولة بالمحافظة.
كما شددوا على تحديد المسؤولية المباشرة المعنية بعمل مخبز الحسكة الأول الآلي «المساكن» والنظر في تحديد تبعيته لأي جهة من الجهات الحكومية المتعددة، منعاً للتخبّط والشطط في عمل المخبز الحكومي الوحيد في مدينة الحسكة، والعمل على متابعة المخابز الخاصة التي لا تخضع للإشراف ولا لجولات المراقبة والضبوط التموينية المرتبطة بالنوعية والجودة والأداء، والنظر في عدم التزام العديد من المدارس الخاصة المؤقتة التي لم تلتزم بتعميم محافظ الحسكة القاضي بتحديد الأقساط المدرسية، والتي تجاوزت لدى بعضها المبلغ المحدد في التعميم، فوصل إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون ليرة.
وأثار المجلس قضية صفة الحديقة العامة التي تم ضمها من قبل مدرسة البر وأصبحت ساحة خاصة بالمدرسة مطالباً بالتوضيح فيها، ونوعية الصفة التي ترتبط بالحديقة.
كما أشارت العديد من المداخلات إلى ضرورة تزويد آبار مياه الشرب الريفية بالطاقة البديلة التي تعمل على الطاقة الشمسية، وإعادة ترميم وتأهيل شبكات الصرف الصحي المهترئة وبناء مدارس جديدة في القطاعات الحكومية في أرياف القامشلي، وإيجاد آلية جديدة منتظمة لتوزيع رواتب المتقاعدين لدى فروع مؤسسة البريد، وفتح حسابات للمتقاعدين لدى جميع فروع المصارف بالمحافظة والتعامل باحترام مع المواطن، ومعالجة الإهمال والترهل الحاصل مع الإدارة العامة للتأمينات فيما يخص وضع فرع مؤسسة التأمينات العامة بالقامشلي، وتزويد مركز «اللؤلؤة» الطبي بأجهزة التكييف والتهوية، والنظر في وضع مركز بنك الدم ومعالجة الخدمات الطبية في العيادات السنية بالقامشلي، ومتابعة وضع عقد الترميم الخاص بالصالة الرياضية.
وأكد محافظ الحسكة لؤي محمد صيوح خلال حديثه في المجلس أننا دولة ولن نتعامل مع الواقع اليوم إلا من خلال عقلية وإستراتيجية الدولة، مشدداً على التخلّي عن الروتين والتعقيد في العمل، وضرورة الالتزام بالقوانين والتعاميم والأنظمة النافذة، وفق الإمكانات المتوافرة والمتاحة في ضوء الميزانية المحددة بالمحافظة، وما يُضاف إليها من وزارة الإدارة المحلية والبيئة الخاصة بتعبيد الطرقات الزراعية والحيوية.
وشدد المحافظ على ضرورة أخذ رؤوساء مجالس المدن والبلديات والبلدات لدورهم فيما يخص تنفيذ المشاريع الخدمية ضمن مجال عملهم، مشيراً إلى أن وضع النظافة في أحياء مدينة الحسكة يُرثى له، داعياً مؤسسات القطاع الشعبي والنقابي إلى تنفيذ حملة نظافة في جميع قطاعات المدينة منعاً لانتشار الأمراض والأوبئة، في ظل الإشراف الذي ستتابعة مؤسسات المحافظة المعنية بشكل مباشر.
ولفت رئيس مجلس المحافظة عيد المنديل، إلى أن دور أعضاء مجلس المحافظة هو دور مهم من خلال الإشارة إلى حجم الإيجابيات في عمل الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية من أجل تعزيزها وتجاوز السلبيات بوعي وإحساس عالٍ بالمسؤولية لتلافي المعوقات والصعوبات وتذليلها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن